بقلم: أسرة التحرير
منذ انتخابه رئيسا لمصر اشار الرئيس محمد مرسي عدة مرات الى أن النظام الجديد ملتزم باتفاق السلام مع اسرائيل. رغم المخاوف من تغيير الحكم في القاهرة، تواصل محافل الامن المصرية التعاون مع نظرائها الاسرائيليين في الكفاح ضد نشطاء الارهاب في سيناء. ورغم قربهم الايديولوجي والسياسي من حماس، فان قادة حزب الحكم يعربون عن التأييد للمفاوضات السياسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
في مقابلة منحها لـ "نيويورك تايمز" عشية زيارته الاولى الى واشنطن، اقترح مرسي على الولايات المتحدة تغيير نهجها تجاه العالم العربي من الاساس، والمساعدة في اقامة دولة فلسطينية. وذكر بان اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر – الذي جاء ليضمن السلام والعدل للشعب الفلسطيني أيضا – يحمل أيضا توقيع رئيس امريكي (جيمي كارتر). وبالتالي، قال، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتنكر لمسؤوليتها عن تطبيقه بكامله. وقد نشرت الاقوال بعد بضعة ايام من عودة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للتحذير من انهيار اتفاقات اوسلو. وتستقبل الاشارات المشجعة من مصر في القيادة السياسية في القدس بعدم اكتراث. اما الادارة الامريكية فمشغولة البال بالحملة الانتخابية وتكتفي باطفاء الحرائق حول السفارات الامريكية في العالم الاسلامي. وخصص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السنة الماضية جل جهوده ووقته للمعركة ضد البرنامج النووي الايراني. وتحت غطاء القلق من هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية، واصلت اسرائيل المراوحة في المكان في القناة الفلسطينية، في ظل تجاهل التحول السياسي الجاري حولها.
لقد انتهى العصر الذي كان بوسع اسرائيل فيه أن تتمتع في نفس الوقت بعلاقات سلام مع مصر، بجمود العلاقات مع الفلسطينيين وبازدهار الاستيطان. يحتمل أن يكون اقتربت ايضا نهاية عصر الدعم الامريكي الاعمى لحكومة تعمل بثبات في خلاف مع موقفها بالنسبة للمستوطنات بل وتتحدى رئيسها. الخيار بين المبادرة المباركة والمراوحة في المكان لا يزال بيد اسرائيل.