خبر أهلاً بالأمير ...بقلم: د. إياد السراج

الساعة 02:08 ص|23 أكتوبر 2012

حضر إلى غزة قبل أيام صديق أمريكي عملت معه على توفير التمويل اللازم لإعادة بناء المدرسة الأمريكية التي دمرتها بالكامل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وأفادنا الصديق الأمريكي بأنه نجح في الحصول على مليوني دولار لهذا الغرض ولكن إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني في رام الله قرر عدم قبول هذه المنحة وردها لأن غزة لا تستحق والأفضل تحويل الأموال إلى مشاريع أخرى في رام الله أو غيرها.
 
وقد وصف الصديق الأمريكي مشاعر أحد الموظفين الكبار في الصندوق ويتقاضى راتبا بمئات الألوف من الدولارات وكيف يصف غزة وأهلها بكلمات نابية لا تصلح للنشر.  ان هذا يدعوني الى التساؤل عن هذا الصندوق الذي يتبع مباشرة  ابو مازن والذي يعمل رئيسه مستشارا للرئيس.  هل اصبح هذا الصندوق ومن يسيطر عليه  جزء من مخطط الحصار على غزة مع إسرائيل ونظام حسني مبارك الغير مأسوف عليه وهو مخطط جهنمي ولا إنساني وصل إلى حد منع الأدوية عن أهل غزة ؟ حتى تفضلت إسرائيل تحت ضغط المحترمين من أهلها ومن العالم لتخفيف الحصار ولم تكن السلطة الفلسطينية ذاتها تطالب بفك الحصار بل هنا ما يوحي بأنها تساهم وتطالب التشدد فيه، وقد رأينا كيف أن أبو مازن وصف سفن الحرية لكسر الحصار بأنها كلام فاضي، ورأيناه أخيراً يغضب من الرئيس مرسي وحكومة مصر لأنهم استقبلوا رئيس الوزراء هنية ووعدوه بالمساهمة في فك الحصار عن غزة .


 وحجة أبو مازن هي أنه يمثل الشرعية وهو امر متروك لحركة فتح والشعب الفلسطيني لتقريره  ولكن ألم يكن من الأجدر به أن يكون مطالباً بفك الحصار والإفراج عن النواب المعتقلين والاعتراف قبل كل شيء بدوره في الانقسام حين سمح بالمؤامرة على الديمقراطية في فلسطين.


 واليوم يجيء إلى غزة أول زعيم ورئيس دولة عربي..امتلك من الشجاعة ما لم يمتلكه أي زعيم آخر باستقلال قراره وزيارة غزة، ثم يأتي هذا الرجل ليضع أموالاً لإعمار غزة ونهضتها بعد طول دمار وهو ما لم يجرؤ عليه زعيم عربي حتى الذين يدعون بشرعية تمثيل شعوبهم.
 
نعم قطر قصة أخرى بل قصص كثيرة ولكنها دولة نفتخر بها وبقيادتها ، وقد أظهرت العرب في قالب جديد بإصدار الجزيرة الإنجليزية التي أصبحت مصدراً أساسياً للإعلام العالمي والجزيرة العربية التي كانت أول منبر لحرية الرأي في تاريخ العرب الحديث وترعى قطر مشاريعاً تنمويه في كل أنحاء العالم العربي واستطاعت بجدارة أن تحسم حقها في الأولمبياد الذي تنافست عليه مع أمريكا ذاتها  وقامت بنهضة خرافية في قطر.

 ولقطر سياسة خارجية وسياسة داخلية وهذا حقها وحين تلعب قطر من أجل السلام في الشرق الأوسط فذلك عمل نبيل، وحين استضافت القائد مشعل وأبو مازن للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة كانت تعمل من أجل المصالحة التي لم تتم لأن أبو مازن لم يشكل الحكومة التي كانت أول بنود الاتفاق و لان حماس اختلفت فيما بينها  وها هو الأمير وزوجته يأتون إلى غزة بجرأة لتطبيق الكلام بالفعل، فنحن يجب أن نفرق بين الشعارات وأبيات الشعر في الوحدة  والديمقراطية والمصالحة ونحن نعلم أن بعض أصحابها يعملون عكسها لأسبابهم الشخصية.
 
فهنيئاً لنا برجل يترجم أقواله إلى أفعال ويتحدى الحصار ومحور الشر الذي يقف وراءه، نرحب به وهو يغامر بسلامته ويأتي بأمواله من أجلنا ومن أجل بلدنا. كنت اتمنى أن يكون أبو مازن و خالد مشعل معه ليعلنوا حكومة الوحدة ، ولكن ذلك يحتاج الى شجاعة الأمير حمد.
 
نقول للضيف العزيز أهلاً بالأمير.