خبر نُجر الى انفجار- يديعوت

الساعة 09:16 ص|24 أكتوبر 2012

بقلم: اليكس فيشمان

تتدهور اسرائيل الى مواجهة عسكرية مع حماس في قطاع غزة. وتُبين تجربة الماضي، ان اصابة جندي من الجيش الاسرائيلي كما حدث أمس، تجر ردا يرفع نغمة "حوار المدافع" الى أعلى. وقد قضى الجيش الاسرائيلي أمس على خلية كانت توشك ان تطلق قذائف صاروخية على اسرائيل وأفاد الفلسطينيون عن وقوع ثلاثة قتلى. بيد انه لم يعد يوجد وسيط مصري فعال يُهديء الامور، بعكس الماضي، والأكثر اثارة لخيبة الأمل ان لا أحد يريد في الحقيقة هذه المواجهة العسكرية في المرحلة الحالية.

أصبحت القيادة السياسية لحماس في غزة تعبر منذ اسابيع عن خيبة أمل وغضب عظيمين على ذراعها العسكرية غير القادرة على صد نشاط المنظمات السلفية الموجه على اسرائيل. وفي المقابل فان وضعا أمنيا مضعضعا في اسرائيل قد يؤثر في نتائج الانتخابات، وقد حدث مثل ذلك في الماضي. ومن الطبيعي ان تكون حساسية المستوى السياسي في اسرائيل وعصبيته عاليتين عشية الانتخابات.

ينحصر معظم نشاط المنظمات السلفية من غزة على الجيش الاسرائيلي في بث ألغام على الجدار واطلاق صواريخ مرتجلة أو صواريخ قسام سرقوها من مخازن الجهاد الاسلامي أو حماس وذلك الى جانب النشاط من الحدود المصرية.

توجه المنظمات السلفية التي يرتبط بعضها بالجهاد العالمي ومنظمة القاعدة النار على بلدات في اسرائيل. وتوجه حماس (في الحالات التي يستقر رأيها فيها على المشاركة في اطلاق النار) النار على أهداف عسكرية. ومنذ اللحظة التي أخرج فيها الجيش الاسرائيلي مواقع عسكرية من البلدات المدنية تنفذ حماس اطلاق نار يُعرف بأنه "سقوط في مناطق مفتوحة"، وتشير حماس بذلك بصوت جهير الى أنها لا تريد في هذه المرحلة الحالية مواجهة عسكرية مع اسرائيل.

في اسرائيل يدركون ان حماس (لاسباب لا نقبلها) غير قادرة على مواجهة السلفيين. ولهذا وبسبب عجز حماس، فان "الشباك" والجيش الاسرائيلي يجعلونهم أهدافا للتصفية المُركزة.

بيد ان لحماس نقطة ضعف قديمة جديدة وهي السكان المدنيون في قطاع غزة. يتبين انه يوجد في القطاع ايضا كثيرون غير مستعدين للاستمرار في العيش مع عدم يقين أمني. ويتابعون في اسرائيل باهتمام كبير المظاهرات العفوية التي تمت في المدة الاخيرة في القطاع على سلطات حماس بسبب الوضع الاقتصادي. ويتبين ان هذا الاحتجاج المدني يُنقل الى احتجاج على الوضع الأمني ايضا.

ان المواطنين في القطاع أقل خوفا من السلطات مما كان يُخيل إلينا. وحينما يهاجم سلاح الجو هدفا عسكريا في القطاع ترتعد جميع البيوت في محيط 500 متر عن مكان الهجوم. وبعد ان رد الجيش الاسرائيلي بالنار على اطلاق القذائف الصاروخية، طلب سكان في أحياء ما ان تُخلي حماس مواقع عسكرية فيها، فهم غير مستعدين لأن ينصبوا قذائف صاروخية عندهم في الساحة. والمواطنون غاضبون جدا على ادارة حماس. وهذه الادارة لا تستطيع ان تسمح لنفسها بتجاهلهم بسبب الربيع العربي.

توحي حماس الى اسرائيل برسائل متناقضة، فتصريحاتها المعلنة لاذعة وحماسية. لكن حماس من وراء الستار مكّنت مندوبي مكتبها التجاري من ان يلتقوا لأول مرة قائد منطقة الجنوب قبل نحو من اسبوعين للتباحث في نقل مواد بناء الى القطاع ومنه.

ان تولي الاخوان المسلمين السلطة في مصر لم يقلل تعلق غزة باسرائيل، كما توقعوا في حماس؛ ففي المدة الاخيرة فقط انشأت اسرائيل أنبوب ماء جديدا الى القطاع لمنع ازمة انسانية، وتحافظ حماس عليه حفاظها على بؤبؤ عينها. تدخل 350 شاحنة تحمل السلع في كل يوم من اسرائيل الى القطاع قياسا بـ 120 شاحنة قبل نحو من سنة، ويطلب الفلسطينيون أكثر من ذلك. فنوعية السلع من مصر لا ترضيهم ويريدون سلعا بمعايير غربية.

ان حماس التي استغلت زيارة الأمير القطري في احتفال النصر، في وضع دقيق مع "الشقيقة الكبرى" مصر، التي تُدير لها كتفا باردة في أعقاب ازدياد الارهاب في سيناء. ويخشى اسماعيل هنية إغضاب مرسي ويسير على أطراف أصابعه في علاقاته مع ايران وتركيا ايضا.

اذا حدث عنف فان المانحين من قطر سيهربون فضلا عن ان المصريين لن يساعدوا حماس. ومن اجل ذلك فان آخر شيء تحتاجه حماس اليوم هو "رصاص مصبوب" اخرى. وكل ذلك معا يفترض ان يؤدي بالطرفين الى حفاظ على تناسب في الرد في الجولة القريبة. لكن المنطق في جهة والشرق الاوسط في جهة اخرى.