زيارة اوردغان للقطاع مؤجلة إلى ما بعد المصالحة

خبر الزهار: لنا تحفظ على زيارة أبو مازن لغزة لأسباب أمنية

الساعة 06:56 ص|09 نوفمبر 2012

غزة

أكد الدكتور محمود الزهار أحد قادة حماس البارزين في غزة لصحيفة القدس العربي الخميس بأن هناك اوضاعا امنية في القطاع تحول دون زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس له برفقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان او غيره.

وكان اوردغان جدد رغبته الاسبوع الماضي بزيارة غزة برفقة عباس، مشيرا الى انه اعطى المسؤولين الاتراك الاوامر لاجراء الترتيبات اللازمة لتلك الزيارة.

واشار الزهار الى ان عباس سيكون مستهدفا من قبل عناصر وكوادر من ابناء حركة فتح التابعين للقيادي محمد دحلان الذي فصل من الحركة قبل شهور، اذا ما اصر اوردغان على اصطحاب الرئيس الفلسطيني لغزة، منوها الى ان حماس تتحفظ على زيارة عباس لمنع اثارة الفوضى الامنية من جديد بالقطاع جراء امكانية استهدافه.

وبشأن ما علمته 'القدس العربي' بأن تركيا تجري اتصالات مع حماس وفتح بالتشاور مع مصر وقطر لتحريك ملف المصالحة واتمامه بعد التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للامم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 ومنحها صفة دولة غير عضو في المنظمة الدولية، قال الزهار للقدس العربي 'في الحقيقة بعيدا عن الاتصالات، انا اتكلم عن المبدأ. المبدأ اذا كانت فتح على استعداد لتطبق المصالحة فنحن على استعداد لنطبقها، ولكن اقول لك بان فتح غير مستعدة لتطبيق المصالحة لان امريكا رافضة والكيان الاسرائيلي رافض، وابو مازن وفتح لا يستطيعون مغادر الموقف الامريكي والاسرائيلي، وبالتالي كل ذلك مضيعة للوقت طالما انهم لم يأخذوا ضمانات لتنفيذ هذه الاتفاقية 'في اشارة الى تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة.

وبشأن زيارة اوردغان المرتقبة لغزة برفقة عباس، قال الزهار 'نحن نرحب باي كان من يريد زيارة غزة خاصة من المستوى السياسي الرفيع، ولكن ما قيل في الاعلام بانه سيأتي -اوردغان- مع ابو مازن، فنحن لنا تحفظ على زيارة ابومازن لغزة لاسباب امنية، خاصة ان هناك صراعا داخل فتح'.

وحول اذا ما يفهم من ذلك بان حماس غير مرحبة بزيارة عباس لغزة برفقة اوردغان رد الزهار قائلا 'القضية ليست مرحبا او غير مرحب به، انا قلت لك بان هناك وضعا امنيا خاصا بفتح بين جماعة دحلان وجماعة ابو مازن ـ عباس - قد تؤدي لخلل امني' بشأن حمايته، في اشارة الى امكانية استهدافه.

واكد الزهار بأن هناك خشية في غزة من امكانية استهداف عباس اذا ما اقدم على زيارة غزة، منوها الى الرئيس الفلسطيني يعرف ذلك الامر ولن يقدم على زيارة القطاع في الفترة القريبة.

وفي ظل تخوف حماس من اقدام مسلحين من مناصري دحلان على استهداف عباس اذا ما زار غزة باتت زيارة رئيس الوزراء التركي مؤجلة الى ما بعد تنفيذ اتفاق المصالحة وفق مصادر في فتح، لان تلك الزيارة لن تتم الا من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية.

وفي ذلك الاتجاه قالت سفارة فلسطين في تركيا ان زيارة إردوغان إلى قطاع غزة ستتم عبر الشرعية الممثلة بالرئيس عباس.

واضافت السفارة في بيان صحافي قائلة: منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني بكل أطيافه يرحبون بدولة رئيس الوزراء إردوغان في أي وقت، وأن كل المدن الفلسطينية تتشرف باستقباله. وإننا نتمنى أن نتمكن من رد الجميل لتركيا وشعبها بقيادة رئيس الوزراء اردوغان، لدعمه القوي والمتواصل لفلسطين، وقضيتها العادلة.

واشارت السفارة الفلسطينية في تركيا الى ان تصريح إردوغان قبل ايام حول رغبته بزيارة قطاع غزة جاء زمنياً بعد زيارة أمير قطر إلى قطاع غزة، وما صاحبها وأعقبها من تصريحات وتحليلات مردّها أن الزيارة قد تجاوزت الشرعية الفلسطينية.

واضافت السفارة قائلة: إن سفارة دولة فلسطين في أنقرة ترى أن تصريحات رئيس الوزراء إردوغان تنسجم والموقف التركي الرسمي حيال الشأن الداخلي الفلسطيني، وأن تصريحه بنيته زيارة قطاع غزة برفقة الرئيس عباس نرى أنها منسجمة مع الموقف الرسمي التركي، وأنها لو حصلت ستتم عبر الشرعية الفلسطينية ممثلة برئيسها.

وكان اردوغان جدد الاسبوع الماضي نيته زيارة قطاع غزة، وربطها بمرافقة الرئيس عباس له، مجددا شروط تركيا الثلاثة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وعلى رأسها رفع الحصار عن القطاع.

وذكرت صحيفة زمان التركية الجمعة الماضي أن أردوغان قال للصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من برلين إلى أنقرة، إنه يعتزم زيارة غزة قريبا، وأكد أن سلطات بلاده تجري محادثات مع مسؤولين في القطاع لتحقيق هذه الزيارة، مشيرا إلى أنه اقترح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرافقته في تلك الزيارة، وأن الأخير 'تحمس للاقتراح'.

وفي ظل سعي اوردغان لتنفيذ اتفاق المصالحة تمهيدا لزيارته لغزة برفقة عباس، عبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس د.يحيى موسى الخميس عن رفضه وعدم ترحيبه بنية عباس زيارة قطاع غزة.

وقال النائب موسى في تصريح مقتضب عبر صفحته على الفيس بوك تعليقا على نية عباس زيارة غزة أقول له: 'لا مرحباً ولا أهلا ولا سهلا وزيارتك مرفوضة وغزة بيت للثورة والثوار ولست ملجأ لمن فرطوا في الأوطان والعودة'.

ومن جهته أكد المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي ان الحركة لن تدخل حقل الغام حماس، وقال الخميس في بيان صحافي 'فحركتنا ومعها الشعب ألفلسطيني أكبر من الانجرار الى معارك داخلية على حساب المعركة الوطنية مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني'.

وشدد القواسمي على ان التصريحات التي تصدر عن أعضاء في المجلس التشريعي من قيادات حماس، تعتبر خروجا على القانون الأساسي الفلسطيني، وذلك في اشارة الى تصريحات يحيى موسى، فقال: 'ان غزة كانت وستبقى أرضا فلسطينية وشعبنا فيها جزء من الشعب الفلسطيني شاء مسؤولي حماس الانفصاليين أو ابوا، ولأي فلسطيني الحق بالتنقل أو زيارتها دون اذن من أحد'، مضيفا: 'ان سلطة حماس لاتملك ادنى شرعية قانونية تمكنها من تحديد زوار هذا الجزء العزيز من ارضنا'.

وفي ظل تعطل المصالحة الفلسطينية وتمترس حماس وفتح خلف مواقفهما يدور الحديث في الاوساط الفلسطينية عن اجتماع مرتقب لأكثر من 12 فصيل فلسطيني في غزة الاسبوع المقبل لتفعيل ملفات المصالحة الوطنية المتوقفة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الفصائل الفلسطينية ستلتقي الاسبوع المقبل لبحث تفعيل ملفات المصالحة المجمدة وإعادة تحريكها من جديد، وستحاول الضغط بشكل قوي على حركتي 'فتح وحماس' لإزالة خلافاتهم الداخلية والبدء بتطبيق إتفاقات المصالحة على الأرض.