خبر عناق الأسير عمار الزبن لطفله مهند….لحظات تبكي العيون

الساعة 08:29 ص|01 نوفمبر 2012

وكالات

 ليس فيلم ولا هي قصة خيالية كتبتها الأقلام, إنما هي حقيقة يدخرها أرشيف الحكايات التي ألفتها المعاناة في سجون الاحتلال, فحكاية الأسير عمار الزبن وقدوم طفله مهند أشبه بمعجزة نسجها واقع السجون, وتلت هذه الحكاية هذا المقطع الجميل الذي وقع بذاك اليوم, وهي اللحظة الأولى التي يحتضن بها عمار طفله وسط فرحة تعم السجن وتهليل وتكبير من قبل زملاء الأسر.

"مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان", ينقل هذه الأجواء في السطور التالية:

رحلة الصباح الشاقة

لم يمر يوم 30 أكتوبر من عام 2012 مرور الكرام على الأسير عمار الزبن حيث أصبح ذكرى سجلها في ذاكرته, ليكون بمثابة مقطع جميل من حياته يتذكر كل لحظة به, فهي اللحظة الأولى التي يحتضن بها طفله الصغير "مهند" الذي ترعرع في أحشاء والدته وتفتح على الدنيا وهو بعيداً عن والده, حيث مهند هو الطفل الذي ولد بعد عملية زراعة تمت بأعجوبة حيث تم تهريب "الحيوان المنوي" من السجن ليصل إلى الأطباء ومن ثم أجريت العملية وتم الحمل وشاء الله أن يولد مهند.

تتحدث أم مهند عن رحلتها في هذا اليوم:" خرجنا منذ باكورة الصباح وكانت معي بناتي وطفلي مهند لزيارة والدهم المغيب, كل منا كان يفكر عن اللحظة الآتية, كيف ستكون ردة فعل عمار حينما يرى طفله, كان خيالنا يسرح كل دقيقة ماذا سيحدث".

" حتى خيالنا لم نهنأ عليه بسبب الاحتلال, فما أن كنت سارحة في لحظة اللقاء المنتظرة إلا وقد فوجئنا بوقوفنا على أحد الحواجز  وطلبوا مني أن أقف جانباً, وقتها شعرت أن قلبي توقف عن النبض والساعات توقف كدت أن أفقد وعيي لكني استمريت بالدعاء إلى الله وشعرت أن الله لن يخيب أملي بهذا اللقاء".

قاعة الانتظار

وبعد مرور ساعتين من تقلب المشاعر ما بين الأمل باللقاء ومشاعر القهر والترقب تخطوا الحاجز واستمرت الرحلة إلى أن وصلوا إلى سجن........حيث هو مكان الأب المغيب  وبدأ الترقب في قاعة الانتظار , لقد اقتربت لحظات العناق التي طالت 17 عاماً.

تقول أم مهند:" لمحت زوجي من بعيد لم يكن قادراً على تملك دموعه وما أن اقترب إلي إلا أن السجان وكعادته في تعكير الفرحة أوقفه دون أن يصل لاحتضان طفله, ولم يصبر أبا مهند على هذا الظلم الذي لا صلة له بالإنسانية, فسار يقول بصوت يبكي كل من سمعه" أريد ابني وإلا سيحصل ما لا يرضيكم", فاضطر السجانين أن يرضخوا لطلبه".

لحظة العناق

بدأت لحظات الاحتضان ، تحقق الخيال الذي طال وهو يسرح في مخيلة الأم والابنتين, ودخل الأب عالماً آخر ، نسيَّ فيه كل من حوله وبدأت تدفق شحنات الحب والحنان من صدر الوالد لابنه، لكن الوقت كان قصيراً حيث انتهت اللحظة المسموح به, عاد الطفل إلى أحضان والدته وانتهى المقطع الجميل.

تصف أم مهند ما حدث في تلك اللحظات:" ما أن بدأ زوجي باحتضان مهند,  صفق الأسرى فرحة واستبشاراً ، فكبروا وهللوا قائلين :" أهلا بالقنبلة" ، " أهلا بسفير الحرية "، الأمر الذي حير السجانين الموجودين, حيث سأل أحد الحراس عمار "من أين أتيت بهذا الطفل وأنت مسجون 17 عاماً", فجاوبه بكل ابتسامة " زراعة..زراعة", مشيرة إلى أنه كان يتكلم معهم  بطريقة تزدادهم غيظاً باللغة العبرية.

لم تكن الفرحة تمتلئ قلب الأسير عمار فقط, بل جمعت كل الأسرى الفرحين بفرحة أخيهم, فهذا يداعب الطفل وذاك يناغيه وآخر يقبله, وكلهم على أمل أن تأتي لحظة تضمهم بأبنائهم وتقبيلهم كما يحدث مع مهند في تلك اللحظات .

وهكذا انتهى هذا المقطع الأشبه بالفيلم أبطاله هم الأسير عمار الزبن الذي يقضي حكماً 26 مؤبد و25 عام, أمضى منهم 17 عاماً, بعيداً عن ابنتيه بشائر النصر 16 عاما ، وبيسان 14 عاما وطفله مهند الذي قدم إلى الدنيا بتاريخ 13 /8/2012 .