خبر يوجد مناص آخر غير حل الحرب - اسرائيل اليوم

الساعة 05:42 م|28 نوفمبر 2012

ترجــمة خـاصة

يوجد مناص آخر غير حل الحرب - اسرائيل اليوم

بقلم: يهوشع سوبول

(المضمون: يتيح الوقت الحالي بعد الحرب في غزة فرصة نادرة للساسة الاسرائيليين لترك طريق الحروب والسير في طريق السلام - المصدر).

أصبح ساستنا متنبئين يُنذروننا بأن وقف اطلاق النار في الجنوب مؤقت. لكن الحرب ليست واحدا من فصول السنة الاربعة. فلا يجب ان يأتي الربيع أو الصيف القادمان معهما بحرب جديدة مع حماس أو مع حزب الله وايران. ان الحرب ليست كارثة طبيعية بل هي نتاج فشل الساسة في حل صراعات بالتفاوض.

للاتفاقات المكتوبة وزن. فقد منع اتفاق السلام الذي وقع مع مصر حروبا بيننا وبينها مدة جيل. في 11 آب 2006 اتُخذ في مجلس الامن القرار 1701 لوقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان. واشتمل القرار على ارسال مراقبين من الامم المتحدة للحفاظ على السلام في جنوب لبنان. وقد تم ارشادهم الى ضمان وقف مطلق للاعمال العدائية ومساعدة جيش لبنان على السيطرة على المنطقة. ويتحدث الواقع من تلقاء ذاته لأن البلدات على حدود الدولة الشمالية تتمتع منذ ست سنوات بهدوء لم تعرف مثله حينما لم يكن هذا الاتفاق موجودا.

كانت حماس شريكة جدية في تفاوض آتى أُكله مع اعادة جلعاد شليط من أسره بعد نحو من خمس سنوات. ومن الواجب ان نتبين لماذا لم يُستغل ذلك التفاوض الناجح قبل سنة من اجل تثبيت تهدئة طويلة مع حماس. فقد ثبت ان المصالح الحقيقية كتحرير الأسرى أهم عند حماس من ميثاقها البغيض الذي يدعو الى قتل اليهود. ان حماس هي منظمة اخرى تعرف العمل عن تقديرات عقلانية ايضا لا بحسب ميثاق عقائدي مجنون. وهي تعرض على اسرائيل طلبات عقلانية. يوجد من نُحادث ويوجد ما يُتحادث فيه. قال رئيس الوزراء ليفي اشكول ذات مرة: أنا أُهادن وأُهادن الى ان أحصل على ما أريد. وكان ليفي اشكول سياسيا حكيما.

ان حكومة اسرائيل مدينة لمواطنيها بالاستمرار هذه المرة في تأثير وقف اطلاق النار لاجراء تفاوض مع حماس ولتطلب في نفس الوقت قرارا من مجلس الامن يحدد مباديء وقف اطلاق النار هذا على نحو يشبه القرار الذي أفضى الى التهدئة ذات السنوات الست على حدودنا الشمالية. ان هذا القرار بدعم من مجلس الامن هو مصلحة حيوية لكل مواطني اسرائيل ولا سيما السكان الذين يسكنون في جنوب البلاد ومركزها.

من المصلحة الاسرائيلية الحيوية ان تُبين ان من يعقد اتفاقات مع اسرائيل يربح فقط ولا يخسر من ذلك. ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تقيم تهدئة فاعلة طويلة مع اسرائيل. ولهذا فمن المصلحة الاسرائيلية ان تقوي في هذه الايام حكومة أبو مازن، فتهديد السلطة بعقوبات حماقة سياسية تضر بمصالح اسرائيل.

ان توجه السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة في يوم الخميس القريب سيمنح سياسيا اسرائيليا ذا رؤيا تاريخية فرصة لمرة واحدة ليؤيد الاعتراف بها دولة مراقبة. ان هذه الخطوة من سياسي اسرائيلي لو حدثت لأحرقت جميع أوراق الحرب في المنطقة ولاستطاعت ان تحول اتجاه الريح في الشرق الاوسط من رياح حرب الى نسيم سلام. فاذا أضاع قادتنا هذه اللحظة النادرة فانه يجب علينا ان نسألهم: يا متنبئي الحرب القادمة، كيف لا تفهمون علامات هذا الزمن الذي يتيح لكم فرصة نادرة لترك طريق الحروب التي لا غاية لها والسير في طريق السلام؟.