خبر ذي اندبندنت: عار على « اسرائيل » ان تكون حصيلة عدوانها بغزة من الاطفال

الساعة 04:16 م|25 نوفمبر 2012

وكالات

نشرت صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية في عددها الصادر اليوم مقالا لمراسلها كيم سنغوبتا، يقول فيه ان واحدا من بين كل ثلاثة من قتلى العدوان الاسرائيلي على غزة او الذين اصيبوا في هذه الحملة طفل يقل عن ثمانية عشر عاما. وفيما يلي نص المقال:
قبل منتصف الليل بنصف ساعة افاقت هدى الطفيل من غفوتها على هدير صاروخين متتاليين، واتجهت افكارها في خضم هذه الارتباك والرعب نحو طفلتها. وما ان رأت ما شاهدته عبر الدخان والنيران حتى انفجرت في البكاء.
بدأت هذه السيدة ذات العشرين عاما من العمر في نبش الانقاض بيديها وانضم اليها اعضاء اخرون من العائلة على عجل. ولم تلبث ان حملت ابنتها الصغيرة الى سيارة زوجها للتوجه نحو المستشفى. وخضعت الصغيرة لعملية جراحية طارئة، لكن الجراح التي سببتها الشظايا كان خطيرة للغاية.
واضيف اسم حنين الطفيل الى قائمة طويلة تضم اخر المصابين في غزة. ومن اصل 104 مدني قتلوا و 970 اصيبوا بجراح، هناك 34 و 274 على التوالي من الاطفال. وهناك عشرات منهم نجوا لكن ثكلتهم امهاتهم وتركوا ليعانوا من هول العنف.
والارقام مذهلة حتى مستويات سفك الجماء الاخيرة في هذه المنطقة. ومن الطبيعي ان تكون الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون من غزة، على غير هدى في كثير من الاحيان، قد ادت الى وقوع اصابات بين الصبية والفتيات في اسرائيل. لكن وزارة الدفاع في تل أبيب شددت مرارا على ان العمليات الهجومية كانت دقيقة التصويب وانها لم تأل جهدا في تحاشي الاضرار الاستتباعية.
ويعد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ما يلزم لاتخاذ اجراء قانوني بالمشاركة مع نظرائه الاسرائيليين ضد السلطات الاسرائيلية فيما يتعلق بالاصابات بين المدنيين بسبب الاجراء العسكري مع التركيز على الضحايا من بين الاطفال.
وقال مدير المركز راجي الصورني "ما جرى رهيب حقا. اذ ان الاسرائيليين قالوا في بعض الحالات انهم اخطأوا المنزل، فقد كانوا يصوبون نحو منزل مدني اخر قريب منه. وهذا القول يجعلني اشعر بالغثيان.
"وافضل ما يمكن ان يقوله المرء عنهم هو ان لديهم استخبارات واسعة فاشلة. وانهم لا يعرفون غزة. ولهذا فانهم قصفوا منازل المدنيين والسكان من الشباب والعائلات الكبيرة والاطفال الذين قتلوا. وبالمقابل فان حماس وجماعات المقاومة الاخرى مثل الجهاد الاسلامي لم تلحق بهم اصابات تذكر نسبيا".
ووفق المركز الفلسطيني وهيئات حقوق الانسان الاخرى، فان المسلحين فقدوا 51 قتيلا و29 جريحا. واتهمت السلطات الاسرائيلية المسلحين باطلاق الصواريخ عن عمد من داخل مناطق كثيفة السكان، وذلك لكي تضع حياة المدنيين في مواجهة الخطر.
لكن عائلة حنين الطفيل تنفي ان يكون قد انطلق اي صاروخ من منطقة الزيتون التي يقيمون فيها قبل اصابة منزلهم. وتشدد العائلة على انه لم يكن هناك اي تحذير من هجوم متوقع، وهو تبعث به القوات الاسرائيلية قبل ارسال صواريخها وقذائفها.
وقال جد الطفلة احمد عبد الرحمن الطفيل "كنا نجلس نتبادل الاحاديث عندما وقع الهجوم. هل كنا نفعل ذلك لو ان صواريخ اطلقت من اماكن قريبة منا، او اننا شعرنا بذلك؟ لم يكن هناك داع على الاطلاق".
طبعت صورة وجه حنين على ملصقات لاضفاء الضوء على مدى معاناة الاطفال في الصراع. وكان والدها خالد أحمد يشعر بمرارة شديدة "في هذه المرة كان الاسرائيليون يشعلون حربا ضد الصبية والفتيات. كانوا يحاولون ان يجعلوا الجيل الجديد يعاني".
وقد تعرض حي الزيتون القريب من الحدود مع اسرائيل لعمليات قصف متكررة خلال الايام الثمانية من القتال كانت حصيلتها ارتفاع عدد الاصابات بين الاطفال. وفي مستشفى الشفاء بمدينة غزة، كانت نسمة خليجة تستلقي على السرير، وقد وقفت بجانبها والدتها عالية، تحاول ان تجعها تقول أي شيء.
وقالت عالية "انها في غيبوبة بعد الهجوم. ورغم انها أفاقت الان الا انها لم تنبس ببنت شفة. ولا ندري ما اذا كانت ستتكلم لاحقا ام لا. لقد اصيبت، ويعتقد الاطباء ان الاصابة في الدماغ. ولا ندري نوع العلاج الذي تحتاج اليه او من اين نأتي به".
كانت نسمة في منزل والديها في ضاحية الزيتون بعد الظهر عندما اصاب صاروخ المنزل المجاور. وقد ارتفعت في الهواء ثم سقطت على الارض. انها واحدة من العديد من الاطفال الذين سيواصلون المعاناة من هول الصدمة. وقل مدير المستشفى أشرف القدرة "من الواضح ان هذه مشكلة كان علينا ان نتعامل معها مسبقا. لكننا اخذنا على حين غرة هذه المرة. وهو شيء لا بد ان نستعد له، الا اننا نشعر محظوظون هنا لان لدينا نظام الدعم العائلي حيث يشترك الاقارب جميعا لمساعدة بعضهم البعض".
وعلى سرير قريب كان هناك محمد سعدي ابو الزهور، في التاسعة من العمر، في غيبوبة بحاجة شديدة الى المساندة. وهناك عمته فاطمة الشحار تتابع حالته، بعد ان فقدت العائلة خمسة من افرادها، اضافة الى اربعة اصيبوا بجراح، من بينهم والدته تهاني التي اصيبت في الرأس والعينين.
وقالت فاطمة "لقد اصيبت والدته، ولا تستطيع العناية به. وسنمضي اياما عصيبة لفترة طويلة. ولا فائدة من الشكوى، لكننا نشكر الله على بقاء الاخرين سالمين".