خبر نار في العالم الاسلامي من محمد حتى محمد - يديعوت

الساعة 04:23 م|27 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

نار في العالم الاسلامي من محمد حتى محمد - يديعوت

بقلم: دافيد يهودا

طبيب عسكري يحمل وسام بطولة على دوره في حرب لبنان الثانية

 (المضمون: توجد أوجه شبه بين رد فعل العالم الاسلامي في قضيتي الدرة والفيلم المسيء للنبي محمد. الجماهير الغاضبة لا تهمها الحقائق - المصدر).

هذه الايام نحيي 12 سنة على قضية وفاة الطفل محمد الدرة التي عصفت بالعالم العربي والاسلامي. فيلم من تسعين ثانية، ظهر فيه جمال الدرة وابنه محمد ينزفان بالرصاص الذي اطلق عليهما في منطقة مفترق نتساريم، أثار اضطرابات في أرجاء العالم الاسلامي وأدى، ضمن أمور اخرى، الى اندلاع الانتفاضة الثانية ومقتل الكثيرين من الفلسطينيين والاسرائيليين. اصبع الاتهام كان في اتجاه واحد – جنود الجيش الاسرائيلي، الذين أطلقوا النار على الاب وابنه البريئين. والشائعة في أن الجنود أطلقوا النار عليهما بشكل مقصود أسرت القلوب في العالم، أما الحقائق فأخلت مكانها للتقديرات، والسؤال "من حقا أطلق النار؟" بقي دون جواب.

عندي كانت أدلة على أن الاصابات على  يدي وساقي جمال الدرة، والتي أبقته مشلولا بشكل جزئي، لم تتسبب بها نار الجنود. ففي أثناء عملي في قسم الجراحة في مستشفى شيبا في تل هشومير، قبل ست سنوات تقريبا من الحدث اياه، أجريت عملية له في أعقاب تلك الاصابات التي حرص على عرضها على كاميرات التلفزيون. في حينه ادعى بان هذه الاصابات تسبب بها رجال حماس، منذ العام 1992.

ومع أن المحكمة الفرنسية حكمت في البداية ضدي وادعت باني شهرت بجمال الدرة، ولكن قبل نحو نصف سنة برأت ساحتي المحكمة العليا في فرنسا، الغت الغرامة التي فرضت عليّ – وعمليا أخذت بروايتي بان الاب هو الذي كذب وان اصاباته، وربما ايضا الاصابات التي أدت الى موت ابنه، لم تتسببها نار الجيش الاسرائيلي.

في الاسبوع الذي بُشرت به بان دولة اسرائيل ستتحمل نفقات المحاكمة التي أدرتها، ثار العالم الاسلامي مرة اخرى – هذه المرة في أعقاب فيلم "براءة المسلمين"، اذا كان يمكن على الاطلاق تسميته بـ "فيلم". يمكن ايجاد أوجه شبه عديدة بين الشكل الذي رد فيه العالم العربي والاسلامي في العام 2000 على قضية الدرة وبين رد فعله في قضية الفيلم الهاذي، وعلى رأسهم مئات الاف المتظاهرين المحرضين الذين خرجوا الى الشارع ولم تعنيهم الحقائق ومسألة ما الذي حصل فعلا.

كمجتمع وكجزء من العالم الكوني، علينا أن نحرص على انعدام هذا البحث عن الحقيقة والكذب. نحن نعيش في عالم تكفي فيه اشارة واحدة على الفيسبوك لاشعال النار في مناطق كاملة. في السنوات الاخيرة شعرت بنفسي، عن كثب، كم هي التشهيرات الحقيرة والكاذبة ضد دولة اسرائيل، مواطنيها وجنودها، هي ثمرة عملية دعاية منظمة، تسعى الى خلق نزع شرعية عن دولة اسرائيل، قيمها ورموزها.

من المهم أن تفهم ذلك دول العالم المتنور، وعلى رأسها الولايات المتحدة. اليوم هذه هي اسرائيل وما تمثلها، ولكن غدا سيوجه ذات المتطرفين غضبهم نحو العالم الغربي وسيسعون الى أن يهدموا، يحرقوا، يسلبوا وينهبوا فروع ماكدونالز، كوكا كولا أو وكالات شفرليت وبيجو في العالم. عندها أيضا الحقائق لن تكون مهمة، وبالتأكيد ستضيع في ضباب المعركة ودخان الحريق الذي سيشعله الجمهور الغاضب.

العالم ملزم بان يلاحظ نزع الشرعية والتحريض الذي يأتي في اعقابه الخطر على سلامته، وليس فقط على سلامة اسرائيل. الاف الاسرائيليين دفعوا بحياتهم الثمن في أعقاب الاضطرابات التي أثارتها قضية محمد الدرة، وحقيقة أن المحكمة العليا في فرنسا قررت باني قلت الحقيقة نسيها الجميع. الضرر تم وسيتواصل. هذه مجرد حقائق، فمن يتذكرها ومن تهمه.