خبر العالم في مواجهة رومنياهو - هآرتس

الساعة 01:46 م|16 أكتوبر 2012

ترجــمة خـاصة

العالم في مواجهة رومنياهو - هآرتس

بقلم: أدار بريمور

(المضمون: برغم ان العالم خاب أمله في براك اوباما فانه ما زال يفضله على رومني حليف نتنياهو كما بين استطلاع للرأي - المصدر).

من هو الفوضوي هنا؛ ومن هو المسؤول عن الفوضى العالمية وما هو اعتقاد العالم المضطرب في ذلك؟.

في 2008 هاجم براك اوباما تصور جورج بوش الذي قسم العالم الى أخيار وأشرار، والى محور شر وأبناء النور، و"من هو معنا" و"من هو ضدنا". وقد وعد اوباما بانهاء المواجهات الشديدة حول محاربة الارهاب، والتآمر على مباديء التعاون العام، والاستخفاف بالامم المتحدة والمؤسسات الدولية ومحاولة قِسمة اوروبا بسبب حرب العراق، والاختلافات حول مكافحة ارتفاع درجة الحرارة الكونية. والتزم ان يُدخل نظاما في الفوضى التي أحدثها راعي البقر من تكساس، وان يعيد بناء مكانة الولايات المتحدة، وان ينشيء عالما متصالحا وأفضل.

قلب ميت رومني في 2012 الامور رأسا على عقب: فقد وعد اوباما بأشياء ساحرة وبعدم اختلافات وبأمريكا المقدرة المحبوبة وزادت سياسته الكراهية والتهديدات الموجهة إلينا وعززت الاسلاميين. ووعد بالنظام لكن العالم أصبح مضطربا وظلاما فوق الماء.

ان رومني هو الذي يعد الآن بصنع النظام وباعادة مجد القوة الامريكية الى سابق عهده، وبأن يصوغ التاريخ مرة اخرى بهدي من ذلك و"ضمان السلام بالقوة" ووضع حد لعصر امريكا الضعيفة المنساقة "التي تقود من الخلف"، امريكا التي رفعت شعارا أجوف – "الأمل" – وجعلته استراتيجية فاشلة.

ان المواجهة الكلامية التي ستتم اليوم بين مرشحي الرئاسة وتتناول السياسة الخارجية قد تحدد الفروق بينهما. لكن التصريحات التي بثها رومني في حملته الانتخابية، والبرنامج الحزبي الذي عرضه في فيرجينيا وكتابه "لا صفح" تُمكّن من ان نعرض أساس نظريته وهي ان ثلاثة عوامل تهدد القوة الامريكية (والعالم كله بسبب ذلك): الروسي والصيني والاسلامي.

روسيا – هي العدو الجغرافية السياسية الاولى للولايات المتحدة.والرئيس الاستعماري يتحفظ من سياسة البدء من جديد لاوباما ويلويها مرة بعد اخرى – كما حدث في الساحة السورية وحينما أحبط خطة نصب منظومة حماية من الصواريخ في اوروبا.

الصين – يحكمها زعران يخالفون قوانين التجارة الحرة، ولصوص تكنولوجيا وحقوق ملكية امريكية. وينبغي اعلان أنها "محتالة مالية" وان تُستعمل عليها سياسة تجارة عنيفة.

العامل الاسلامي هو الأشد تعقيدا – فقد أفضت السلبية والضعف في ليبيا الى هجوم على السفارة الامريكية؛ وفي سوريا – تُركت المعارضة لرحمة طائرات الاسد ودباباته؛ وينبغي رسم خط احمر لايران تعبر عنه القدرة على انتاج قنبلة ذرية لا الحصول عليها فقط؛ وينبغي تشديد العقوبات حتى بالالتفاف على مجلس الامن، والايماء الى أن استعمال القوة اختيار حقيقي؛ وينبغي تقليل المساعدة للفلسطينيين اذا حاولوا تكرار حيلة الاعتراف بهم في الامم المتحدة أو اذا ضموا حماس الى حكومة وحدة. وفي مقابلة ذلك ينبغي تخليص اسرائيل بسرعة من تحت اطارات الحافلة – حيث طرحها اوباما هناك – وان تُمنح دعما كاملا حيثما اتجهت.

على حسب أحد التقديرات اليوم لا توجد فروق جوهرية بين المرشحين في الشؤون الخارجية سوى النغمة والاسلوب. فقد استطاع رومني ان يتراجع عن بعض آرائه المتشددة التي عرضناها هنا. فمستشاراه الواقعيان، روبرت زليك وكوندوليزا رايس يعيدانه الى ارض الواقع، كما زُعم. وماذا عن العالم؟ انه يرفض هذا التقدير. وهو في الحقيقة بعيد عن "اوبمانيا" 2008، فان استطلاعا للرأي عن معهد "بي.إي.دبليو" في عشرين دولة مختارة يُبين ان تأييد سياسة اوباما الدولية انخفض منذ 2009 بـ 15 في المائة في اوروبا، و19 في المائة في العالم الاسلامي و18 في المائة في روسيا و30 في المائة في الصين. بيد ان رومني لا يستطيع الابتهاج لأن الجمهور في أكثر الدول المستطلعة ما يزال يأمل بولاية ثانية لاوباما. والصحوة عنه تقوم على مجالات سياسة أصبح يُرى انه تبنى فيها أجندة الجمهوريين. وان علاج الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الفاشل ذو دور كبير هنا. وبعبارة اخرى فان العالم ما زال يفضل اوباما على رومنياهو، برغم مساوئه.