خبر تُثير الجدل بين المواطنين..فتوى وزارة الأوقاف بغزة: خرق الهدنة كبيرةٌ مُؤَثِّمَةٌ

الساعة 10:31 ص|25 نوفمبر 2012

غزة

أثارت الفتوى التي أصدرتها وزارة الأوقاف بغزة  ولأول مرة  حالة من الجدل لدى المواطنين عن أهمية صدور مثل تلك الفتوى في هذا الوقت وخاصة أن كل خرق للتهدئة وفي كل مرة يكون من قبل الاحتلال , وان المقاومة في غزة قد اتفقت على تهدئة بشروط ما دام الاحتلال لم يخرقها.

وكانت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في قطاع غزة أصدرت فتوى تحرم خرق الهدنة مع الاحتلال الصهيوني بأي شكل من الأشكال طالما احترامها الاحتلال.

وكتب الدكتور العلامة سلمان نصر الداية "حفظه الله":"إنَّ احترامَ هذه الهدنة -التي رعاها إخوتنا في مصر الشقيقة- واجبٌ على كلِّ واحدٍ مِنَّا، وأنَّ التَّهاونَ بها بالخرق والمجاوزة كبيرةٌ مُؤَثِّمَةٌ".

واليكم نص الفتوى

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾{الروم:4،5}.

فلله الحمد من قبل ومن بعد الذي أكرمنا بنصرٍ أعز به أولياءه، وأذل به أعداءه، وأسأله سبحانه أن ينزل سكينته في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم، ويربط على قلوب أهلنا الذين شرفهم بالابتلاء لعلو منزلتهم عنده، وبعد:

فإن قادتنا وولاة أمرنا – حفظهم الله تعالى- وألزم قلوبهم هدايته وتوفيقه، قد أبرموا مع عدو الله ورسوله والمؤمنين هدنةً-برعايةٍ مصريةٍ وَفِيَّةٍ- قصدوا منها حراسة مصلحة أهلهم في فلسطين ديناً ونفساً وعرضاً ومالاً، وكان من أهم بنودها: تزامنُ وقفِ رَجْمِ الْعَدُوِّ بالصواريخ، وعدم استهدافه في خطوط التماس، وأن يتوقفَ العدو عن اعتداءاته على أهلنا في القطاع براً وجواً وبحراً، مع قبوله برفع الحصار، وفتح المعابر.

وعليه: فإنَّ احترامَ هذه الهدنة -التي رعاها إخوتنا في مصر الشقيقة- واجبٌ على كلِّ واحدٍ مِنَّا، وأنَّ التَّهاونَ بها بالخرق والمجاوزة كبيرةٌ مُؤَثِّمَةٌ؛ لتسبيبها في إخافة الناس وإزعاجهم، بما يُظّنُّ حصوله من جرأة عدوهم على مقدساتهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم ، ولا يخفى أن الله تعالى  قد عَدَّ هذا فساداً، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ {القصص: 77}.

وإني إذ أُذَكِّرُ بهذا لَأَرْبَأُ بإخوتي وأخواتي النبلاء في قطاع غزة الصابرة أن يستفزهم الشيطان لشيءٍ من هذا، وأرجو أن نحافظ على ما أنجز إخوتنا، وما صار إليه قادتنا؛ رجاء ألا يفوتنا شَرَفُ العمل بقول النبي ﷺ: (مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي){رواه البخاري ومسلم}.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

الشيخ د.سلمان نصر الداية "حفظه الله