خبر تغير في لهجة ايران تجاه الولایات المتحدة بعد انتخاب اوباما

الساعة 04:28 م|12 نوفمبر 2012

وكالات

يبدو ان المسؤولين الايرانيين يرون في فوز الرئيس الاميركي باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية فرصة لفتح باب الحوار مع ادارته للخروج بايران من عزلتها وانهاء العقوبات المفروضة عليها.

ويقول مراقبون ان ايران خففت من حدة تصريحاتها النارية، باستثناء ما يصدر من الحرس الثوري وهو امر معتاد، ضد الولايات المتحدة منذ انتخاب اوباما. بل ويعتبرون ان صمتها في ما يتعلق بحادث اطلاق النار على الطائرة بدون طيار الاميركية قبل ايام كان "اعلى من ان لا يسمع". فلم تهلل  وتعاملت مع الامر بهدوء واتزان نسبيين.

وبالرغم من تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست بان ليس من المهم للجمهورية الاسلامية من الذي يفوز في الانتخابات الرئاسية الاميركية، فان من الواضح ان المسؤولين الايرانيين ليسوا غير مكترثين بانتخاب اوباما او عدم انتخابه. فبانتخابه يمكنهم على الاقل ان يأملوا بالخروج من الازمة. لكن انتخاب رئيس من الحزب الجمهوري كان يمكن ان يزيد من احتمال خطر الحرب.

اوباما يفضل، في هذه المرحلة على الاقل، سياسة مواصلة فرض العقوبات على ايران والحل الدبلوماسي للضغط عليها للتخلي عن طموحاتها النووية، وهو لا يؤيد حتى الان شن اسرائيل هجوماً عسكرياً ضدها.

وبالرغم من كل السجالات والتجاذبات هناك شيء واضح وهو ان الجمهورية الاسلامية تريد الخروج من عزلتها وانهاء ازمتها التي تفاقمت في الفترات الاخيرة.

ويقول دبلوماسي ايراني سابق في تصريح لموقع اذاعة "دويتشه فيله" الالمانية ان العقوبات ادخلت ايران في ورطة اقتصادية معقدة ولا يمكنها الانحدار اكثر في منزلق الازمة. ويضيف الدبلوماسي الذي لم يشأ الافصاح عن اسمه ان ايران بامكانها الخروج من الازمة فقط في فترة رئاسة اوباما والا فانها ستتحول الى كوريا شمالية ثانية.

فقدت العملة الايرانية منذ بداية العام ثلثي قيمتها تقريبا. ويقول المسؤولون الحكوميون ان معدل التضخم يصل الى اقل من 30 بالمئة بينما يؤكد خبراء اقتصاديون مطلعون على السوق الايرانية ان المعدل الحقيقي يفوق نسبة 50 بالمئة.

وارتفعت اسعار تذاكر الطيران اخيراً بنسبة تزيد عن 70 بالمئة وفرضت الحكومة حظرا على استيراد "السلع الكمالية" مثل القهوة، والصابون، والشامبو، وورق التواليت، بالاضافة الى اجهزة الكمبيوتر والمعدات المتعلقة بها، بهدف دعم قيمة العملة الايرانية الريال. لكن هذا الاجراء ادى الى ارتفاع اسعار هذه السلع اضعافاً.

ورأت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن آثار ضعف العملة والاقتصاد المتعثر في إيران بدأت تترسخ في جميع نواحي الحياة، ولعل آثارها السلبية اجتماعيا باتت واضحة في انخفاض نسبة الزيجات التي تمت في الأسابيع الماضية والتي كانت تعد فترة الذروة للزواج في إيران.

وحول الحوار مع الولايات المتحدة صرح الرئيس الايراني في وقت سابق بان بلاده مستعدة لان تغير من ذهنيتها السلبية تجاه الولايات المتحدة وان تخطو باتجاه تحسين العلاقات معها في حال اتخذت اميركا خطوات من اجل ايجاد تفاهم بين البلدين.

ويرى الرئيس الايراني، كما اعلن في مؤتمر اندونسيا حول الديمقراطية الاسبوع الماضي، ان المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة يمكنها ان تنهي النزاع حول البرنامج النووي اسرع من تلك التي تجري مع مجموعة 5 + 1.

وبدأت ايران اليوم مناورات عسكرية لسلاح الجو وصفت بانها الاكبر في تاريخ الجمهورية الاسلامية اذ تغطي في ما يبدو اكثر من نصف مساحة البلاد البالغة حوالي مليون و600 كم مربع.

وتأتي هذه المناورات في ظروف متوترة تعيشها المنطقة وفي ظل هواجس وسباق تسلح متزايد بين ايران وجيرانها العرب. وهي في الحقيقة بمثابة عملية استعراض عضلات من قبل ايران ورسالة تحذير للغرب وحلفائه العرب في الخليج وكما جاء على لسان قائد القوة الجوفضائية بحرس الثورة الاسلامية العميد حاجي زاده بان "هناك خطوط حمراء ينبغي علي الاميركان ادراكها ومراعاتها" محذرا من رد حازم في حال تجاوزها.

لكن هذا قد يعني ايضا ان ايران مستعدة للتفاوض من "موقع قوة" – مع الانفتاح على مناقشة فكرة التخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة العقبة الرئيسية في المفاوضات - وتسوية نزاعها "النووي" مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بموازاة رفع العقوبات او تخفيفها على الاقل ولو تم الاعتراف بها كقوة اقليمية وضمنت مصالحها الحيوية.

في هذه الاثناء اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الاثنين ان ايران بدات بتفكيك اجزاء من موقع "بارشين" العسكري الذي يتشبه بانها تطور فيه تقنيات مرتبطة ببرنامجها النووي. ولو تأكدت صحة الخبر فهذا يدل على انها تبدي مرونة امام الضغوط ويعكس رغبتها في التوصل الى حل لملفها النووي ومؤشر الى انها مستعدة لتقديم بعض التنازلات لايجاد اجواء ايجابية للتفاوض.

كان رد فعل السلطات الايرانية متحفظا ازاء انتخاب اوباما ثانية رئيسا للولايات المتحدة وان كان قوبل بارتياح في الداوئر الحكومية وافراد السلطة الحاكمة.

عن هذا كتبت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية (ايرنا) التي تنتهج خطا قريبا من الرئيس الايراني احمدي نجاد تقول ان انتخاب (اوباما) لرئاسة ثانية يمكن ان يكون له آثار ايجابية. وتحدث الناطق الرسمي باسم الوزارة الخارجية الايرانية في هذا المجال عن "جدار انعدام الثقة" (بين البلدين) الذي قال انه "يمكن ان يزول يوما ما".

وحتى خصوم الرئيس الايراني ايضا يتحدثون الان عن احتمال اجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. اذ قال محمد جواد لاريجاني المحسوب على تيار المحافظين الاسبوع الماضي انه "اذا اقتضت مصالح النظام فسنتفاوض مع الشيطان حتى في قعر جهنم".