خبر هآرتس: « طريق مسدود في قطاع غزة »

الساعة 10:22 ص|30 أكتوبر 2012

متابعة صحف الاحتلال

تصدر صحيفة هآرتس على صفحتها الرئيسية اليوم الثلاثاء, تحليلاً  حمل عنوان"طريق مسدود في القطاع" ينم عن فشل كافة الطرق التي اتبعتها "إسرائيل" لوقف الصواريخ التي تطلق من غزة.

فأشارت هآرتس إلى ان الجيش الإسرائيلي دُفع في غزة الى طريق بلا مخرج, وبرغم جعجعة وزير الحرب ورئيس الوزراء اللذين يهددان حماس وفصائل المقاومة صباح مساء برد مؤلم اذا لم يقف إطلاق القذائف الصاروخية , مشيرةً إلى انه بالرغم من حديث رئيس هيئة الأركان عن ان "الجيش الإسرائيلي ذو قوة وهو مستعد للاستمرار في الرد والمبادرة وعلى الرد على كل تهديد في كل وقت"، فان الحقيقة المرة هي انه ليس للجيش حل في الحقيقة".

وتابعت الصحيفة الى انه ومنذ مطلع السنة فقط أُطلق من قطاع غزة نحو من ألف قذيفة صاروخية على بلدات في "إسرائيل"، من سديروت الى عسقلان وبئر السبع. ولا يكاد يمر يوم من غير ان تُسمع تحذيرات "اللون الأحمر" التي تجعل سكان الجنوب يجرون الى اماكن آمنة، ولا يملك الجيش "الإسرائيلي" جوابا.

وقالت هآرتس : من المحزن ان نقول ذلك لكن الجيش الاسرائيلي فشل في العقد الأخير في امتحان مواجهة القذائف الصاروخية لحماس والجهاد الإسلامي. ما الذي لم يُجربوه؟ الاغتيالات ومهاجمة "البنى التحتية"، وإطلاق نيران المدافع على خلايا اطلاق الصواريخ، وعملية واسعة النطاق في داخل القطاع ("الرصاص المصبوب")، وتحصين آلاف المباني بكلفة مئات الملايين (وعد رئيس وزراء الاحتلال في الاسبوع الماضي بالاستمرار في التحصين لجميع المباني هذه المرة في مدى بين 4.5 الى 7 كم عن القطاع)، ونصب منظومة دفاع لمواجهة الصواريخ,  وبرغم كل ذلك يستمر إطلاق الصواريخ.

واعتبرت الصحيفة ان رئيس الأركان بني غانتس يُكثر الإشارة في المدة الأخيرة الى انه لا يمكن الاستمرار في ذلك وانه لن يكون مفر من عملية عسكرية واسعة النطاق اخرى في داخل القطاع. وقد زعم غانتس في تشرين الثاني من العام الماضي أمام اعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ان "جولات التصعيد الأخير والإصابات بالأرواح والحياة اليومية لسكان الجنوب تفضي الى ان يحتاج الجيش الإسرائيلي الى عمل هجومي كبير في قطاع غزة؛ فلن نستطيع الاستمرار في جولة بعد جولة". وكان هذا قبل سنة كما ذكرنا آنفا. ومنذ ذلك الحين تم غير قليل من "الجولات" الاخرى وما يزال الجيش الإسرائيلي لم يدخل غزة.

وأكدت ان رئيس هيئة الأركان يُحجم ، وهو محق في ذلك كثيرا، عن أن يوصي الحكومة بنسخة اخرى من "الرصاص المصبوب". فهو يدرك جيدا ان عملية عسكرية واسعة ايضا في القطاع لن تحل مشكلة القذائف الصاروخية.

وأوضحت الصحيفة ان يبدو ان آخر شيء يريده غانتس هو ان يحتل قطاع غزة. والى ذلك ما الذي سيحدث بعد ان تخبو المعارك؟ هل يبقى الجيش الاسرائيلي في غزة وما حولها؟ من المحتمل ان لا. وبعد خروجه فان الوضع سيعود الى سابق عهده,ولا يوجد شيء من الحقيقة في ادعاء ان عملية كهذه ضرورية لردع حماس وفصائل المقاومة فقد تحطم منذ زمن الوهم الذي جهد قادة الجيش الاسرائيلي في تعزيزه وهو ان "الرصاص المصبوب" عززت الردع الإسرائيلي".

وفي نهاية التحليل اعتبرت الصحيفة انه يصعب في الحقيقة ان نطلب الى رئيس هيئة الأركان ان يوضح للحكومة ان الجيش الاسرائيلي قد فشل وانه لا يوجد حل عسكري ناجع لمشكلة القذائف الصاروخية، لكن هذا ما يجب عليه فعله".