خبر تقرير مصور: رياح عاصفة وأمراض تتغلغل في سجون الاحتلال

الساعة 09:30 ص|12 نوفمبر 2012

غزة (خاص)

"رياح عاصفة.. وبرودة قارصة تكاد أن تقضي على أنفاس الجميع المتواجدين بغرفة واحدة لا تقل مساحتها عن عشرة أمتار.. والذي يزيد الطين بلة عندما يقررون إغلاق المنافذ في محاولة لمنع البرودة القارصة من التغلغل في أرجاء الغرفة ما يمنع دخول الهواء الذي ينذر بكارثة كبيرة وهي الاختناق..".

هذا مسلسل من مسلسلات حماية النفس من البرودة القارصة التي تفرضها إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى الفلسطينيين خاصة أسرى قطاع غزة في سجني "ريمون ونفحة" الصحراوين من منعهم لإدخال الملابس الشتوية وما يلزمهم لحماية أنفسهم من العواصف الباردة.

 

الملابس جاهزة


الصليب الأحمر

 

ففي إحدى الزنازين الصهيوني شديدة البرد يوجد الأسير أحمد غنيم الذي يعاني من إصابة في قدمه ما تزيد آلامه وفي بعض الأيام يشعر بفقدها من شدة الآلام والبرد القارص.

والدة الأسير غنيم أكدت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية أن إدارة مصلحة السجون تمنعهم من إدخال الملابس الشتوية لأبنائهم الأسرى في ظل الظروف الباردة التي تشهدها المناطق الصحراوية.

وبعيون مليئة بالدموع خوفاً على حياة ابنها الأسير قالت :"جهزت الملابس الشتوية من كافة أنواعها الجكيت والبنطال والملابس الثقيلة وغيرها وهي جاهزة في إحدى "الشنط" في المنزل منذ خمس سنوات وهي بحاجة لمن يدخل لإيصالها لابني الأسير"، مضيفة :"إذا قمنا بإرسال الملابس الشتوية الآن ستصلهم في فصل الصيف وإذا أرسلنا ملابس الصيف في فصل الصيف فستصل في فصل الشتاء وربما لا يصلون بسبب التضييق على أسرى قطاع غزة".

وأوضحت والدة الأسير غنيم بأن الظروف في سجن نفحة الصحراوي صعبة للغاية ففي فصل الشتاء يكون البرد قارص جداً وفي الصيف يكون حار جداً".

وبحالة مقلقة قالت :"عندما أرسل أحمد الرسائل يطلب فيها ملابس شتوية أبكي لعدم استطاعتي توفير الحماية اللازمة لأبني الأسير وأخجل من إرسال رسالة له مكتوب فيها لا أستطيع حتى تسمح إدارة مصلحة السجون بذلك".

 

دفئ حالك يا ولدي


الصليب الأحمر

أما والدة الأسير صلاح جبريل المحكوم بالسجن 15 عاماً قضى منها 8 سنوات في سجن نفحة الصحراوي فالصمت خجلاً وخوفاً على ابنها الأسير يلازمانها فلم تستطيع أن تتحدث مع مراسلنا سوى بالقول :"دفئ حالك يا أبني البرد قارص والبرودة تسبب الأمراض وحسبنا الله ونعم الوكيل على من لا يتدخل لإنقاذ أسرانا".

فيما قالت والدة الأسير سليمان شلوف أن الأسرى في سجن نفحة يعانون أوضاع صعبة خاصة في فصل الشتاء وفقاً لما قال لها ابنها الأسير في أخر زيارة لها قبل شهر رمضان الماضي.

وأوضحت والدة شلوف بأن زيارتها كانت منقوصة وعلى غير اتفاق الأسرى لعدم لمس أبنائنا قائلة :"أين العدالة ؟؟".

 

 

تفاصيل مؤلمة


الصليب الأحمر

بينما الأسير المحرر الناطق باسم مهجة القدس ياسر صالح أكد أن وضع الأسرى في كل الأحوال وليس في فصل الشتاء فقط سيئة للغاية .. ففي سجن نفحة والسبع وريمون الأسرى يعانون أشد الآلام والعذابات بسبب البرودة القارصة في الشتاء والحر الشديد في الصيف".

وأوضح الأسير السابق :"بان غرفة السجن لا تدخلها الشمس والتهوية المناسبة من شدة البرودة قائلاً :"لا توجد تغطية من ملابس ووسائل تدفئة ولا يسمح بإدخالها للأسرى ما يزيد من أوضاعهم المأساوية داخل السجون".

وبشأن الأسرى المرضى قال إذا أُصيب الأسير بالزكام فإن المرض سينتقل مباشرة إلى كافة الأسرى في الغرفة لافتاً إلى أن العلاج لا يقدم للمريض إلا بعد يومين أو أكثر من الأمراض ولا يقدم له الدواء المناسب"، معتبراً ذلك بالانتهاك المتواصل لإدارة مصلحة السجون للقوانين الدولية".

وطالب المحرر صالح الصليب الأحمر بغزة للتدخل بكل قوة لإدخال الملابس الشتوية للأسرى خاصة أسرى قطاع غزة في السجون الصحراوية أو يضغط على الاحتلال الصهيوني للسماح للأهالي الزائرين بإدخال ملابس شتوية خلال زيارتهم.

إذا هذه حلقات متواصلة من مسلسل معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيوني فعلى مدار العام يعيش الأسرى أوضاع مزرية مليئة بالمعاناة والآلام والانتهاكات الصهيونية للقوانين الدولية والإنسانية.


الصليب الأحمر
الصليب الأحمر
الصليب الأحمر