خبر خبراء: زيارة أمير قطر لغزة «شو سياسى»

الساعة 08:29 ص|22 أكتوبر 2012

وكالات

انتقد خبراء استراتيجيون وسياسيون التوقيت الذى أعلن فيه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى وزوجته الشيخة موزة، زيارة قطاع غزة المقررة اليوم الاثنين، التى تُعد أول زيارة لحاكم عربى للقطاع، منذ سيطرة حماس عليه عام 2007، ووصفوا الزيارة بأنها «شو سياسى وتكريس لانفصال غزة عن فلسطين، وفى إطار صراع الأدوار على إدارة الملف الفلسطينى، بينما رحبت جماعة الإخوان المسلمين بالزيارة.

وكشف الدكتور محمد مجاهد الزيات‏ رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، عن أن الفترة الماضية شهدت نقاشات مصرية بضرورة مشاركة السلطة الفلسطينية فى زيارة أمير قطر وقرينته لغزة، حتى لا تصبح تكريساً لمبدأ انفصال القطاع عن باقى الدولة الفلسطينية، وحذر من أن الزيارة تتناسى الدورى المصرى فى إمداد القطاع بكل ما يحتاجه سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة.

ورأى أن موافقة السلطات المصرية وحماس على نقل مواد البناء اللازمة لتعمير القطاع من خلال معبر رفح هو «تكريس للانفصال»، لأن ذلك يمهد لأن تتحمل مصر مسئولية إدارة غزة بالكامل وهو ما تريده إسرائيل ليكون لدينا حل الثلاث دول «فلسطين ودولة القطاع وإسرائيل»، وأشار إلى أن معبر رفح خاص بعبور الأفراد فى ظل وجود عدد من المعابر الأخرى التى تسيطر عليها إسرائيل وهى الخاصة بنقل مواد البناء.

ووصف الزيات العلاقة بين مصر وقطر فى هذه المرحلة بعد صعود الإسلاميين للحكم بـ«الرطبة»، وقال، إن الدوحة تحاول الاستفادة من صعود التيار الإسلامي لكى تمارس دوراً أكبر فى المنطقة، وشدد على أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها وأجهزتها لن تقبل بأن يمارس التيار الإسلامى أى مصالح على حسابها.

وأضاف أن قطر تحاول منذ سنوات أن تكون المحرك الرئيسى للملف الفلسطينى وسبقتها إيران وسوريا لهذه المحاولة، وحذر من إبعاد مصر عن ملف المصالحة الفلسطينية، واعتبر أن زيارة أمير قطر فى هذا التوقيت تتسق مع المحاولات القطرية لكى تصبح «عضواً فاعلاً» فى الملفات الدولية.

ووصف الدكتور طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط زيارة أمير قطر بأنها «شو سياسى أكبر منه اقتصادياً»، وأشار إلى أن مطلب الدوحة بفك الحصار عن غزة من خلال الرسالة التى سيوجهها للعالم هو «ادعاء غير صحيح»، خصوصاً بعد اعتراض القوات الإسرائيلية لسفينة كسر الحصار عن غزة وسحبها إلى ميناء أشدود أمس الأول.

وقال إن مصر ترحب بالزيارة من خلال المفاوضات التى مرت بها خلال الأيام الماضية والتنسيق لدخول الوفد القطرى الكبير من خلال معبر رفح، وكذلك إسرائيل تتعامل مع الموضوع بكل اهتمام نظراً للعلاقات الإسرائيلية القطرية التى لا تزال عليها علامات استفهام كبيرة.

وأضاف فهمى أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية اعترض على الزيارة بشكل كبير، وعبّر عن هذا أكثر من مرة، ولذلك وجهت له قطر الدعوة لزيارة قطاع غزة بصحبة الأمير لكنه رفض حتى لا يقال إنه فشل فى زيارة القطاع فى وقت سابق ونجح بوساطة قطرية.

وأكد أن الملف الفلسطينى يتعرض «لصراع الأدوار» بين مصر وقطر وإيران، وشدد على أن القاهرة تتمسك بأن تتحمل إسرائيل مسئوليتها تجاه غزة الذى تصفه بـ«قطاع جهنم»، وتحاول إلقاء مسئوليته على مصر، لكنها أدركت «الفخ» ورفضت مشروع المنطقة التجارية لأنها ستوقع مع حماس بما يعنى تكريس الانفصال والاعتراف بشرعية الاحتلال.

وقال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى، إن مصر ليست مسئولة عن تأمين أى رئيس دولة أخرى خارج حدودها، ومن ثم فإن الحديث عن تأمين زيارة أمير قطر وزوجته لغزة «كلام فارغ».

وأضاف أن زيارة أمير قطر لغزة فى هذا التوقيت بالذات غير مفهومة وغامضة، خصوصاً فى الوقت الذى تسعى فيه الجهود المصرية لرأب الصدع بين حكومة القطاع والرئيس الفلسطينى، ومن الممكن أن تعرقل مفاوضات المصالحة الفلسطينية.

وأوضح الخبير الأمنى أن السياسة القطرية عليها كثير من علامات الاستفهام خلال الفترة الماضية، خصوصاً فى تعاملاتها مع الكيان الإسرائيلى، قائلاً: «إذا كانت الدوحة تريد إعادة إعمار غزة فعليها مدها بالمواد الأساسية لذلك، وليس أن يزور أميرها القطاع بشكل مفاجئ ودون ترتيب مسبق».

فى المقابل، قال الدكتور جمال حشمت القيادي بحزب الحرية والعدالة، إن زيارة أمير قطر تهدف لإخراج القطاع من عزلته التى فرضتها عليه قوات الاحتلال، وأشار إلى أن أمير قطر هو الرئيس العربى الوحيد الذى زار القطاع في ظل الحصار، واستبعد ترسيخ الزيارة لفكرة انفصال القطاع عن فلسطين قائلاً: «إن حكومة غزة أصبحت أمراً واقعاً والتعامل معها لا يعنى الانفصال عن فلسطين بل هي جزء محرر من فلسطين».