خبر العنصرية والديمقراطية في اسرائيل.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:29 ص|23 أكتوبر 2012

بقلم: ايزي لبلار

(المضمون: يجب على الادارة الاسرائيلية سن قوانين لمحاربة العنصرية والكراهية والتآمر تشمل أطياف المجتمع جميعا من اليهود والعرب معا - المصدر).

شهدنا في السنة الاخيرة عددا من الأحداث العنصرية، وضيق الأفق وجرائم الكراهية في دولتنا. وفي خلال السنة حدثت سلسلة وقائع "التسعير" كان آخرها هذا الاسبوع – نفذتها في ظاهر الامر مجموعات متفرقة من مستوطنين شباب مصابين بالجنون، بسبب الكراهية المنبعثة من العرب المحيطين بهم مع جروح الانفصال عن غزة. وكذلك وقعت عدة حوادث عنيفة على عرب اسرائيليين بلغت ذروتها بهجوم وحشي على اربعة عرب في اسرائيل، ونسمع للأسف صيحات معيبة تقول "الموت للعرب" على ألسنة مشجعين زعران في ألعاب كرة قدم.

ونسأل كيف يمكن ان تحدث هذه الأحداث في وطن الشعب اليهودي الذي عانى ألفي سنة اضطهاد وإذلال في اماكن الشتات. ومن المؤسف جدا انه يمكن ان نتعرف على صعود تيارات بين الجيل الشاب من الاسرائيليين ذكرى المحرقة المتلاشية عندهم تُضعف حساسيتهم لهذه الموضوعات، بالنسبة لآبائهم وأجدادهم. وأهم من ذلك ان الدعوات الآثمة التي لا تنقطع الى إبادتنا والتي تُسمع على ألسنة أعدائنا، مع العمليات الانتحارية واطلاق الصواريخ ومعاداة السامية العنيفة، قد أفضت جميعها الى أمواج نفور وغضب توجه على العرب. وقد قويت الآراء المسبقة ايضا على أيدي ساسة عرب اسرائيليين تعاونوا وعطفوا بصورة ظاهرة على اولئك الذين يريدون قتلنا وإنهاء السيادة اليهودية في المنطقة.

وقد زاد الوضع سوءا على أيدي فريق من حاخامينا الذين هم أقل تنورا والذين يميلون الى شغل أنفسهم بالغوغائية وحصر العناية بصورة مفرطة في مصطلح "عمليق" – وهو عدونا التاناخي القاتل الاول – بدل ان يشغلوا أنفسهم بالأسس الانسانية لليهودية الحاخامية.

لكن برغم ما قلناه فانه يجب علينا ان نفخر بأن مجتمعنا هو مجتمع متعدد الأعراق حقيقي، تمتد ألوانه بين الآتين من اثيوبيا والآتين من الاتحاد السوفييتي السابق – والذين صيغوا معا ليصبحوا أمة يهودية واحدة. هذا الى كون خُمس مواطني الدولة عربا يتمتعون برغم السلوك الفاضح لبعض ممثليهم المتطرفين بجميع امتيازات المجتمع الديمقراطي في اسرائيل. ان زيارة قصيرة لمستشفى أو لمجمع تجاري تعطي مثالا على مستوى التعايش العالي الذي يسود الدولة.

ان الزعران العنصريين الذين ضربوا العرب في القدس في الشهر الماضي يمثلون أدنى مستويات المجتمع، ويبدو أنهم ضحايا ثقافة المخدرات. ويأتي اولئك المشاركون في جنايات "شارة ثمن" من الحواشي المتطرفة، ويُجسد غربتهم عن حركة الاستيطان الواسعة هجماتهم التي لا تقل فضحا على ممتلكات الجيش الاسرائيلي الذي يحميهم ومعداته.

في كل دولة نسبة ما من الضالين والزعران والعنصريين. وان اختبار المكانة الاخلاقية لمجتمع ما هو مقدار تنديد قيادته وجماعته الواسعة بهذه الاعمال الفظيعة ورفضهما ان تتنحيا جانبا مكتوفي الأيدي زمن وقوعها. وموقفنا في هذا السياق واضح كالشمس، فبرغم كوننا دولة واقعة في حصار، ندد كل زعيم سياسي اسرائيلي مركزي بجرائم الكراهية هذه لأنها ليست اخلاقية ولأنها سافلة.

اذا قبلنا زعما يقول ان سلوك الجهات المتطرفة يعني أننا نسلك سلوكا بغيضا كسلوك جيراننا فاننا نُشهر بأنفسنا على نحو لا مسؤولية فيه. اجل توجد أعشاب ضارة تمتدح اعمال القتل التي نفذها باروخ غولدشتاين لكنهم يحظون بانتقاد شديد من الشعب عامة. ولسنا نُتم مراسم دولة تُثني على القتلة ولا نسمي ميادين ومدارس ونوادي رياضية بأسمائهم.

علينا ان نضمن ان ترسخ المدارس العوامل في التراث والتاريخ اليهوديين التي تسبب لنا النفور من كل صورة من صور العنصرية وضيق الأفق. وينبغي ان نؤكد تراثنا الانساني أمام أبنائنا في اثناء تربيتهم على احترام البشر جميعا الذين خُلقوا على صورة الله.

ويجب سن قوانين جديدة تضاعف العقوبة على كل جرائم الكراهية. ومن اجل ذلك يجب على الحكومة ان تخط خطوطا حمراء تواجه استغلال حرية التعبير في اثارة العنصرية والكراهية والتآمر – وهي خطوط تشمل اليساريين المتطرفين الذين يستحثون الكراهية بتشهيرهم بالجيش الاسرائيلي لأنه نفذ جرائم حرب، واولئك العرب الاسرائيليين الذين يشتغلون بالخيانة في الوقت الذي يتبنون فيه ويستحثون علنا من يطلبون قتلنا وتخريب دولتنا، وناس اليمين المتطرف.

حينما تُعرض قوانين عقوبات صارمة، فان ذلك سيعزز ديمقراطيتنا ولن ينتقصها. وسينشأ نتيجة ذلك مجتمع اسرائيلي سليم وأكثر تسامحا.