خبر الرفاعي: علينا أن لا ننجر إلى أي صراع يبعدنا عن قضيتنا المركزية

الساعة 10:09 ص|17 أكتوبر 2012
شدد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي، في حديث صحفي مع جريدة اللواء اللبنانية، نشرته صباح اليوم، على أن «الأحداث التي تجري في سوريا تدمي القلب، ونحن نتمنى خروج سوريا من أزمتها ومحنتها قريباً جدا، ومن مصلحتنا، كشعب فلسطيني، أن تنتهي الأزمة في سوريا في أقرب وقت ممكن، بما يحفظ سوريا وشعبها ووحدة أراضيها، وأن تبقى في طليعة الدول الداعمة والمساندة للمقاومة، وبما يحفظ كرامة الشعب السوري وحريته، وليس من مصلحة شعبنا الانجرار إلى أية صراعات تحرفه عن الصراع الأساسي مع العدو الصهيوني، لأن من شأن أي انحراف أن يأتي على حساب قضيتنا ومقدساتنا، وعلى حساب حق شعبنا في المقاومة وفي عودة اللاجئين إلى بيوتهم وأرضهم وممتلكاتهم، بما لا يخدم إلا العدو الصهيوني، الذي يستهدف المقدسات، ويهدد بتدمير المسجد الأقصى، ويصعّد وتيرة الاستيطان، ويضيّق على أهلنا في الداخل، ويستمر في حصار قطاع غزة.  قضيتنا هي فلسطين، وصراعنا هو مع العدو الصهيوني، وعلينا أن لا ننجر إلى أي صراع يبعدنا عن قضيتنا المركزية والأساس فوق أرض فلسطين».
وأضاف: "لقد جرت في الآونة الأخيرة عدة محاولات لتوريط شعبنا في مخيمات لبنان في الأحداث الجارية في سوريا، ولعبت بعض الصحف ووسائل الإعلام على خط توريط شعبنا في لبنان في تلك الأحداث، إلا أنه يُمكن القول أن أهلنا في المخيمات ظلوا متيقظين من الانجرار والوقوع في مثل هذا الفخ، لأنه بات واضحاً لدى شعبنا أن وراء هذه المحاولات مخططات، هدفها توريط المخيمات في صراعات جانبية، بهدف تصفية قضية اللاجئين، فأي توريط للمخيمات، في لبنان أو في غيره، في الأزمات والصراعات الداخلية لأي بلد عربي، يكون هدفه توريط شعبنا في مخططات مشبوهة، لا تخدم القضية الفلسطينية ولا تخدم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، بل وتمهيد الأرضية لضرب المخيمات والاستعداء عليها بطريقة أو بأخرى."
وناشد الرفاعي" أهلنا وشعبنا في المخيمات، ضرورة التنبه واليقظة من كل محاولات جرنا الى الفتن، تحت أي عنوان كان، وتفويت الفرصة على المتربصين بأهلنا وقضيتنا، أياً كان بريق الشعارات التي يتم رفعها، ون أجل ذلك، وحفاظاً على شعبنا في وجه كل المؤامرات التي تستهدفه، فإننا نرى وجوب وضرورة تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة، تأخذ على عاتقها تحمل مسؤولية أمن المخيمات، وحماية أهلنا، ومواجهة كل المخططات التي تستهدف قضيتهم ومستقبلهم وحقوقهم."
وأشار الرفاعي إلى "أننا نعمل منذ مدة طويلة على بلورة رؤية موحدة تجمع الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان، على اختلاف توجهاتها، في إطار مرجعية فلسطينية سياسية موحدة، تأخذ على عاتقها مهمة معالجة الأزمات الكثيرة التي يعاني منها أهلنا في لبنان. ونحن نرى في تشكيل المرجعية حاجة ملحة لشعبنا في لبنان. فشعبنا الذي يُعاني من الإهمال والحرمان والتنكر لحقوقه كافة، لا يستطيع تحصيل حقوقه بدون وجود مرجعية موحدة، تُمارس واجبها في الضغط على وكالة «الأونروا»، والحوار مع الحكومة اللبنانية، لتحقيق هذه الحقوق. إن موقفاً فلسطينياً موحداً، مؤطراً في مرجعية موحدة، من شأنه تقوية موقف شعبنا في المطالبة بحقوقه كافة، ووضع خطة تمكنه من تحقيق أهدافه في إقرار حقوقه، وتخفيف المعاناة التي يعيشها بسبب الإهمال المتواصل من قبل وكالة «الأونروا»، في ظل سياسات غربية تمارس التقليص المستمر في الخدمات المفروض تقديمها للاجئين، والتي أنشئت الوكالة لأجلها، وفي ظل سعي أميركي – صهيوني لتصفية «الأونروا»، وشطب حق العودة، وتصفية قضية اللاجئين".

وختم الرفاعي بالقول: إن "بعض الأطراف الفلسطينية، ولمصالح خاصة وضيقة، تعمد على عرقلة تشكيل مثل هذه المرجعية، خدمة لأهداف سياسية حزبية ضيقة، أو لمصالح شخصية، وبحجج وذرائع غير مقنعة. هذه العرقلة تأتي على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني في العيش بكرامة والحصول على خدمات التعليم والطبابة والاستشفاء، وعلى حساب حقوقه في العمل والتملك والإرث والسكن، بما يبقي المخيمات مفتوحة أمام الاختراقات والاستهداف الأمنية، ومحاولات توريطها في صراعات جانبية، على أسس مذهبية أو طائفية أو عرقية. وعلى الطرف الفلسطيني المعرقل أن يتحمل مسؤولياته كاملة أمام أهلنا وشعبنا في المخيمات، لأنه – بموقفه هذا – يزيد من عمر معاناة شعبنا، ومن تراكم أزماته الحياتية والمعيشية."