خبر نتنياهو أفضل- هآرتس

الساعة 09:46 ص|01 نوفمبر 2012

 

بقلم: جدعون ليفي

اذا ألصقوا مسدسا بصدغي واضطروني الى الاختيار بين بنيامين نتنياهو ويئير لبيد فسيكون الجواب سريعا قاطعا وهو ان نتنياهو أفضل. فلا يوجد في الخريطة السياسية المتشكلة ظواهر أكثر تنفيرا من ظاهرة لبيد.

ان لبيد السياسي هو لبيد التلفاز: فهو كله تخييل وسخافة وهُراء. وقد حل محل القميص الاسود القصير الكُمين البدلة – وتعلمون ما هي الجدية والفخامة. وحل محل الابتسامة الخجلة التي أذابت نساء سيارات الجيب من رمات هشارون وبناتها، النظرة الجدية، واختفى الهُلام عن الشعر كأنه لم يكن وبقي كل شيء كما كان فارغا من كل مضمون.

"كشف" أول أمس عن "برنامجه السياسي"؛ وهو برنامج اللاشيء لمقدم نشرة أخبار في القناة 2. وقد خطب خطبة تتويجه في المركز الجامعي في اريئيل بصورة رسمية وصهيونية. ولا يوجد مكان أنسب لـ "خطبة اريئيل" هذه من هذا المكان؛ وقد اكتفى نتنياهو ببار ايلان على الأقل. والشيء الأساسي قوله لن نكون في الحكومة من غير تفاوض سياسي؛ والقدس موحدة الى الأبد. ولو كان نتنياهو في مكانه لصاغ ذلك بصورة أفضل.

ولد رجل سلام، هو نلسون مانديلا الاسرائيلي الذي يقف مثل أسد عند مبادئه وينضم الى حكومة اليمين المتطرف اذا أجرت تفاوضا فقط. حسن يا يئير. هل يكون التفاوض شرطا مرة اخرى؟ هل يكون التفاوض هدفا مرة اخرى؟ ألم يعد ذلك عفنا؟ وماذا عن فكرة جديدة أقل ابتذالا؟ وماذا سيقول في التفاوض، هل يقول ان القدس موحدة الى الأبد؟ قال قبل عدة ايام ان العرب سيضطرون الى قبول ذلك فهو سيروضهم، وماذا سيكون اذا لم يقبلوا؟ لن يكون.

انه برنامج يشبه رحلة في آلة الزمان: فلبيد يأخذنا الى الوراء ثلاثين – اربعين سنة. هكذا هو الشيء القادم المنعش الجديد الواعد في السياسة الاسرائيلية. ومن اجل هذا جاء الى السياسة مبشرا بتغيير. ان نتنياهو لا يضلل الى هذا الحد على الأقل. ولم توجد كلمة واحدة عن افيغدور ليبرمان في الحكومة، أيكفي ان يوجد تفاوض فارغ فقط ليصبح لبيد في الداخل. وتكفي صورة واحدة مع محمود عباس ليصبح عندنا وزير تربية جديد.

ليس هو بالطبع لا يسارا ولا يمينا. فاليمين يأتي وفي يده بندقية، واليسار مع غصن زيتون. وكلاهما غير جيد في نظر المفكر السياسي اللامع. فما الذي سيجلبه معه أسيارة جيبه؟ وما السيء في غصن زيتون؟ لقد استعملنا البندقية كثيرا الى حد التعب. لكن لا، ان اليسار يتخلى مسبقا دائما، ولا يُبنى التفاوض على هذا النحو لأن الفلسطينيين يقولون هل من مزيد فقط. أما المتحدي من رمات أفيف ج فانه يفعل ذلك بصورة مختلفة. فهو لن يعلن مسبقا ما الذي سيتخلى عنه وهكذا سيأتينا بصفقة القرن، بسلام نصف مجاني، وتسوية بحيلة وكأن الثمن غير محدد مسبقا منذ عشرات السنين، ولا يوجد تخفيض ولا عروض مضاعفة.

يعرف لبيد ذلك، لكن لماذا لا يستمر في التضليل وفي استعمال كليشيهات الماضي التي برهنت على أنها جيدة حقبا طويلة؟ ولنتحدث عن "التنازل"؟ متى سيعرف لبيد وأشباهه آخر الامر ان ليس الحديث عن تنازل بل عن صنع عدل. فانهاء الاحتلال ليس تنازلا اسرائيليا بل هو واجب اسرائيلي، لكن إذهب وتحدث الى الجدار واذهب وتحدث الى لبيد.

مما يثير الكآبة الى حد الرعب ان نرى ان صورة سياسي جديد في اسرائيل تبدو على هذا النحو. ان لبيد يبدو مثل اسرائيل في 2012 ويُسمع مثل اسرائيل غليلي في 1970. ما الذي قاله ولم نسمعه من قبل؟ وما الذي قاله ولم يقله نتنياهو؟ ان نتنياهو بالانجليزية على الأقل يبدو أفضل. سيؤلف لبيد قائمته وحده مسلحا بحاخام مُدجن وبرئيس "شباك" مُدجن – ولتذهب الى الجحيم جميع افعال يعقوب بيري – وهذا مؤتمر تعيينات لرجل واحد يعرض مجلس حكماء شاس مثل مكان استجمام ويعرض نتنياهو في ضوء براق ديمقراطي.

سنغفر له هذا ايضا. فهو يصعد في استطلاعات الرأي كمنطاد، وعندي سؤال لمجري استطلاعات الرأي: لماذا يوجد اسرائيلي واحد، واحد، ما عدا أبناء عائلته، سيصوت له؟ وبماذا سيأتينا وهو غير موجود عندنا سوى حلاوته المبرهن عليها؟ والجواب (المحزن) معلوم مسبقا وهو ان اسرائيل تريد السخافة.