خبر الأعلام الأمريكية والإسرائيلية تجارة مربحة في باكستان

الساعة 11:38 ص|03 أكتوبر 2012

وكالات

عندما سمع الملالي يهاجمون فيلم "براءة المسلمين" سارع نافيد حيدر إلى انتهاز الفرصة لتحقيق مكاسب ضخمة: فقد طبع المئات من الأعلام الأميركية التي تهافت على شرائها مواطنوه الباكستانيون كي يحرقونها بحماس هستيري في كل مرة.

ويقول وهو يفرك يديه سعيدا ان "التظاهرات المدافعة عن الإسلام تزايدت في الأسابيع الماضية" في مدينته روالبندي القريبة من العاصمة إسلام أباد شانها شان باقي مدن البلاد. ورغم أنها ليست تظاهرات حاشدة فأنها كثيرة العدد ومعادية أساسا للولايات المتحدة.

ويضيف، الذي يدير مطبعة "بانافلكس" الواقعة في الطابق الأعلى لبناية قديمة، انه مع إعلان التعبئة ضد هذا الفيلم المسيء للإسلام المنتج في الولايات المتحدة "قلت لنفسي أنني ساحقق مكاسب ضخمة"

ويترافق ازدهار سوق الأعلام الأميركية وأيضا الإسرائيلية مع تصاعد في النزعة المعادية لأميركا المرتبطة غالبا بمعادة لليهود لوحظ في السنوات الأخيرة في بلد أنهكته أعمال العنف (معارك مع طالبان، واعتداءات، وقصف جوي للطائرات بلا طيار الأميركية) التي تمزقه منذ ان شنت واشنطن حربها "ضد الإرهاب" في المنطقة في نهاية عام 2001.

وبلغت قوة هذه النزعة حدا جعل الولايات المتحدة، المتهمة بالوقوف وراء كل هذه الويلات وغيرها في هذا الوقت من الأزمة الاقتصادية، تتفوق على الهند، العدو الأول التاريخي، لتصبح هي العدو رقم واحد في نظر الرأي العام الباكستاني كما يرى عدد من المراقبين.

ويقول نديم محمود شاه مازحا "لم أبع علما هنديا واحدا منذ وقت طويل" وهو جالس في متجره لبيع لوازم الزواج في الممر الرئيسي لبازار راوالبندي وقد ازدحم بالزبائن الراغبين في شراء الأعلام الأميركية.

ويبلغ سعر العلم الكبير (3 في 2 متر) المصنوع من القماش 1500 روبيه ما يمثل عشر الراتب الوسطي الباكستاني، ويكفل هذا السعر احتراق سريع للعلم وهو الهدف الرئيسي للمتظاهرين وخصوصا عندما تكون هناك الكثير من كاميرات التلفزيون.

ويقول عاصم (22 سنة) العامل في مطعم لثمار البحر في روالبندي ان إحراق العلم الأميركي أصبح نوعا من الشعائر. ويؤكد انه قام يوم الجمعة الماضي بإحراق واحدا خلال تظاهرة في إسلام أباد كان الرابع الذي يحرقه في شهر واحد.

ويضيف هذا الشاب الأسمر الكثيف الحاجبين وهو يحمل طبقين لاثنين من زبائن المطعم "ان ذلك يمنحني سعادة بالغة" معتبرا أنها "ليست جريمة وإنما مجرد وسيلة للتعبير كغيرها".