خبر لا تنتظروا اجتياز الخطوط- معاريف

الساعة 09:13 ص|03 أكتوبر 2012

لا تنتظروا اجتياز الخطوط- معاريف

بقلم: رون تيرا

رجل أعمال وكاتب كتاب "الكفاح على طبيعة الحرب"

(المضمون: في خطابه في الامم المتحدة ازال رئيس الوزراء تهدد الهجوم عن ايران، منحها الحصانة الى أن تصل الى الخط الاحمر ونقل اليها السيطرة على التصعيد - المصدر).

        كان خطاب رئيس الوزراء في الولايات المتحدة لامعا من ناحية بيانية، ولكنه اشكاليا من الزاوية الاستراتيجية. فوضع خطوط حمراء لايران من قبل الولايات المتحدة أو اسرائيل سيعظم فقط الاوراق التي في ايدي طهران وسيجعل من الصعب على اسرائيل الهجوم.

        تحتاج اسرائيل الى الهجوم على ايران، في أقرب وقت ممكن ودون وضع خطوط حمراء. وضع خطوط حمراء من قبل الولايات المتحدة لن يسمح لها بشن عملية عسكرية ضد ايران طالما لم يتم اجتيازها- وبشكل عملي فانه لن يسمح لاسرائيل بان تهاجم قبل أن يتم اجتياز الخطوط الحمراء التي وضعها الامريكيون.

        الامريكيون سيصيغون الخطوط الحمراء وفقا لرؤيتهم، استراتيجيتهم وقدراتهم، وهذه لا تتطابق بالضرورة مع رؤية، استراتيجية وقدرة اسرائيل. وبطبيعة الاحوال فان الخط الاحمر الذي ستصيغه الولايات المتحدة سيكون قريبا من النقطة الاخيرة التي يمكنها فيها أن تعمل، بمعنى بعد مسافة بعيدة من النقطة الاخيرة لاسرائيل. وعليه فانه اذا ما استسلم اوباما للضغط وأعلن عن خط أحمر، فسيكون للامر أثران: الاول، اسرائيل لن تتمكن من الهجوم من زاوية النظر السياسية طالما لم تتجاوز ايران الخط الاحمر الامريكي؛ ثانيا، عندما تتجاوز ايران الخط الاحمر الامريكي، لا تعود لدى اسرائيل القدرة الهجوم من زاوية النظر العملياتية، وستضطر الى الاعتماد بشكل حصري على البيت الابيض. إن وضع خط أحمر من قبل اوباما معناه إحالة الامن القومي الاسرائيلي  الى مصدر خارجي هو الولايات المتحدة.

        كما ان الامر سيمنح تفوقا للايرانيين الذين سيحصلون على مجال حصانة من الهجوم طالما لم يجتازوا الخط الاحمر. اضافة الى ذلك، فان السيطرة على مسار الازمة ستنتقل الى طهران: هم الذين سيقررون التوقيت الذي تصل فيه الازمة الى ذروتها والظروف التي تؤدي الى ذلك. ثالثا، وضع خط احمر سيوضح للايرانيين إلى أي مقاييس فنية ينظر خصومهم.

        إن وضع معيار فني كخط أحمر سيسمح للايرانيين بايجاد المسار الذي سيتيح لهم التقدم نحو النووي في ظل الالتفاف عليه أو تشويشه. وذلك فيما ان الذريعة الاساسية للحرب هي مجرد وجود سياسة ايرانية ملموسة تسعى الى تحقيق سلاح نووي، وليس مؤشرا فنيا ما على الطريق تجتازه ايران.

        وعليه فان خطاب رئيس الوزراء في الامم المتحدة اشكالي: فقد أزال التهديد في أن اسرائيل ستهاجم في الاشهر القريبة القادمة، منح ايران حصانة من الهجوم حتى اجتياز الخط الاحمر، ونقل اليها السيطرة على مسار التصعيد.

        لقد سلم رئيس الوزراء ضمنا بمساعي التحول النووي التي لا تشكل اجتيازا للمعيار الفني الذي حدده، مثل تطوير متفجر نووي، تطوير صواريخ لحمل رؤوس متفجرة نووية، بل وحتى البدء بتخصيب اليورانيوم في مستوى 90 في المائة لا يشكل بالضرورة تجاوزا للخط الاحمر. وقد أوضح الخطاب لايران اين تركز جهود الاخفاء التي تمارسها (كمية المادة المخصبة). والاخطر من كل ذلك، أوضح الخطاب بان في الجولة الحالية ايضا اسرائيل تتراجع. إن الالية الاستراتيجية الاساس التي تقضي بان اسرائيل والولايات المتحدة تمتنع عن المواجهة، بينما ايران هي المستعدة للخروج الى المعركة - بقيت على حالها. فالولايات المتحدة واسرائيل وجدتا مرة اخرى الذريعة لعدم استخدام القوة، بينما يمكن لايران ان تواصل مسارها الاستراتيجي.