تقرير في ظل غياب فرص العمل.. التعليم المهني ينافس الأكاديمي بغزة!

الساعة 05:58 م|06 نوفمبر 2012

غزة - "خاص"

لا شك أن نسبة المتعلمين في صفوف الفلسطينيين يتزايد يوماً بعد يوم، و اصبحت العائلات الفلسطينية تحرص حرصاً شديداً على تعليم ابناءها على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، حتى ان نسبة الخريجين من التعليم الاكاديمي بلغت مستويات مرتفعة،  وزاد معها عدد المتعلمين العاطلين عن العمل، لعدم قدرة سوق العمل الفلسطيني على استيعاب هذه الاعداد الهائلة منهم، في ظل تردي الوضع الاقتصادي الفلسطيني والذي يعاني الكثير أصلا بسبب الحصار المفروض منذ أكثر من سبع سنوات , والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال، مما دفع البعض منهم للاتجاه نحو التعليم المهني بديلاً عن الاكاديمي، و ذلك من اجل خلق فرص عمل لهم في ظل افتقار القطاع الى كفاءات مهنية مدربة.

التخطيط للمستقبل

الشاب مجدي عبد الله، 19عاماً قال لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية بأنه فضل ان يدرس في قسم صيانة الاجهزة الالكترونية في المدرسة الصناعية بغزة، مبرراً ذلك بصعوبة الحصول على وظائف في سوق العمل لخريجي الكليات الاكاديمية الجامعية الذين ينضمون سنوياً الى جيش الخريجين العاطلين عن العمل.

و أشار مجدي الى أن الكثير من الشباب حتى ممن حصلوا على شهادات جامعية في تخصصات مختلفة يلجأون الى الكليات المهنية ليعاودوا التعلم فيها من جديد حتى يتمكنوا من خلق مهن تساعدهم على مواجهة البطالة و الوضع الاقتصادي الصعب.

و في سياق حديثه وجه مجدي نصيحة لمن مثله من الشباب بأن يفكروا ملياً قبل ان يضيعوا سنين اعمارهم في الدراسة في تخصصات اغلقت امامها افاق الحصول على عمل يوفر لهم سبل العيش الكريم، قائلاً: "علينا التخطيط للمستقبل جيداً حتى لا يأتي علينا يوم و نعض ايادينا ندماً على ما فات من اعمارنا دون فائدة".

أي شيء أفضل من لا شيء!

من جهته قال عائد الشريف، 24 عاماً و الذي انهى دراسته الجامعية في تخصص التعليم الأساسي "منذ أن تخرجت من الجامعة لم اترك باباً إلا طرقته بحثاً عن عمل، و لكن من دون جدوى، حتى سئمت الانتظار، بعدها لجأت الى احد اقربائي الذين يعملون في مجال الكهرباء، و تعلمت مهنة "فني كهرباء" و اعمل فني كهرباء كلما توفر لي عمل في هذه المهنة".

و عن مدى رضاه بهذا العمل قال: "ان تضيء شمعة خيراً من ان تلعن الظلام"، أي ان العمل بأي شيء افضل من لا شيء، و اردف يقول: "لم اذهب الى الجامعة و سهرت الليالي كي اعمل "فني كهرباء"، و لكن لا يعقل ان ابقى اتفرج حتى تأتي الوظيفة، و لا سيما و انا شاب و امامي مسؤوليات كبيرة، و لا يجب علي ان ابقى عالة على أهلي".

قصة نجاح!

بدورها تحدثت هالة. د،26 عاماً عن قصة نجاحها في تعلمها لتصميم الأزياء في كلية مجتمع غزة التابعة لوكالة الغوث قائلة: " ان الظروف الاقتصادية لم تساعدني بالالتحاق بالجامعة، و لكن الله اكرمني بالدراسة في هذا التخصص و تفوقت في دراستي و تخرجت بمعدل 83%، و حصلت على عدة فرص تدريب تدربت من خلالها و صقلت خبرتي في مجال تصميم الملابس النسائية مثل العباءات و الفساتين المطرزة، و عملت لمدة عام في نفس الكلية التي تخرجت منها، و درست في مجال التخصص الذي درسته"

و سنحت الفرصة لهالة بالتواصل مع عدة مؤسسات و جهات تعنى بهذا المجال، حتى وجدت إقبالا من العديد منها، و أصبحت لديها فرصة عمل وفرت لها قاعدة أساسية لبناء مشروع خاص بها.

و قالت و بنبرة سعيدة: "الحمد لله نجحت في مجال عملي الذي اخترته بعيداً عن الجامعة و تخصصاتها، مع العلم انني قد أكون بين صفوف آلاف العاطلين الذين تخرجوا من تخصصات اكاديمية في الجامعة"، مشيرة الى أن المشروع يدر عليها و اسرتها دخلاً جيداً الى حد ما.

و أوضحت ان التعليم المهني يشهد اقبالاً ملحوظاً في صفوف الشباب سواء الذكور او الإناث و لا سيما و انه يمكن الفرد من تأسيس مشروعه الخاص، في ظل حاجة القطاع الى مهارات مهنية مختلفة، داعية الى دعم قطاع التعليم المهني و دعمه و الارتقاء به.