خبر لا دخول للعرب.. هآرتس

الساعة 11:34 ص|14 نوفمبر 2012

بقلم: تسفي برئيل

        (المضمون: برغم ان اسرائيل الرسمية تتمدح بالمساواة بين المواطنين جميعا يُبين الواقع فيها ان التمييز يقع على العرب من المواطنين في جميع الاماكن - المصدر).

        رفض مطعم "سوهو" في ريشون لتسيون في ظاهر الامر طلب زوجين هما مواطنان اسرائيليان ان يأتيا لتناول الطعام فيه. ويرفض أصحاب بيوت توجهات مواطنين اسرائيليين لاستئجار بيوتهم. وتبحث اماكن عمل عن ذرائع لابعاد مرشحين اسرائيليين يطلبون العمل فيها، وتستيقن بلدات من انه يستطيع مواطنون اسرائيليون مخصصون جدا فقط ان يسكنوا فيها وليس في ذلك شيء شاذ. والتعليلات ايضا يقبلها العقل. فالمطعم مليء، والشقة وُعد بها آخر من قبل، وصاحب العمل يفضل عاملا ذا قدرات مختلفة قليلا.

        كيف يمكن الاحتجاج على هذه التفسيرات؟ يتبين فجأة وربما لا يكون ذلك مفاجئا جدا انه يوجد لكل ذلك الرفض قاسم مشترك. فجميع المتوجهين الذين تم رفضهم يُعانون تعويقا قاسيا، فهم اسرائيليون لا يحملون أسماء يهودية. فأسماؤهم هي محمود أو سهى أو خالد أو فاطمة. ومرضهم يصعب تحمله فهم عرب. وقد يُفسدون شهوة الطاعمين الذين حظوا بالأسماء الصحيحة مثل تمير أو عنات؛ وقد يُخيفون الجيران الذين أسماؤهم تسالا وآفي ميلخ؛ وقد يشوشون على العمل في مصنع يعمل فيه ساشا وأولغا.

        هذه ايضا أسماء غير يهودية لكنها "منا". ان مطعم "سوهو" الذي رفض، بحسب التسجيلات الصوتية، تسجيل دعوة محمود وسماء صفوري من يافا لم يفعل فعلا شاذا فهو في الحاصل أراد ان يحافظ على المصلحة، ويجدر ألا تستضيف مصلحة جيدة أو تستعمل أو تُسكن مواطنا اسرائيليا يُصر على ان يُقدم نفسه باسمه الحقيقي وعلى الحديث بالعربية لا بالعبرية أو الانجليزية أو الروسية. أية كارثة ستصيب العربي لو قدم نفسه على أنه موشيه لا موسى، وشلومو بدل سليمان؟ انه حتى مطعم "سوهو" ليست له مشكلة مع عروبة الزوجين صفوري بيد ان اسميهما الغريبين مقلقان. واسألوا مئات المطاعم في اسرائيل التي تستعمل بلا تمييز نادلين وطباخين بل مضيفين عربا، بيد أنه يُطلب اليهم فقط ان يتخلوا عن أسمائهم.

        لا يمكن ان يكون لهذا العار أي تفسير أو ذريعة. ان اسرائيل من جهة رسمية تتمدح بمنظومة قوانين بريئة من التمييز عمياء عن أصل المواطن أو لون جلده أو جنسه. لكنها منظومة قوانين مقطوعة عن الواقع، وواجهة عرض جميلة تخفي سورا من العنصرية لا يمكن اختراقه. انه واقع لا يعتمد على مساواة مدنية بل على شعارات سيادية مثل "لا جنسية من غير ولاء"، وعلى فتاوى شرعية ومواعظ مسمومة موجهة على مواطنين عرب كالتي عند الحاخام شموئيل الياهو من صفد الذي حرض على تأجير العرب شققا. انه واقع أعاد نسخ أمر "لا دخول لليهود" ويطبقه على مواطنين عرب.

        لا يمكن ان يعتمد اقتلاع هذا الشر فقط على شكاوى بضعة مواطنين عرب شجعان لم يقنطوا الى الآن من طلب حقوقهم لا من الدولة وحدها بل وفي الأساس من الثقافة اليهودية الاسرائيلية. بل يُحتاج الى عمل يبادر اليه مواطنون وسلطات من اجل الكشف والتنديد والقطيعة مع مصالح تبنت العنصرية باعتبارها معيارا، وربما لا يُحتاج الى القطيعة، بل يمكن ان يستقر الرأي على أن يتبنى كل مواطن يهودي يريد ان يحجز مكانا في مطعم أو فندق اسما عربيا ولا يُحتاج الى اجهاد النفس وأن تكون أصيلا، فجميعهم "أحمدون" أو "محمدون".

        من المثير ان نعلم كيف سيرد مطعم ذو شعبية حينما تهبط عليه يوما بعد يوم موجة حجوزات مركبة من أسماء عربية فقط؟ وكيف سيرد أصحاب فندق حينما تمتليء في نهاية الاسبوع قائمة الحجوزات بأحمد وفاطمة من هرتسليا التطويرية وعزيز ورماء من الصناعة الجوية، وفي النهاية فقط يتصل ايضا غال وعرغاه من أم الفحم. هل يغلقون المطاعم ويعلنون فترة ترميم كي لا يضطروا الى استضافة العرب؟ لا تقلقوا. لن يحدث هذا ولا ذاك. فلن يُقدم أي يهودي نفسه على أنه عربي حتى ولا لساعتي قضاء وقت في مطعم. هل يعني هذا أننا نعتقد لا سمح الله ان تمييز العربي لا بأس به فهو ايضا انسان، لكن مع كل ذلك أنتم تفهمون، فهم عندهم الكثير جدا من مطاعمهم الخاصة.