خبر مع شيء من المساعدة من العرب- هآرتس

الساعة 10:30 ص|22 أكتوبر 2012

 

بقلم: عكيفا الدار

شاركت قبل نحو من شهر في واحدة من دورات التعليم الكثيرة عن الربيع العربي التي تتم في أنحاء العالم. وقد برز بين المتحدثين لواء متقاعد في الجيش السعودي يرأس معهد أبحاث في جدة. وامتدح الجنرال كثيرا مبادرة السلام العربية التي صدرت قبل أكثر من عقد عن عبد الله ملك السعودية. وأوضح كيف يمكن ان تسهم المبادرة في إقرار اوضاع الشرق الاوسط ونمائه، وتساءل لماذا يتجاهل الاسرائيليون اقتراحا يشتمل على اعتراف بسيادة دولتهم في حدود 1967 وعلى علاقات تطبيع بالعالم الاسلامي كله.

عرضت عليه ان ينشر فحوى محاضرته في مقالة في صحيفة "هآرتس" واستجاب لذلك راغبا. وتبادلنا بطاقات زيارة وأنهينا بمصافحة أمام أنظار المشاركين وعدسة تصوير المنظمين. وما زلت الى اليوم أنتظر المقالة. وقد مرت بي تجربة شعورية مشابهة قبل أكثر من ثلاث سنوات حينما طلبت اجراء لقاء صحفي مع ولي عهد البحرين الشيخ سلمان ابن حمد آل خليفة. وكان ذلك على أثر مقالة نشرها في "واشنطن بوست" عنوانها "على العرب ان يُحادثوا الاسرائيليين"، وبخ فيها القيادة العربية لأنها لا تُجهد نفسها في عرض مبادرة السلام على الاسرائيليين واقناعهم بأنه ليس كل مسلم يريد الالقاء بهم في البحر. "علينا للتوصل الى السلام ان نفعل أكثر"، كتب. وقد رُفض طلبي ان أزور البحرين لأسمع منه ما يقول.

أجل يجب على قادة السعودية ودول الخليج ومصر والاردن ايضا ان يفعلوا أكثر، والآن، للتوصل الى السلام. قبل انتخابات الكنيست التاسعة عشرة. وعلى القادة العرب ان يقولوا للناخب الاسرائيلي بصوت جهير صاف ان ائتلاف سلام اسرائيليا سيكون شريكا مرغوبا فيه في ائتلاف سلام اقليمي.

وعليهم ايضا ان يساعدوا في حملة دعائية تشجع مواطني الدولة العرب على ان يتوجهوا جموعا الى صناديق الاقتراع ويصوتوا تأييدا لاحزاب تعلن تأييدها للتفاوض على أساس مبادرة السلام العربية (لا يشمل ذلك "يش عتيد" ليئير لبيد، الذي عشق مستوطنة اريئيل). ان نسبة تصويت تماثل نسبة تصويت الوسط اليهودي قد تسهم في منح كتلة المركز – اليسار ثلاثة نواب أو اربعة وتحسم الانتخابات. فهل هناك ما هو مرفوض في دعاية ترمي الى حث مواطني اسرائيل العرب على المشاركة في انتخابات كنيست اسرائيل وتشجيعهم على تأييد احزاب السلام؟.

ان التدخل الاجنبي في الانتخابات أمر مقبول عندنا. فقد أجهد المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة ميت رومني في زيارة القدس لتُلتقط له صورة الى جانب بنيامين نتنياهو وليتملق الناخب اليهودي في بلده. ورد المرشح الديمقراطي براك اوباما بمكافأة مالية لشراء معدات لـ "القبة الحديدية". وقد فعل نتنياهو زيادة على صراخه "صوتوا لرومني" كل شيء كي يقف من وراء خصم الرئيس الحالي. وعادل وزير الدفاع اهود باراك الحساب باظهار المناصرة لاوباما.

ولا يدخر صاحب المليارات الامريكي شلدون إدلسون شيئا من ماله ليضمن ان يبقى بيبي في ديوان رئيس الوزراء. في الانتخابات القريبة وكما كان الحال في السنين الاخيرة، منذ انشأ إدلسون صحيفة "اسرائيل اليوم" سيتمتع اليمين بمساعدة جهة خارجية لا نظير لها في سخائها. ولأول مرة سيوزع في كل يوم على مئات آلاف الناخبين الاسرائيليين صحيفة تؤيد نتنياهو بصورة سافرة (من المؤسف جدا ان ليس لليسار الاسرائيلي أرباب مال مستعدون لانفاق مالهم وتأثيرهم لنشر رسالته).

هل يجوز لمواطن اجنبي يُعرض الديمقراطية الاسرائيلية للخطر وهو مستعد لتعريض اسرائيل لخطر حرب اقليمية، هل يجوز له التدخل في الانتخابات، ولا يجوز لزعيم عربي يؤيد حل الدولتين ويعرض على اسرائيل سلاما اقليميا، أن يتدخل؟ هل نتائج الانتخابات في اسرائيل أشد صلة بمواطني نيويورك من صلتها بسكان الرياض؟.

في المؤتمر، وبعد ان أنهى اللواء المتقاعد من جدة كلامه على المبادرة العربية، همس في أذني محاضر اسرائيلي في العلاقات الدولية أن واحدا من طلابه – طلاب اللقب الثاني – لم يعرف عنها شيئا ولا نصف شيء. يجدر ان يُحدث شخص ما اللواء من جدة بهذا الشيء.