خبر أولمرت لن يتنافس في الانتخابات- معاريف

الساعة 09:17 ص|15 أكتوبر 2012

بقلم: شلوم يروشالمي

        (المضمون: اولمرت لن يتنافس في هذه الانتخابات لان المنطق الاخلاقي والقانوني يرفض هذا الترشيح الذي لا يعتمد على أساس سياسي حقيقي، داعم وفاعل - المصدر).

        ايهود اولمرت لن يتنافس في الانتخابات للكنيست القادمة لان المنطق الاخلاقي والقانوني يرفض قبول هذا الترشيح. فالانسان الذي أدين قبل شهر ونصف بجريمة خطيرة لخرق الثقة ويوجد في ذروة محاكمة بتهمة تلقي الرشوة بملايين الشواكل كي يقر مشروع السكن الذي دمر القدس – لا يمكنه أن يتنافس على مقعد في المجلس التشريعي.

        ايهود اولمرت لن يتنافس لان قضاة في اسرائيل، رجال شرطة كبار وخبراء قانون في الاكاديمية يقررون بشكل قاطع بان تنافسه لا يقبله العقل، ولا سيما بعد المس الخطير بطهارة المقاييس، كما تقرر الادانة في قضية مركز الاستثمارات. دخوله الى السباق سيستدعي التماسات الى محكمة العدل العليا، ولن تساعد المرشح الفتاوى القانونية مدفوعة الاجر التي يستدعيها.

        ايهود اولمرت لن يتنافس لان الحملة الافضل التي يمكن أن تخاض ضده جاهزة منذ الان. وهذه هي 700 صفحة قرار حكم المحكمة المركزية التي تصف انسانا عانى على مدى سنوات من سلوك مرفوض. والامور واردة في القضايا التي خرج فيها بريئا، مثل قضية تلنسكي أو قضية ريشون تورز، والتي ادينت فيها امرأة سره الأقرب. في أثناء الانتخابات ستضاف الى قرار المحكمة ايضا لوائح استئناف النيابة العامة على التبرئات الكفيلة بان تنتهي بفرض العار على اولمرت، الامر الذي سيجعل المنافسة نكتة قانونية سيئة.

        ايهود اولمرت لن يتنافس لانه في الدعاية الانتخابية لخصومه سيرى الناس المرشح لرئاسة الوزارة يغلق الابواب في غرف الفندق الفاخر في واشنطن وفي نيويورك ويتلقى مغلفات مليئة بعشرات الاف الدولارات نقدا من رجل اعمال أمريكي لم تصدقه المحكمة. في حالة أولمرت يمكن الاعتماد على شخصية المرشح نفسه وعدم الاكتفاء بالشروحات.

        ايهود اولمرت لن يتنافس لانه مرشح النخبة: مجموعة من الصحفيين المقربين زائد السياسيين الذين ضاعوا في مركز الخريطة السياسية وآخرين يسعون الى أن ينقذوا بواسطته حياتهم السياسية ولا يهمهم ان يدوسوا على كل المعايير. في كل الاستطلاعات التي اجريت بعد التبرئة المهزوزة لاولمرت، قضت أغلبية ساحقة من الجمهور بأنه غير جدير بالعودة، واذا تنافس، فانه سيحظى بمقاعد قليلة فقط.

        اولمرت لن يتنافس لانه باستثناء المؤيدين ذوي المصالح في كديما، لا توجد أحزاب ستتحد تحت قيادته في كتلة اليسار. شيلي يحيموفتش، رئيسة حزب العمل، تسميه "رجل فاسد غير جدير بان يعود الى الحياة العامة". زهافا غلئون، رئيسة ميرتس، تقول أمورا مشابهة. يئير لبيد اعلن بانه لن يخوض الانتخابات الى جانب اولمرت. في الوضع الناشيء لا يوجد اي اساس سياسي حقيقي، داعم وناجع لترشيحه.

        اولمرت لن يتنافس لان مجموعة اهالي ثكلى، سقط ابناؤها في حرب لبنان الثانية، ستقف تحت أمام بيته وستسد من هناك طريقه. في منتهى السبت بعث الاهالي موشيه موسكل، ليئورا حسون، حاييم تسيمح وايلان مورنو رسالة شديدة اللهجة لاولمرت. "لن ننسى ولن نغفر انعدام المسؤولية لديك"، كتبوا. "كرئيس وزراء اسرائيل، كمن أخرج الجيش الاسرائيلي الى حرب دون أن يفهم بانه يخرج الى حرب، دون خطة، دون غاية وبادارة فاشلة. في كل دولة سليمة من فشل مثلك، ليس فقط كان سيأخذ المسؤولية ويستقيل فورا في ختام الحرب، بل كان يخجل من أن يري وجهه للجمهور".

        اولمرت لن يتنافس لانه يعرف أفضل من الجميع هذا الواقع. وهو ذكي بما يكفي ويعرف ما ينتظره في هذه الحملة الانتخابية وفي نهايتها أيضا. مريح له أن يبقي الان الترشيح في الهواء، مثلما كان مريحا له أن ينزل من النوايا السياسية وأن يفر من العار فقط قبل أسابيع قليلة.

        اولمرت لن يتنافس، وهو يعرف بانه لن يتنافس، الا اذا كانت الجرثومة السياسية العنيفة والطموح المجنون سيتغلبان على التفكير المنطقي والبسيط، ولكن هذا نحن غير مسؤولين عنه ولا هو ايضا.