خبر تُعلمنا التجربة ان نستعد لراجمات الصواريخ القادمة.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:25 م|27 نوفمبر 2012

بقلم: أوري هايتنر

(المضمون: يُثبت الفلسطينيون بزعمه أنهم هم الذين ينقضون وقف اطلاق النار دائما ويجب على اسرائيل ان تستعد لذلك - المصدر).

لا يوجد في حرب ذات قوة ضئيلة بخلاف الحرب الشاملة صورة انتصار واضحة، وامتحان النتيجة والزمن هو الذي يحدد. هذا ما كان في حرب لبنان الثانية – التي جلبت الهدوء الى الحدود الشمالية بنظرة الى الوراء – وهذا ما كان في العملية التي انتهت منذ زمن قريب في غزة. هل انتصرنا في عملية "عمود السحاب"؟ وهل نجحنا في إحداث ردع؟ ان حقيقة ان حماس تحتفل ليست دلالة وسيكون من الممكن في الأمد البعيد فقط ان نقرر.

من الصحيح الى الآن ان المشهد الذي أمامنا ليس مشجعا على الاطلاق، هذا اذا لم نشأ المبالغة. توجد أولا حقيقة ان وقف اطلاق النار ليس بلا شرط. ففي وقف اطلاق النار بلا شرط كانت حماس تقوم باحتفالات نصر ايضا لكنها احتفالات لا أساس لها. ان حقيقة ان اسرائيل وافقت على وقف اطلاق النار الذي فيه انجازات لحماس تشهد على انه لم يحدث الردع الفعال الذي يجعلها تخضع بلا شرط. وفي هذا الوضع يصعب جدا ان نحدد نتائج القتال برغم انه كانت فيه انجازات غير قليلة.

لو ان الاستعداد الاسرائيلي للبحث في موضوعات اخرى كان مشروطا بنصف سنة من وقف اطلاق النار المطلق لأمكن ان نقبل ذلك. لكن طلب 24 ساعة هدوء فكاهة. وان حقيقة ان الاتفاق سيقيد يدي الجيش الاسرائيلي في عمله في احباط الارهاب هي انجاز لحماس، ولم يكن يجوز قبول ذلك. ومن المؤكد كذلك انه ينبغي ألا نوافق على أي حال من الاحوال على طلب فتح المعابر. دفعت اسرائيل ثمنا باهظا جدا للانفصال ولم تنفصل عن غزة. ان مصلحتنا هي في الانفصال ووقف كون غزة كيانا ارهابيا معاديا تزوده اسرائيل بما ينقصه. ان الحدود اليوم ايضا بين الدولتين مفتوحة جدا، فاذا فُتحت أكثر فسيكون ذلك ضررا للمصلحة الاسرائيلية.

ان الامتحان الأكبر لوقف اطلاق النار هو امتحان راجمات الصواريخ في الغد. تشهد تجربتنا على ان الفلسطينيين يبدأون بعد وقت قصير سحق وقف اطلاق النار ويطلقون قذيفة رجم واحدة؛ وتخشى اسرائيل بعد معاناة جولة القتال الأخيرة تصعيدا ولا تُدخل الجنوب كله الى الغرف الآمنة بسبب قذيفة رجم واحدة، ثم يطلقون اثنتين وبعد ذلك يطلقون صاروخ قسام ويعودون بالتدريج الى "نظام الجولات". اذا حدث هذا هذه المرة ايضا فستكون العملية بلا فائدة. ولهذا فان الامتحان الرئيس هو قذيفة الرجم في الغد؛ هل ستكون عندنا الجرأة على الرد بكامل القوة ردا غير متكافيء على نحو سافر بخلاف أخطاء الماضي؟ يؤسفني أننا قد فشلنا في الامتحان الأول الذي امتحننا الفلسطينيون به. فقد ظهرت على شاشة التلفاز كتابة "دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ" ومن تحتها "صافرة انذار في أسدود".

تم نقض وقف اطلاق النار مرة بعد اخرى طوال الساعات التالية وجلست اسرائيل مكتوفة اليدين وهكذا يبدأ السحق. كان يجب على الجيش الاسرائيلي ان يرد على هذا النقض بضربة شديدة على نحو خاص (كان يجب على المفاوضين الاسرائيليين ان يوضحوا هذا مسبقا). وعلى أثر ذلك كان سيتجدد اطلاق النار وكنا سنعود الى يوم تفاوض آخر في وقف اطلاق النار، وكان سيتضح للعدو ان وقف اطلاق النار يعني ان النار قد توقفت.

اعتدنا منذ كانت اوسلو انه يجوز للفلسطينيين ان ينكثوا الاتفاقات – في كل وقف اطلاق نار وكل هدنة وكل تهدئة، فهم يرون ان القصد هو ان توقف اسرائيل اطلاق النار. وقد سلّمنا بهذا المعيار حتى بعد "عمود السحاب" ولا يتم انشاء الردع على هذا النحو.