بمناسبة اليوم العالمي لمكافحته

خبر تقرير : 60 أسيراً داخل سجون الاحتلال يعانون من مرض السكر

الساعة 07:54 ص|14 نوفمبر 2012

رام الله

أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن  ما يزيد عن 900  أسير  داخل سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة ، من بينهم  (60) أسيراً يعانون من مرض السكر .

وأوضح  مدير المركز الباحث رياض الأشقر في تقرير أصدره ووصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه  بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السكر الذي يصادف اليوم الرابع عشر من شهر  تشرين ثاني من كل عام، بان المئات من الأسرى يعانون من أمراض نتيجة استمرار الاحتلال في ممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقهم ، وهذه الأمراض منها ما هو خطير ومتوسط الخطورة ،وبسيط، ومن أكثر الأمراض انتشاراً بين الأسرى أمراض القرحة، العظام والمفاصل ، الأسنان، والأمراض الجلدية، القلب، الضغط، السكري، فقر الدم ، الغضروف، ، ضعف النظر ، وهناك أسرى مصابون بأمراض فيروسية، والشلل، وبمرض السرطان متعدد الأشكال، وهناك من هم مصابون بأمراض نفسية بسبب التعذيب وسياسة العزل الانفرادي التي تنتهجها إدارة السجون الإسرائيلية.

مرضى السكر

وأشار الأشقر إلى أن عدد كبير من الأسرى المصابين بالسكر، تعرضوا للإصابة به داخل السجون ، حيث لم يكونوا يعانون من اى أمراض عند اعتقالهم ، وبعد فترة من الاعتقال يكتشف الأسير انه يعانى من السكر نتيجة الأوضاع السيئة التي يحياها الأسرى داخل السجون ، وعدم توفير الظروف الصحية السليمة لهم ، وعدم المتابعة الصحية و السريعة لبعض الأمراض البسيطة ، التي سرعان ما تتطور وتصبح صعبة نتيجة ، تأخر الكشف عنها أو تأخير علاجها حتى تصبح في مراحل متقدمة من المرض . و من بين الأسرى الذين يعانون من مرض السكر داخل السجن وزير الأسرى السابق المهندس (وصفي قبها) .

 

واستعرض الأشقر معاناة الأسرى المصابين بالسكر في السجون حيث انه يتعرضون  إلى نوبات إغماء نتيجة انخفاض السكر في الدم ، ويحتاجون إلى رعاية صحية سريعة لتجب تعرضهم للخطر نتيجة عدم إعطائهم جرعة من السكر ، وقد لا يعرف رفاق الأسير الذي يصاب بنوبة السكر طريقة التعامل معه ، مما يضطرهم إلى الصراخ على إدارة السجن لإحضار طبيب لإنقاذ الأسير ، حيث غالباً ما تماطل إدارة السجن وتؤخر إحضار الطبيب .

ولا تقدم إدارة السجن طعام خاص لمرضى السكر من الأسرى ، إضافة لعدم توفر كميات من الأكل المسلوق، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حالة بعض الأسرى المصابين بالمرض نتيجة عدم ابتاع نظام غذائي خاص ينصح به الأطباء في مثل هذه الحالات .

السجون ارض خصبة

وأفاد الباحث الأشقر  أن هناك عدد من الأسرى يصابون بما يعرف "بالسكر الانفعالي" ويصاب به الأسرى نتيجة تردي الحالة النفسية للأسير بسبب ظروف التعذيب الصعبة والأساليب التي يمارسها رجال المخابرات خلال التحقيق الذي قد يستمر عدة شهور، بالإضافة إلى عدم توفر الحمية الغذائية للأسرى وهي أنواع معينة من الطعام وخاصة الخضروات والفواكه،  وكذلك حرمان الأسرى في بعض السجون من ممارسة الرياضة،

 

وأشار الأشقر إلى أن سلطات الاحتلال وبعد جهود مضنية من الأسرى وتنفيذ إضرابات عن الطعام واحتجاجات اضطرت إلى التعاطي مع الأسرى المصابين بمرض السكري وتوفير الدواء من أقراص وحقن الأنسولين وفحوصات دورية، ولكنها تتعمد الاستهتار بحياة هؤلاء الأسرى بتأخير تلك الأدوية عنهم، وفى بعض الأحيان تعاقب الأسير المريض بحرمانه من العلاج اللازم له، مما يعرضه للخطر، وفى إحدى المرات قام احد الأطباء الأسرى بعلاج احد الأسرى من نوبة إغماء سكري، وعندما علمت إدارة السجن بذلك عاقبت ذلك الطبيب الأسير بعزله وحرمانه من الزيارة، وقالت له انه كان عليه تركه حتى يحضر طبيب السجن، كذلك فان إدارات السجون لا تقوم بالفحوصات الطبية الدورية اللازمة لاكتشاف الأمراض، ولا تقدم لمرضى السكري علاج تخفيض السكر وفق فحوصات محددة تجرى لهم إنما بشكل عشوائى، ولا توفر لهم طعام الحمية "كالخبز الأسمر والخضروات والطعام الخالي من الدهون والسكر والكربوهيدرات" لحمايتهم من مضاعفات السكر وارتفاعه.

وقد كان السكر سبب رئيسي ومباشر في ارتقاء عدد من شهداء الحركة الأسيرة داخل السجون ومن بينهم الشهيد (جمعة إسماعيل موسى) 65 عاماً من القدس والذي عانى لفترات طويلة من مرض السكري وأمراض أخرى واستشهد نتيجة الإهمال الطبي، وسبقه الأسير الشهيد ( فضل عودة شاهين) 47 عاماً من مدينة غزة والذي استشهد في أواخر فبراير من عام 2008، وكان يعاني من مرض السكري، وتم إهمال علاجه على الرغم من المناشدات الكثيرة التي أطلقها الأسرى لعلاجه ونقله إلى مستشفى سجن الرملة إلا أن هذه الدعوات قوبلت بالرفض الأمر الذي أدى إلى تدهور صحة الأسير أكثر، قبل أن يرتقى شهيداً.

مقاومة المرض

وقال الأشقر بان الأسرى  ونتيجة استهتار إدارة السجون بحياتهم ، يحاولون بكل الطرق معالجة أنفسهم  بأنفسهم عبر تفادى مخاطر هذا المرض بممارسة الرياضة بشكل مستمر، واستخدام الحمية الغذائية ،والتركيز على أكل الخضار ، وإدخال بعض الأعشاب الخاصة عبر الزيارات من الخارج ، كنبات الجعدة واللوز المر ، وغيرها من الأعشاب التي تسمح الإدارة بإدخالها عبر الأهل أو المحامين ، وكذلك محاولة تناسى آلامهم والابتعاد من الضغط النفسي الذي يفاقم هذا المرض ، وإضافة كل ذلك يعتمد الأسرى على إرادتهم الصلبة في مواجهة هذا المرض ، ويساعد في ذلك تعاطف كافة الأسرى وتفهمهم لمعاناة هؤلاء الأسرى الذين لا يوكلون لهم اى مهمات قد تكون مرهقة .

إعدام بطئ

واعتبر المركز استمرار الاحتلال في تطبيق سياسة الإهمال الطبي المتعمد  للأسرى هي بمثابة إعدام بطئ لهؤلاء الأسرى ، حيث يتعامل معهم الاحتلال بسياسة (لا شفاء ولا موت)، بحيث يبقى الأسير رهين  المرض ولا يقدم له العلاج الشافي حتى يصل إلى حد الخطورة القصوى ،  ومن ثم يعطى بعض الأدوية والمسكنات  مع الحفاظ عليه حياً ، لكي تحافظ على صورتها أمام العالم بأنها تطبق القانون الدولي، و لكي لا تتحمل سلطات الاحتلال مسئولية وفاته وتضطر إلى فتح تحقيق أو مسائلة لمسئولي مصلحة السجون ، ،وهذه هي السياسة الأفضل عند الاحتلال لكسر إرادة وعزيمة الأسرى وتركهم فريسة للأمراض تفتك بهم ، والى يشارك فيها كذلك بدور كبير ما يسمى بأطباء السجون وليس أدل على ذلك من تصريحات الطبيب في سجن الرملة للأسير " ضرار ابوسيسى" قبل عدة أيام حين قال (أين هذا الارهابى إلى يجب أن يموت، وليس أن يعالج ) .

وفى ختام التقرير ناشد المركز المنظمات الدولية وفى مقدمتها منظمة أطباء بلا حدود ضرورة إرسال بعثات طبية خاصة لزيارة السجون ،والاطلاع على حالات الأسرى المرضى وخاصة اصطحاب الأمراض الخطيرة ، والضغط على الاحتلال للإفراج عن هؤلاء الأسرى المرضى ، والى حين ذلك متابعة علاجهم او السماح لهم بإدخال أطباء من الخارج لمتابعة حالاتهم المرضية ..