خبر معاريف: نتنياهو يخشى من « انتقام » أوباما خلال الانتخابات الإسرائيلية وبعدها

الساعة 11:50 ص|08 نوفمبر 2012

القدس المحتلة

أفاد موقع "معاريف" على الشبكة، اليوم الخميس، أن القلق يساور مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من إقدام الرئيس الأمريكي المنتخب مجددا، براك أوباما على الانتقام من نتنياهو الذي دعم خلال الانتخابات لرئاسة الأمريكية، المرشح الجمهوري، ميت رومني.

كما يخشى نتنياهو حسب الصحيفة، من تدخل براك أوباما في الانتخابات الإسرائيلية من جهة، وفرض تسوية سياسية على إسرائيل.

واستشهد الموقع بتصريحات للسفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل أورون، أدلى بها في جلسات مغلقة قبل عدة شهور وجاء فيها أن براك أوباما في حال فوزه بولاية ثانية سينتقم من نتنياهو بسبب تدخل الأخير في الانتخابات الأمريكية.

ونقل الموقع عن أحد المقربين من نتنياهو، أنه على الرغم من أن "إسرائيل" فَضَلت على مر السنين فوز رؤساء من الحزب الجمهوري، فإنه ليس سراً أن نتنياهو كان يتمنى فوز رومني في الانتخابات ولو كان رومني هو الفائز لسمع صدى تنهدات نتنياهو في واشنطن.

مع ذلك، قال المصدر المذكور إن شعوراً سيئاً وانقباضاً ساد في مكتب نتنياهو بعد انتخاب أوباما وسواء انتقم أوباما من نتنياهو أم دارت الأمور بينهما بفتور وبموضوعية فإن وضعنا سيكون صعبا، وأن الشعور بعدم الثقة المتبادلة بين الرجلين يكمن في كل مبادرة تطلقها الإدارة الأمريكية وقد يتجلى ذلك وينعكس على المقترحات التي ستضعها أمريكا على طاولة نتنياهو في القدس بعد أن تهدأ أصداء الانتخابات الأمريكية.

وبحسب مراقبين إسرائيليين ممن رافقوا العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية على مر السنين بدرجات متفاوتة، فإن أوباما يفتقر في موقفه وتعامله مع إسرائيل إلى الدفء الذي ميز مواقف من سبقوه في البيت الأبيض، بدءا من ريغان ومرورا ببوش الإبن وأخيرا كلينتون، فأوباما لا يملك في سريرته هذا الدفء الذي كان قادرا على اجتياز الأطلسي والمحيطات من واشنطن وصولا إلى تل أبيب.

وبحسب الموقع فإن أوباما سيكون في ولايته الثانية متحررا من الحاجة لإعادة انتخابه وبالتالي سيكون أقل التزاما تجاه رأس المال اليهودي، كما أن غياب المودة بين الرجلين وأزمة الثقة العميقة بينهما خلقت قلقا عظيما في مكتب نتنياهو مما هو آت.

ويرصد المراقبون الأمريكيون في هذا السياق، التدخل الفظ والزائد في الانتخابات الأمريكية من قبل المستشار السياسي لنتنياهو، رون درامر. وبحسب هؤلاء فإن درامر كان الرجل الذي عمق وعزز من علاقات نتنياهو مع الجمهوريين في السينات والكونغرس وفي صفوف المتبرعين للمرشحين الأمريكيين، وكان نتنياهو على معرفة ودراية بذلك، لكنه صمت ولم يحرك ساكنا أما درامر فإن عليه أن ينسى الآن بعد فوز أوباما أمر تعيينه سفيرا لإسرائيل في واشنطن.

بالمقابل ينقل الموقع عن دبلوماسي إسرائيلي سابق، متخصص بالشؤون الأمريكية، رفضه المطلق لاحتمال انتقام أوباما من نتنياهو. فهو يقول إن أوباما يتصرف بشكل عقلاني وبأعصاب باردة، ويعرف كيف يفصل بين مشاعره السلبية تجاه نتنياهو وبين "ما يصح القيام به"، سواء على الصعيد الفلسطيني أم على الصعيد الإيراني وحتى على صعيد مواصلة تقديم المعونات والمساعدات في مجال حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية.

ومع أن الموقع يقول إنه ليس من الواضح أي من التيارين أو التفسيرين هو الذي سيفوز في نهاية المطاف، إلا أن نتنياهو قلق في هذه الأثناء من مجرد انتخاب أوباما لولاية ثانية في البيت الأبيض.

تحديات سياسية على جدول الأعمال

ويحدد موقع "هآرتس" جملة من التحديات السياسية على جدول أعمال كل من إسرائيل والولايات المتحدة، كان تم وضعها جانبا خلال المعركة الانتخابية لكن سرعان ما سيتم إخراجها والتعامل معها. وفي مقدمة هذه التحديات إحباط الجهود الفلسطينية، للحصول على اعتراف في الأمم المتحدة. فإسرائيل عاجزة، بمفردها، عن التصدي للجهود الفلسطينية في هذا السياق، خاصة وأن التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على الفلسطينيين تبدو غير قادرة على زحزحة الفلسطينيين عن موقفهم، بل إن أبو مازن عاقد العزم على جر الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، بعد الحصول على اعتراف من الأمم المتحدة.

ويخشى نتنياهو من هذا التحدي السياسي الذي سيضع على كاهله حملا ثقيلا يضاهي حمل حجارة الرحى في أوج المعركة الانتخابية، ويخشى نتنياهو أن يقوم أوباما الآن، وبعد الانتخابات، بعد أن تمكن الأمريكيون من تأجيل موعد الطلب الفلسطيني لعدة أسابيع بفرض اقتراح فوري لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو اقتراح لن يتمكن نتنياهو الآن أن يرفضه. في المقابل يجب أن نتذكر أن أوباما أقدم على خطوة مشابهة فور انتخابه لكنه اكتوى بنارها في نهاية المطاف، وبالتالي قد لا يسارع الى "القفز في المياه العكرة" بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن يبقى السؤال ما إذا كان أوباما سيكون على استعداد لاستثمار رصيده لسياسي لوقف التحرك الفلسطيني أم لا؟

أما السيناريو الثاني الذي يخشى منه نتنياهو، هو أن يساند أوباما في المعركة الانتخابية في إسرائيل إيهود أولمرت ويتدخل بشكل غير مباشر في الانتخابات الإسرائيلية. صحيح أن رجال أولمرت ينفون ذلك لكن أحد السيناريوهات المرعبة لنتنياهو يتمثل بنجاح أولمرت، المتواجد حاليا في الولايات المتحدة، من المشاركة في احتفالات تتويج أوباما ، وبالتالي العودة بصورة مشتركة له ولأوباما أو على الأقل رئيس طاقمه السابق رام عيمانويل. أي أن نتنياهو قد يكتشف أن أوباما ، قادر هو الآخر على التدخل في اللعبة السياسية الداخلية في إسرائيل. فلن يتمكن نتنياهو بعد الآن من التهرب من دفع الثمن المطلوب أمريكيا في القضايا المصيرية مثل الملف الفلسطيني وإيران وسوريا، لكونها قضايا ذات أثر كبير في الانتخابات .

ويخشى نتنياهو أن يؤثر انتخاب أوباما على جوانب مختلفة من التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة، وعلى ما يبدو في مجال الدفاعات الجوية من الصواريخ ، ومن احتمال أن يسعى الرئيس الأمريكي إلى دفع المفاوضات مع الفلسطينيين قدما.