خبر السودان يطور دفاعه الجوي لمواجهة إسرائيل

الساعة 10:40 ص|02 نوفمبر 2012

وكالات

قال خبير عسكري مصري إن السودان يطور دفاعاته الجوية لحماية سماءه من "الطائرات الإسرائيلية" معتمدا في ذلك على روسيا والصين.

جاء ذلك وسط مطالب خبراء عسكريين مصريين وسودانيين للخرطوم بضرورة تفعيل أنظمتها الدفاعية عقب قصف مجمع اليرموك الأسبوع الماضي والمتهمة فيه إسرائيل.

وفي تصريح خاص لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أعرب سامح سيف اليزل الخبير العسكري المصري عن ثقته في أن "السودان يضع ضمن أولوياته حاليا تطوير أجهزة الدفاع الجوي لديه بعد قصف مجمع اليرموك للصناعات الحربية".

وأضاف "السودان يسعي بالتأكيد لتطوير نظام الرادارات لديه لتكون قوية وترصد الطائرات المرتفعة والمنخفضة".

وطالب الخبير العسكري المصري الخرطوم أيضا بـ"تطوير قاعدة الصواريخ المضادة للطائرات"، مشيرا إلى أن "مصر قد تقدم دعما بالخبرات والتدريب للسودان" في هذا الشأن.

ورجح اليزل أن تكون إسرائيل قصفت مجمع اليرموك الحربي بالخرطوم بطائرات بدون طيار، ومحذرا من أن "هذا القصف لن يكون الأخير".

وبدوره قال محمد بلال الخبير العسكري وقائد القوات المصرية إبان حرب الخليج الثانية 1990- إن السودان يمتلك أسلحة من كل من الصين وروسيا ويتعين عليه استكمال بناء نظامه الدفاعي وفق ما لديها من أسلحة.

ورأى بلال أنه "لا يوجد بلد عربي يملك ما تملكه اسرائيل من أدوات تكنولوجية وأسلحة متطورة تصل إسرائيل من أمريكا"، مطالبا الدول العربية بتطوير أسلحتها من خلال دراسة التكنولوجيا وتطويرها بشكل منفرد من دون الانتظار لما يقدمه الغرب .

وقال أنه في مقدمة ما يحتاجه السودان هو بناء نظام دفاع جوي قوي وكذلك قاعدة إطلاق الصواريخ، ولم يستبعد  بلال محاولة "أمريكا منع مد السودان بالأسلحة سواء من روسيا أو الصين في ظل صراعها مع إيران".

ومن منظور سياسي، قال إبراهيم النور، الخبير السوداني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة إن تطوير منظومة الدفاع الجوي بالسودان تواجه العديد من العقبات في "مقدمتها العزلة الدولية المفروضة علي البلاد"، والتي تجعل السودان لا يملك خيارات متعددة في مصادر تسليحه التي  تنحصر بين روسيا والصين.

وأوضح الخبير السوداني أن اتجاه الخرطوم نحو التحالف مع إيران قد يغضب دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية. وكانت سفينتين حربيتان إيرانيتان غادرتا السواحل السودانية الأربعاء بعد زيارة لعدة أيام بعد قصف مجمع اليرموك الحربي.

يذكر أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على السودان منذ العام 2007  كنوع من الضغط لإجباره على الجلوس علي مائدة المفاوضات مع الجنوب بشأن الانفصال.

كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في العام 2009 مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير لاتهامه بارتكاب "جرائم ضد الانسانية".

ووصف صلاح كرار الخبير العسكري السوداني منظومة الدفاع الجوي الحالية بالسودان بـ"المتخلفة"، مشيرا إلى أنها تعود إلى العقد السابع من القرن الماضي.

وطالب كرار في تصريح للأناضول الخرطوم بالتوجه إلى روسيا لتزويدها بنظام دفاع جوي علي غرار ما قدمته لسوريا وإيران، وقال إن هذا النظام يصعب على إسرائيل التشويش عليه أو تعطيله.

وأشار إلى أن روسيا تحتفظ بأحدث جيل من الأنظمة لنفسها وتبيع الأنظمة التي أنتجتها قبله، واستشهد بأن الروس رفضوا منح ايران أحدث نظام توصلوا إليه واكتفوا بتذويدها بالجيل السابق.

وبرزت فكرة تكوين قوات الدفاع الجوي في العالم العربي بقوة بعد نكبة 1967م وما أحدثته من ضربة قاضية للطيران المصري واحتلال إسرائيل لأجزاء كبيرة من الأراضي العربية ومن ضمنها سيناء مما حدا بالحكومة السودانية آنذاك لتوقيع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي في يناير 1967.

وتشير تقارير عسكرية غربية إلى أن الدفاعات الجوية السودانية متهالكة وهي أغلبها أسلحة روسية خرجت من الخدمة أو محدودة الكفاءة والقتالية.