خبر حمدونة:العزل الانفرادي انتهاك خطير للقانون الدولي الانسانى

الساعة 07:05 ص|30 سبتمبر 2012

غزة

 

قدم الباحث والإعلامي المختص في شئون الأسرى الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية دراسة تحت عنوان  العزل الانفرادي انتهاك خطير للقانون الدولي الإنسانى مقدمة لمؤتمري الأسرى في تونس والعراق وتحدثت الدراسة عن واقع العزل الانفرادي مقارنة بالقانون الدولي الانسانى ومواد اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب / أغسطس 1949 واستند حمدونة في دراسته لمراجع ودراسات سابقة لباحثين ومؤسسات عاملة في مجال الأسرى وشهادات مشفوعة بالقسم .

وأشار حمدونة أن الاتفاقيات لم تجرم مباشرة دولة تقوم بعقوبات منها العزل المحدود الذى لا يتعدى الشهر بظروف حياتية انسانية مشروطة وغير مبالغ فيها ولكنها بشكل صريح تجرم جهة كدولة الاحتلال خرجت عن الشروط التى حددتها وأهم تلك الشروط " لا يعاقب شخص معتقل إلا مرة واحدة عن العمل الواحد أو التهمة الواحدة ، وفى المــادة (118) ...... ، يحظر السجن في مبان لا يتخللها ضوء النهار، وبصورة عامة أي شكل كان من أشكال القسوة  ، لا يجوز معاملة المعتقلين المعاقبين معاملة تختلف عن بقية المعتقلين بعد تنفيذ العقوبة التي حكم عليهم بها تأديبياً أو قضائياً ، يتعين إخطار لجان المعتقلين بجميع الإجراءات القضائية التي تتخذ ضد المعتقلين الذين تمثلهم، ونتائج هذه الإجراءات ، وفى المــادة (119) ......  لا تكون العقوبة التأديبية بأي حال بعيدة عن الإنسانية، أو وحشية، أو خطرة على صحة المعتقلين. ويجب أن يراعى فيها سنهم وجنسهم وحالتهم الصحية ، و لا تزيد مدة العقوبة الواحدة مطلقاً على حد أقصى غايته ثلاثون يوماً متوالية ".

وأضاف حمدونة أن كل تلك الشروط لا تلتزم بها دولة الاحتلال " فتعاقب لثلاث عشرة عام متواصلة فى ظروف قاسية جدا وأحياناً تحت الأرض كعزل نيتسان الرملة وبرطوبة وقلة تهوية وقيود واستهتار طبى وحرمان زيارات أهل ومحامين ورسائل وفورة مقلصة ضيقة وحرمان كتب وتعليم وسوء طعام وتهديدات من جنائيين يهود وعزل شيوخ ونساء وأطفال ومرضى دون مراعاة خصوصية – كل تلك الظروف مخالفة للاتفاقيات الدولية وللقانون الدولى الانسانى .

وأشار حمدونة فى دراسته أن العزل الانفرادى فى السجون الاسرائيلية  من اقسي أنواع العقوبات التي تلجأ إليها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى ، حيث يتم احتجاز الأسير بشكل منفرد في زنزانة معتمة وضيقة لفترات طويلة من الزمن لا يسمح له خلالها الالتقاء بالأسرى.

يعيش الأسرى المعزولون في أقسام العزل ظروفاً لا تطاق مسلوبين من أدنى معايير حقوقهم الإنسانية والمعيشية، و يمكن تشبيه الزنازين التي يعزلون فيها بالقبور، وقضى بعض الأسرى سنوات طويلة في زنازين انفرادية معزولين عن العالم الخارجي كلياً وخرجوا منها مصابين بأمراض نفسية وعضوية خطيرة .

وكانت أهم التوصيات فى دراسة  الأسير المحرر حمدونة :

- الوحدة الوطنية والقومية والتوحد خلف قضية الأسرى فى غاية الأهمية  ، فقضية الأسرى توفيقية وليست تفريقية ووحدوية وليست تقسيمية وتشكل قضية اجماع لما تحمل من مكانة .

- البدء بحملة قانونية وحقوقية وبالتعاون مع منظمات دولية ، والالتقاء بممثلى مؤسسات دولية في فلسطين وخارجها وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولى والأمم المتحدة ومكتب المفوض السامى لحقوق الانسان للتعريف بانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى المعزولين حتى لا تعاد كرة العزل الانفرادى لتصل بالعشرات اذا ما أطلقنا العنان للاحتلال لمعاقبة الأسرى عبر العزل الانفرادى .

- انشاء لجنة عربية من قبل الجامعة العربية وبالتعاون مع وزارة الأسرى التى من شأنها أن تحتضن كل المؤسسات العاملة فى هذا المجال لتنسيق الأدوار وتكاملها على أن تكون حلقة وصل بين الأشقاء العرب وأحرار العالم وبين من يعن بقضية الأسرى فى فلسطين لعدم بعثرة الجهود .

- تكثيف الدور المصرى واطلاعه على كل ما يحدث من انتهاكات اسرائيلية بحق الأسرى وخاصة أسرى العزل الانفرادى كونها الجهة التى رعت صفقة وفاء الأحرار والاتفاق الذى أبرم ما بين قيادة الاضراب المفتوح عن الطعام وادارة مصلحة السجون الاسرائيلية والشاباك فى مايو 2012 .

- إسماع صرخة المعزولين إلى شتى الجهات التي يعنيها الأمر للأحرار اللذين يروا بأن  الأسرى الفلسطينيين مؤشر ضمير ورمزا وطنيا وقوميا وإسلاميا .

- القيام بحملات تضامنية ووقفة موحدة من جانب الحركة الوطنية الأسيرة بمساندة خارجية على كل المستويات ونذكر أن الحركة الوطنية الأسيرة نجحت في انهاء قضية العزل الانفرادى وبشكل جماعى مرتين ، الأولى بالاضراب المفتوح الشهير عن الطعام والذى خاضه كل الأسرى بلا استثناء في 27 9/ 1992 وقد خرج فيه كل أسرى عزل نيسان البالغ عددهم آنذاك 32 قيادى ومنفذ عمليات في الانتفاضة الأولى 1987 والثانية في اخراج أسرى 17 أسير موزعين على أكثر من عزل انفرادى مكث البعض منهم لأكثر من 13 عام متواصلة فى العزل كالأسرى محمود عيسى وحسن سلامة وأحمد المغربى فى إطار تطبيق الاتفاق الذي جرى بين اللجنة العليا للإضراب وبين إدارة السجون بعد الإضراب الذي استمر 28 يوما فى 14/5/2012  وقد شمل معظم السجون الاسرائيلية ولم يتبق في أعقابه الا " ثلاث أسرى هم " الأسير ضرار أبو سيسى والأسير عوض الصعيدي والأسير عماد سرحان " بظروف قاسية جداً

- تدويل قضية الأسرى بشكل عام وتعريف الأحرار والشرفاء بتفاصيل انتهاكات دولة الاحتلال بحق الأسرى المعزولين ومساندتهم ومساعدتهم ودعمهم يحتاج إلى جهود جماعية " فلسطينية وعربية وجاليات فى دول غربية وأجنبية ، وهذا الأمر يحتاج لعقد المزيد من المؤتمرات الخاصة بالأسرى فى عواصم عربية وغربية وفى دول متنفذة بالقرار للتعريف بهذه القضية ، فمن خلال هذا الجهد يتم تشكيل رأي عام ضاغط يساهم في الضغط على دولة الاحتلال للتخفيف عن الأسرى وتحسين شروط حياتهم والعمل الجدي على إطلاق سراحهم .

- تفعيل دور السفارات العربية والفلسطينية والدول الصديقة في الخارج وحثها على التحرك وخاصة فى الدول الغربية أسوة بالسفارة الإسرائيلية وذلك من خلال تنظيم أنشطة لدعم قضية المعتقلين وعقد المؤتمرات الصحفية عند كل انتهاك بحق الأسرى ، فمن الضروري التعريف بهذه القضية فى الساحة الدولية لاستمالة الرأي العام العالمي لصالح هذه القضية .

- وضع خطة إستراتيجية للتعامل مع قضية الأسرى على كل المستويات " السياسية والاعلامية والحقوقية ودور القوى الوطنية والاسلامية والفعاليات المحلية والدولية ،

، باعتبار قضية فلسطينية عربية إسلامية .

- تعزيز ثقافة الاعتقال وتاريخ الحركة الوطنية الأسيرة وكل ما تحمل من تضحيات وشهداء ومآثر وتراث والتعريف بها للناشئين والطلاب والجامعات ،وإدراج قضية الأسرى ضمن المنهاج التعليمي على المستوى الفلسطينى والعربى .

-العمل على تحفيز المؤسسات والشخصيات العاملة فى هذا المجال واستنهاض كتاب النص ومعدى البرامج التلفزيوينة والاذاعية والمسرح والسينما والفنانين للاهتمام بقضية الأسرى على اعتبار أن كل اسير قصة بذاته تحمل مواقف بطولية ونضالية وتداعيات انسانية  والقيام بمهرجانات ومسابقات تعنى بهم ومنح الجوائز للمبدعين منهم .

- توثيق تجربة الحركة الوطنية الأسيرة وتقديم شهادات مشفوعة بالقسم من الأسرى تبرز جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته وتوفير مواد وشهادات مشفوعة بالقسم للمؤسسات الحقوقية والتعاون مع مؤسسات غربية وعربية لتجريم ممارسات الاحتلال .

- إنشاء فضائية عربية للأسرى - على غرار إذاعة صوت الأسرى 107،9 fm - تعنى بهذه القضية وتقدم برامج شاملة عن معاناتهم وأهاليهم ، وانتهاكات الاحتلال بحقهم ، وتقدم برامج باللغة الانجليزية لمخاطبة الرأى العام العالمى لتغيير الصورة النمطية السلبية التى يطلقها الاحتلال بهدف تشويه صورة النضال الفلسطينى والعربى ضد الاحتلال ، والعمل على افراد مساحات كافية لبرامج الأسرى فى الفضائيات العربية للتعريف بقضية الأسرى ومعاناة أهاليهم وانتهاكات الاحتلال بحقهم .

- أهمية ابراز الجانب الانسانى والاجتماعى والحديث عن مخلفات الاعتقال وتبعاته على الأسرى والزوجة والأطفال ، والبعد عن العمل التقليدى بالتركيز فقط على انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى فى السجون

- إنشاء موقع الكترونى خاص بالأسرى وباللغتين العربية والانجليزية ولغات أخرى ليحاكي أكبر قدر ممكن من المهتمين والمتضامنين ، وليكشف انتهاكات الاحتلال المخالفة للاتفاقيات الدولية والمخالفة لحقوق الانسان والديموقراطية وليعرف العالم أن ما يروجه الاحتلال أن اسرائيل هى الدولة الديموقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط ما هى الا كذبة انطلت على العالم من خلال ماكنة اعلام صهيونية قوية مدعومة .

- عدم التعامل مع قضية الأسرى وخاصة المعزولين بشكل موسمي كيوم الأسير الفلسطيني بل إبقاء الفعاليات حية ومقسمة على مدار العام.