تؤكد المعلومات التي حصلت عليها "القدس العربي" بأن عملية اختيار الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس بقى عليها "مرحلة واحدة" بعد أنهاء الحركة كل الترتيبات اللازمة بالانتهاء من أجراء الانتخابات الداخلية في كل المواقع، وسط تقديرات بأن يتم اختيار الدكتور موسى أبو مرزوق رئيساً للمكتب، خلفاً لخالد مشعل.
وجاءت هذه التقديرات في الوقت الذي نفت فيه جماعة الأخوان المسلمين أن يكون أبو مرزوق قد حضر اجتماع مكتب الإرشاد الأخير بالقاهرة.
ويتردد بأن أبو مرزوق المتواجد في المكتب السياسي لحماس منذ تأسيسه حين كان رئيساً سابقاً له، قبل أن يعتقل في الولايات المتحدة الأمريكية، وتؤول رئاسة المكتب لمشعل، سيعود من جديد لشغل المنصب، لخبرته الكبيرة في هذا المجال، وأن الأمر سيتم بشكل رسمي في الاجتماع المقبل لمجلس شورى الحركة الذي سيتم خلاله اختيار رئيس المكتب السياسي لحماس.
وتأتي هذه التوقعات بعد أن أعلن مشعل بشكل قاطع عدم منافسته على هذا المنصب الذي يشغله منذ 16 عاماً لـ "فساح المجال لتجديد الدماء في قيادة الحركة، والانسجام مع روح الربيع العربي"، بحسب ما نقل مسؤول كبير في الحركة عن مشعل في الاجتماع الأخير للمكتب السياسي الذي عقد بالعاصمة المصرية القاهرة.
وسألت "القدس العربي" الدكتور صلاح البردويل المتحدث الرسمي باسم حركة حماس عن آخر ما آلت إليه الأمور بالنسبة لاختيار زعيم جديد للحركة فقال "قريباً سيتم اختيار رئيس المكتب السياسي"، لكنه لم يحدد موعداً معيناً لذلك، مشيراً إلى أنه لم يتبق سوى "مرحلة واحدة" لإنجاز الأمر.
وأكد أن الحركة أنهت كل عمليات الانتخابات الداخلية لاختيار قيادتها الجديدة، في مناطق الداخل والخارج.
وحين سؤل عن دقة المعلومات التي تتحدث عن وجود توجه قوي لاختيار أبو مرزوق قال "كل هذه توقعات، لكن الأمر متروك لكل شخص من قيادة الحركة للاختيار بحرية من يراه مناسباًن لإخراج قيادة بشكل ديمقراطي".
وأشار إلى أن التوقعات باختيار أبو مرزوق تأتي كون الرجل يتمتع بخبرة كبيرة، خاصة وأنه متواجد في المكتب السياسي منذ سنين.
وكانت تقارير تحدثت عن أن رئاسة الحركة ستؤول بعد مشعل إما لأبو مرزوق أو لإسماعيل هنية رئيس الحكومة في غزة التي تديرها حركة حماس في غزة.
ويقيم أبو مرزوق حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن خرج هو وقيادة حركة حماس من سورية بعد تفجر الأحداث هناك.
ويشرف أبو مرزوق على إدارة ملف المصالحة الداخلية مع فتح، وترأس وفد الحركة في الاجتماعات التي عقدت مع حركة فتح برعاية المخابرات المصرية.
وأبو مرزوق حاصل على دكتوراه في الهندسة من أحد الجامعات الأمريكية، كان ووله دور كبير في فتح الكثير من أبواب علاقات حماس مع العديد من الدول العربية والإسلامية، وله خبرة كبيرة في المجال السياسي.
نشط الدكتور موسى أبو مرزوق في العمل الإسلامي منذ العام 1968، في العام 1992 تم انتخابه كأول رئيس للمكتب السياسي لحركة حماس. ثم عمل كنائب لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد الإفراج عنه من أحد السجون الأمريكية عام 1997 وإلى الآن.
وفي سياق قريب نفى الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين ما تردد عن حضور أبو مرزوق، اجتماع مكتب الإرشاد للجماعة الذي عقد بالمركز العام يوم الأربعاء الماضي.
وقال حسين معلقاً على ما تردد بهذا الشأن ''إن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع استقبل أبو مرزوق بمكتبه بمقر المركز العام بالمقطم شرقى القاهرة في لقاء استغرق عدة دقائق''.
وأوضح في تصريحات صحافية أن زيارة المسؤول الفلسطيني تأتي في إطار الزيارات الروتينية التي يقوم بها مسؤولون فلسطينيون وغير فلسطينيين إلى المركز العام للإخوان المسلمين حيث لم يستغرق اللقاء مع المرشد العام للإخوان المسلمين نحو 10 دقائق.
ونفى حسين أن يكون لقاء أبو مرزوق مع المرشد العام للإخوان المسلمين تناول موضوعات سياسية تتعلق بعلاقات مصر مع حركة حماس، وقال ان الزيارة "بروتوكولية، وتأتي في إطار حرص القيادات الفلسطينية على زيارة المركز العام للجماعة ولقاء المرشد".
وترتبط حركة حماس فكرياً لجماعة الإخوان المسلمين، لكن للحركة نهج ورؤية سياسية مختلفة.