خبر حكايات ومآسٍ تتكشف بعد انتهاء العدوان

الساعة 07:52 ص|23 نوفمبر 2012

وكالات


بعد انتهاء العدوان وتوقف الغارات والهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، بدأت حكايات المواطنين ومآسيهم تتكشّف، بعد تعمّد الاحتلال استهداف المنازل والمدنيين.

جمل أنقذ عائلة

ولعل ما حدث مع عائلة أبو سنيمة، الواقع منزلها في بلدة الشوكة، كان أشبه بالمعجزة، إذ أنقذ جمل العائلة، فقد استهدفت دبابة كانت متمركزة على خط التحديد المنزل بقذيفة، في أعقاب ملاحظة جنود الاحتلال حركة الأطفال أمام بوابة المنزل.
ويقول مواطنون من العائلة ومسعفون: أطلق الجنود قذيفةً مباشرةً باتجاه المنزل، ولحظة انطلاقها نهض جمل كبير كان يجلس أمام المنزل، فأصابته القذيفة وانفجرت، وحولت الجمل إلى قطع من اللحم تطايرت على بعد مئات الأمتار.
ويقول المسعف محمد شقفة، هرعنا إلى المنطقة، بعد تلقي استغاثات من مواطنين، فوجدنا امرأةً مسنةً أصيبت بشظايا داخل المنزل، بينما تضرر المنزل جراء شظايا القذيفة، مؤكداً أن الجمل بتلقيه القذيفة أنقذ العائلة من موت محقق.

"الزجاج تطاير فوق رؤوسنا"
أما المواطن حمدي الجمل، ويقطن قرب منطقة الأنفاق، فأكد أن أبناءه وأفراد عائلته عاشوا لحظات صعبة، بعد أن باغتتهم الطائرات الإسرائيلية بغارات عنيفة تجاه الأنفاق، مبيناً أنهم خالوا أن المنزل المكون من أربع طوابق سينهار جراء الاهتزازات الأرضية العنيفة الناجمة عن استخدام طائرات الاحتلال قنابل ارتجاجية.
وأوضح الجمل: أن "زجاج النوافذ كان يتطاير فوق رؤوسنا بينما كنا منبطحين، لافتاً إلى أنه زحف وجلب أغطية ووضعها على أبنائه، في محاولة لتوفير بعض الحماية لهم".
ولفت الجمل إلى أنه اضطر لمغادرة المنزل في جنح الظلام، وتحت وقع الغارات المتتالية، بحثاً عن منطقة أكثر أمناً.

استهداف نازحين
أما في محافظة خان يونس، وتحديداً في بلدة عبسان، فقد استهدفت طائرات الاستطلاع مجموعات من المواطنين النازحين عن منازلهم، بعد أن فروا من شدة القصف.
ويقول الصحافي صلاح أبو صلاح، من سكان شرق المحافظة: ما حدث كان أشبه بالمخطط المقصود، إذ قصفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية محيط المنازل في بلدة عبسان الكبيرة، وفور فرار المواطنين من منازلهم، ومغادرتهم البلدة، بدأت طائرات الاستطلاع تستهدفهم بالصواريخ بصورة مباشرة، ما أسفر عن استشهاد مواطنة من عائلة قديح وإصابة عدد من أقربائها بجروح، وإشاعة أجواء من الرعب والهلع في صفوف المواطنين.

موت مباغت

أما عائلة النصاصرة، فلا يزال الأب المكلوم يبحث عن حاجيات أبنائه تحت ركام منزله، دون أن ينسى نجليه التوأمين اللذين قضيا وهما نائمان، جراء غارة استهدفت منزل العائلة بعد منتصف ليل الإثنين الماضي.
والأب ـ وما زال معظم أبنائه وبناته يعالجون في المستشفى ـ يبحث عن مأوى لعائلته، التي فقدت منزلها بفعل صواريخ الاحتلال.

أجساد ممزقة

ودفعت براءة الفتيين محمود العرجا (16 عاماً) وإبراهيم حمد (15 عاماً) في بلدة الشوكة، وعدم إدراكهما ما يدور حولهما لمغادرة منزليهما والتنزه في محيطهما، ففاجأتهما الطائرات بالصواريخ والدبابات بالقذائف، حتى حولت جسديهما الصغيرين إلى أشلاء تطايرت على بعد مئات الأمتار من محيط منطقة القصف.
ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول للشهيدين لأكثر من 15 ساعة متواصلة، وقد نقلا إلى المستشفى بعد تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وإجرائها تنسيقاً يسمح بوصول سيارات الإسعاف للمنطقة.