خبر لم تعد أغلبية يهودية- هآرتس

الساعة 01:12 م|16 أكتوبر 2012

ترجــمة خـاصة

لم تعد أغلبية يهودية- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: حكومة اسرائيل تعترف رسميا بان اليهود باتوا أقلية في الاراضي الاقليمية بين البحر والنهر مما سيعزز الاصوات في اوروبا والولايات المتحدة ضد السيطرة على الفلسطينيين ومع التأييد لدولة مستقلة لهم - المصدر).

بين سطور خبر اقتصادي جاف نشرته "ذي ماركر" أول أمس يختبىء بيان – اعتراف رسمي هام لا مثيل له: حكومة اسرائيل تؤكد، أن بين البحر والنهر لم تعد أغلبية يهودية. بتعبير آخر، في الارض الاقليمية التي تفرض إمرة اسرائيل عليها، يوجد واقع من الابرتهايد. أقلية يهودية تسيطر على أغلبية عربية.

في خبر هيلا رايز يرد أن سلطة الضرائب تحاول اقرار تعديل على القانون يستهدف تحديث مستوى الاستحقاق لامتياز ضريبي غايته تشجيع التصدير. وحسب قانون التشجيع الذي أقر في 2005، فان المصنع يستحق الامتياز الضريبي اذا ما نبع 25 في المائة على الاقل من مداخيله من المبيعات في السنة الضريبية من البيع في سوق لا يقل عدده عن 12 مليون نسمة. مذكرة التعديل للقانون التي رفعتها المالية تبشر بانه في 2011 تجاوز عدد السكان في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية مستوى الـ 12 مليون نسمة – الامر الذي يسمح أيضا لارباب الصناعة الذين يسوقون لهؤلاء المستهلكين التمتع بالامتياز الضريبي. والموظفون النشطاء في سلطة الضرائب معنيون برفع المستوى الذي يسمح بالاستحقاق للامتياز بمليوني نسمة كي لا يتعين عليهم ان يمنحوا امتيازات للمصدرين الذين يبيعون في اسرائيل وفي المناطق.

حسب مكتب الاحصاء المركزي (التابع لديوان رئيس الوزراء)، فانه من أصل 12 مليون نسمة يعيشون تحت سقف الحكم الاسرائيلي، يصل عدد اليهود الى أقل بقليل من 5.9 مليون (بيان مكتب الاحصاء المركزي عن عدد اليهود في اسرائيل في 25/4/2012). 12 مليون ناقص 5.9 مليون يهودي يساوي 6.1 مليون غير يهود. وبتعبير آخر، فانه بين البحر والنهر توجد دولة يهودية بما يكفي حسب قوانينها وزعمائها، ولكن يوجد واقع ليس ديمقراطيا بالقدر الكافي.

وحسب مصادر أجنبية، فقد تحول اليهود الى أقلية في اراضي بلاد اسرائيل الكاملة منذ قبل بضعة سنوات. من الان فصاعدا، هذا معطى رسمي. وسيكون هناك بالتأكيد من يدعي بان الـ 12 مليون يتضمنون سكان قطاع غزة، التي أخلتها اسرائيل، وانه كان ينبغي لي أن اقتطع 1.5 مليون نسمة من عدد السكان غير اليهود. ولكن الـ 12 مليون، يتضمنون بالاحرى سكان القطاع، هو المعطى الرسمي الذي يظهر على ورقة وزارة المالية. فاذا كان هؤلاء السكان "لا يحتسبون" في موضوع الميزان الديمغرافي، فلتتفضل المالية وتقتطع ذلك أيضا من المستوى للحصول على الامتيازات الضريبية ومن ميزان مداخيلها.

تعبير "ابرتهايد" يلعب دور النجم في تقرير كتبته مجلة "فورين بوليسي جورنال"، عن "تقرير سري جديد" وضعته ليس أقل من 16 وكالة استخبارات أمريكية. فرنكلين لامب هو الذي بلغ من بيروت "فورين بوليسي جورنال" عن "التقرير السري"، الذي بادعائه يشبه اسرائيل بنظام الابرتهايد في جنوب افريقيا. وعلى حد قوله، تحذر الوثيقة من أن الربيع العربي واليقظة الاسلامية سيشجعان 1.2 مليار مسلم على الكفاح ضد ما يسمى عندهم "الاحتلال الاوروبي غير الاخلاقي لفلسطين". كما يدعي لامب بان التقرير يتهم اسرائيل بالتدخل في الشؤون الداخلية الامريكية من خلال 60 منظمة ونحو 7.500 موظف حكومة. ويوصي التقرير، على حد قوله، الولايات المتحدة ان تدع اسرائيل لحالها، وذلك لان وجودها يخرب على المصلحة الامريكية في التقرب من العالم العربي والشعب الايراني.

بحث سريع في غوغل يظهر تفاصيل مثيرة للاهتمام عن لامب؛ يمكن للمرء أن يجد هناك صورته في وضعية ودية مع المخرب الكبير سمير قنطار. في بروفيله قيل انه عضو مجلس إدارة "منظمة صبرا وشاتيلا"، نشيط في "حملة حقوق الانسان في فلسطين"، ضيف دائم في برامج الاستضافة في محطة "المنار" لحزب الله ويتبرع من ثمار قلمه لموقع "الانتفاضة الالكترونية". من الصعب التصديق بان عضو الكونغرس الجمهورية ايلانا روس – لتينن اجتهدت للعجب من قصة "صاحب السبق الصحفي". والا فانه حتى مؤيدة متحمسة مثلها لحكومة نتنياهو ما كانت لتلوح بالتقرير آنف الذكر للامب في اللقاءات التي تجريها في الجاليات اليهودية في فلوريدا – كدليل قاطع على أن حسين اوباما هو مقتلع لاسرائيل.

صحيح أن نتنياهو لا يحتاج لان يكون قلقا من الاخبار التي تقول ان "التقرير الاستخباري سيسلم الى الرئيس اوباما". بالمقابل، قبيل الانتخابات للرئاسة الامريكية ينبغي لرئيس الوزراء بالتأكيد أن يرفع مستوى قلقه في كل ما يتعلق بالعلاقات الامريكية  - الاسرائيلية. ومع حسم المبالغات التي نثرت على طول التقرير الصحفي عن "التقرير"، فان الاقوال المنسوبة له تعكس المزاج السائد في البيت الابيض تجاه نتنياهو. التأكيد الرسمي على ان اليهود اصبحوا أقلية في بلاد اسرائيل يمكنه فقط أن يعزز الادعاءات ضد سيطرة اسرائيل على الفلسطينيين والتأييد الدولي، بما في ذلك الامريكي لاقامة دولة فلسطينية في حدود 67. غني عن البيان القول ما الذي ينتظر رئيس الوزراء اذا ما بقي اوباما في البيت الابيض لاربع سنوات اخرى. ولكن حتى لو قضى ميت رومني هناك السنوات التالية، سيبقى اوباما يحمل كامل الصلاحيات الرئاسية حتى 20 كانون الثاني 2013.

تذكير: قرار الرئيس ريغان الشروع في حوار مع م.ت.ف (في اعقاب اعلان المنظمة للاستقلال على أساس قرار الامم المتحدة 242) اتخذ في الفترة الانتقالية، بعد انتخابات 1988. وكان هذا انتقامه من اسحق شمير على افشال مشروع السلام واتفاق لندن. هذه المرة الفترة الانتقالية تحاذي موسم الانتخابات في اسرائيل. فأي ضرر سيلحق بالرئيس المنصرف اوباما اذا ما أمر في غداة الانتخابات السفير الامريكي في الامم المتحدة بتأييد انضمام فلسطين في حدود 67 الى المنظمة رغم أنف اسرائيل؟ من جهة اخرى، لن تكون لبيبي مشكلة في تحول هذه الخطوة الى دليل آخر على أن كل العالم ضدنا وعلى ان الشعب بالتالي يحتاج بشكل خاص الى زعيم قوي.