خبر أدوات متداخلة- هآرتس

الساعة 10:07 ص|22 نوفمبر 2012

أدوات متداخلة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

العملية في الباص في تل أبيب، والتي اصيب بها عشرين شخصا على الاقل، ليست فقط تذكيرا مخيفا بعهد الانتفاضة، فالعملية هي استمرار متواصل لنتائج حملة "عمود السحاب"، التي تنكب على انهائها اسرائيل، حماس، مصر والولايات المتحدة. فلا يمكن قطع ما يجري في غزة عن مظاهرات العنف في الضفة، التي تعبر عن مقاومة أعمال الجيش الاسرائيلي في غزة والتضامن مع أعمال الارهاب التي تنفذ ضد اسرائيل.

        السياسة الاسرائيلية، التي تعتمد على العزل بين غزة والضفة، وبموجبها "الحياة الطيبة" في الضفة يفترض أن تغري سكان غزة باسقاط حكم حماس، ثبتت منذ زمن بعيد بانها غير واقعية. ومثلها أيضا الفهم الذي يعتقد بان الارهاب في غزة هو مشكلة موضعية يمكن حلها بوسائل عسكرية تردع أيضا نشطاء الارهاب في الضفة.

        وحتى في الفترة التي ازدهر فيها الاقتصاد الفلسطيني في الضفة، مقابل الضائقة الشديدة في غزة، لم تتبدد التطلعات السياسية للفلسطينيين. وقد وجدت في الضفة تعبيرها في المساعي للحصول على اعتراف دولي كدولة مستقلة؛ وفي غزة اتخذت حماس ردا عسكريا ووجدت لنفسها سبلا التفافية في الانفاق لتغذية كفاحها.

        سياسة "فرق تسد" التي تنتهجها اسرائيل في شطري السلطة الفلسطينية لم يعد يمكنها أن تضمن الهدوء والاستقرار، او الخضوع والطاعة السياسية من جانب الفلسطينيين. وهكذا، حتى بعد أن يتحقق اتفاق وقف النار في غزة، ويعثر على المخربين الذين زرعوا العبوة في الباص في تل ابيب، لن يكون مفر من الصحوة المريرة: المفتاح لاحباط الارهاب يوجد أساسا في القناة السياسية، وليس في استخدام القوة. طالما تنصب اسرائيل "القبة الحديدية" كبديل عن المبادرة السياسية، طالما تهدد بتصفية القيادة الفلسطينية، جسديا أو سياسيا، فانها توجه الاحتجاج الفلسطيني نحو المظاهرات، الاضطرابات والعمليات الارهابية.

        يمكن أن نطلب من مواطني اسرائيل ان يشدوا على اسنانهم وأن يحتملوا سقوط الصواريخ وأن يتصدوا مرة اخرى للعمليات الانتحارية، طالما كان يخيل انه لا بديل للاشتباك العنيف. ولكن عندما تتملص الحكومة من كل فرصة للمفاوضات السياسية، وتحرم بذلك مواطنيها من الامل لالغاء قسم من التهديدات على امنهم، فانها لا تكون جديرة بالثقة.