خبر خبراء: صواريخ المقاومة كشفت هشاشة العمق الاستراتيجي لإسرائيل

الساعة 04:35 م|18 نوفمبر 2012

وكالات

أكد خبيران فلسطينيان في "الجغرافيا السياسية"، أن الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية خاصة كتائب القسام وسرايا القدس على المدن الإسرائيلية، قد كشفت عملياً عن نقطة الضعف الاستراتيجية التي تعاني منها إسرائيل متمثلة بافتقادها إلى العمق الجغرافي.

وأوضح الخبيران في حديث لمراسل وكالة الأناضول للأنباء أن أغلب المناطق السكنية الإسرائيلية، بما فيها العاصمة الفعلية "تل أبيب"، باتت في مرمى نيران الدول المجاورة بما فيها الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة.

وتحرص إسرائيل على نقل كافة حروبها إلى خارج حدودها نظر لانعدام إمكانية الدفاع في العمق، بسبب مساحتها الصغيرة جداً وشكلها الجغرافي المستطيل، وهو ما يهدد وجودها في حال خسارتها لحرب، بحسب ما يراه خبراء.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تمكنت المقاومة الفلسطينية من قصف مدينة القدس ومدينة تل أبيب بصواريخ فجر وصواريخ محلية الصنع.

وقال كامل أبو ضاهر، أستاذ الجغرافيا السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، لمراسل "الأناضول" إن إسرائيل "تفتقد إلى العمق الجغرافي الكافي ما يؤثر على إمكانية الدفاع عن العمق".

وأشار أبو ضاهر إلى أن "منطقة السهل الساحلي الأوسط (تل أبيب وشمالها وجنوبها) والتي تفتقد للعمق الجغرافي تعد من أكثر المناطق خطورة حيث يتركز فيها 70% من السكان، إضافة إلى تركز الاقتصاد الإسرائيلي أيضاً بها".

ولفت أستاذ الجغرافيا إلى أن "المسافة الممتدة بين طولكرم (شمال غرب الضفة الغربية) وساحل البحر الأبيض لا تزيد عن 14 كم، فيما لا تتجاوز المسافة بين الخليل (جنوب القدس) وغزة حوالي 24 كم فقط، ما يعني أن أغلب مناطق إسرائيل واقعة في مرمى نيران مدافع الدول المجاورة ولا توجد منطقة مستثناة".

وتابع أبو ضاهر أن "إسرائيل لجأت إلى فكرة العمق الاستراتيجي بدلاً من العمق الجغرافي، وتتمثل فكرته بإقامة سلسلة مكثفة من التحصينات والموانع الصناعية التي تعوق حركة الاختراق السريع من العمق".

وتمثل المستوطنات دوراً بارزاً في فكرة العمق الاستراتيجي فتقود مهمة الحراسة الدائمة والعمل على إعاقة تقدم العدو لإتاحة الفرصة لإتمام إجراءات التعبئة الشاملة وتنظيم السكان داخل إطار منضبط، بحسب ما يقوله أبو ضاهر.

بدوره أكد أحمد رأفت أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، على ما ذهب إليه "أبو ضاهر" حول افتقار إسرائيل للعمق الجغرافي، ومساحتها الصغيرة التي تبلغ 20 ألف كيلو، 445 كم منها مسطحات مائية، ما جعل منها نقطة ضعف كبيرة.

وأشار أبو رأفت إلى أن "افتقار إسرائيل للعمق الجغرافي نشاهد نتائجه الآن في تمكن الفصائل الفلسطينية من ضرب مدينة تل أبيب والمدن المجاورة لها والتي تمثل العصب الاقتصادي لإسرائيل ويتركز فيها نسبة كبيرة من السكان".

واستطرد رأفت قائلا إن "الاقتصاد الإسرائيلي يتكبد يومياً خسائر بملايين الدولارات نتيجة استمرار سقوط الصواريخ على العمق الإسرائيلي، ما سبب شللاً تاماً للحالة الاقتصادية في المنطقة الوسطى والجنوبية من إسرائيل" .

وذكر أن "ضرب العمق الإسرائيلي سيؤدي إلى هروب رؤوس الأموال الكبرى في إسرائيل إلى الخارج وهو ما سيؤدي إلى شلل كامل في الاقتصاد الإسرائيلي لذا تسعى إسرائيل الآن للاستعانة بالوسطاء لوقف إطلاق النار".

وأضاف أستاذ الجغرافيا السياسية أن "ضرب العمق الإسرائيلي سيؤثر بشكل كبير جداً على  البعد الديموغرافي (السكاني) لإسرائيل حيث سنشهد انخفاضا كبيرا على الهجرات الوافدة فيما ستزيد الهجرات العكسية إلى الخارج".

وحول لجوء إسرائيل لما يعرف بـ"العمق الاستراتيجي" للدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي هجوم من الخارج قال أحمد رأفت إن "إسرائيل لن تستطيع حماية نفسها بلجوئها لذلك، لأنها لا تستطيع خلق مدن جديدة تحت الأرض، ولكن يمكنها تخفيف الضربات وليس منعها تماما".

وتساءل رأفت "أين ستذهب إسرائيل بالسكان وأين ستذهب بالمصانع والبنية التحتية والمنشآت المختلفة؟".

وبدأت إسرائيل، منذ الأربعاء الماضي، عملية عسكرية على قطاع غزة اسمتها بـ"عمود السحاب"؛ أسفرت عن سقوط 58 قتيلاً، وإصابة أكثر من 581 جريحاً،حتى مساء الأحد.

وردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ من القطاع صوب البلدات والمستوطنات الإسرائيلية وصل بعضها إلى تل أبيب، وتسببت الصواريخ الفلسطينية في إصابة عدد من الإسرائيليين كان آخرهم 5 من المدنيين و4 من العسكريين أمس بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.