تقرير مصور.. فرحة « العريس » جهاد الحلم الذي لم يكتمل!!

الساعة 08:46 م|24 نوفمبر 2012

غزة- (خاص)

"أنهيت ترتيب كل ما يلزمني لإتمام فرحة عمري من تجهيز كامل لشقة استأجرتها بعفش فخم ، وغرفة "عريسية" رائعة ..، وزعت المكاتيب ..، أتممت تعبائة الحلوى "الملبس" ..، اشتريت بدلة للعُرس..، الأيام كانت بطيئة لكنها رائعة جداً ..، كنت أنا وخطيبتي نعد الأيام وقبل أن يأتي يوم دخولنا القفص الذهبي بيومين سمعنا باستشهاد القائد أحمد الجعبري حينها أدركنا أن فرحتنا قد تأجلت".

هكذا بدأ المواطن جهاد الذي رافض كشف أسمه الأخير، حديثه لمراسل وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، معلقاً على تأجيل زفافه لعدة أشهر عقب تدمير طائرات الاحتلال الصهيوني للمنزل الذي تتواجد به شقته.

ففي التاسع عشر من نوفمبر استيقظ المواطن جهاد البالغ من العمر 24 عاماً..، عيناه تراقب النشرات الإخبارية للبحث عما يهدأ من روعه بعد مرور يومين للعدوان الصهيوني على غزة..، جهازه الخليوية "الجوال" على أذنه يحدث خطيبته عن قرب موعد زفافهما وكأنه يواسي نفسه على شيء قد كتبه الله له..،

ففي ذلك اليوم قبل آذان الظهر، أطلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلي صاروخ تحذيري على شقته التي تبعد عن منزل والده نحو 200 متر..، حينها لم يستوعب "جهاد" الأمر وما زاد الأمر سوءً عندما استهدفت الطائرات الحربية المنزل الذي توجد به شقته بصاروخ من نوع أف16 ما أدى لتدميره وتسويته بالأرض..، توجه جهاد لشقته "بشق الأنفس" فلم يجد سوى الركام والنيران التي تشتعل في غرفة نومه.. أصابه الذهول ووقف يشاهد النيران وهي تلتهم ملابسه بحرقة وألم ودموعه تسيل كالنهر.

"ماذا حصل؟ ..، ماذا حصل؟!..، وضع "جهاد" يده على خده..، جهازه الخليوي "الجوال" لم يهدأ فأغلقه!!.. تاركاً النيران تحرق قلب والدته وخطيبته وكل أحبابه الذين يحاولون الاتصال به والاطمئنان على حياته وعلى شقته التي سواها الصاروخ بالأرض.

سيارات الدفاع المدني أخمدت النيران وتركت قلب "جهاد" يشتعل ناراً على ما تحت الأنقاض من "جهاز للعروس وشقة جُهزت بآلاف الدولارات"..، وبعد حلول الظلام عاد جهاد إلى طبيعته بعزيمة الرجال التي لا تلين فتحدث مع أمه ومع خطيبته التي كادت أن يغشى عليها من شدة البكاء وحرقة قلبها عليه –جهاد-.

لم أتوقع قصف المنزل!!

جهاد قال لمراسلنا، :"لم أكن أتوقع أن تُقصف شقتي وتصبح ركام خلال العدوان الصهيوني على غزة فكنت أجهز نفسي للزفاف لأخر دقيقة فلم تثني الحرب عزيمتي حتى أني اشتريت بدلة العُرس خلال العدوان".

وأضاف :"أنا عشت في أسرة متواضعة والفقر لم يثني عزيمتي من مواصلة دراسيتي حتى حصلت على شهادة البكالوريوس في كلية الهندسة..، استطعت أن أجمع ما يلزمني من الزواج بمساعدة والدي.. وحددت أنا ومخطوبتي موعد الزواج في 16-11 لهذا العام".

وتابع قوله بحرقة :"قبل يومين من موعد الزفاف كان كل شيء جاهز من مكاتيب وحلويات والشقة جاهزة بأكملها حتى أنني وزعت مكاتيب الزفاف وكنت حينها في السوق سمعت باستشهاد القائد الجعبري وأدركت أنني لن أكمل فرحتي"، مضيفاً بعد سويعات على اغتيال الجعبري كان الدليل على قلقي حين أغارت الطائرات الإسرائيلية بعشرات الصواريخ على مدينة غزة وردت فصائل المقاومة على العدو بصواريخ المطورة".

وشدد على أنه كان منذ اندلاع العدوان الصهيوني على غزة كان قلبه يخفق من خوفه على تأجيل الزفاف ولكن الله قدر التأجيل بعد مرور 6 أيام على العدوان حين تم قصف المنزل".

وفي رسالته للاحتلال الإسرائيلي قال:" إن قصف شقتي بكامل التجهيزات وتأجيل فرحة الزفاف لن تثني عزيمتي ولن تكسر إرادتي فنحن درع صمود المقاومة وننحني إجلالاً لها لما قدمته في ردها القوى على العدوان الصهيوني".


دمار


دمار


دمار


دمار