يجب تعميق العمل الاستخباري في سيناء

خبر يديعوت: غزة مكان آمن للجماعات السلفية يتسلحون ويستعدون بعيداً عن العين المصرية

الساعة 02:17 م|22 سبتمبر 2012

غزة

تناولت "يديعوت أحرونوت" الاشتباك الذي وقع يوم أمس، الجمعة، على الحدود مع مصر، وأدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وثلاثة مسلحين، مشيرة إلى أن العملية وقعت في المقطع الأكثر إشكاليا على طول الحدود، في منطقة مرتفعة وجبلية. وتشير إلى أن هناك حاجة لتعميق العمل الاستخباري في سيناء من أجل إحباط عمليات يجري التخطيط لها، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم توفير ذريعة لمصر لإلغاء البند الأمني في اتفاقية السلام.

كما أشارت إلى أن السياج الحدودي في المنطقة يمتد على طول عدة كيلومترات على سلسلة جبال صخرية ومنحدرات وأودية عميقة. وكان قد تقرر بداية عدم إقامة سياج حدودي في المنطقة بسبب التكاليف المالية، إلا أنه تقرر في نهاية المطاف، في العام الماضي إقامة سياج في المنطقة بسبب خطورة التهديدات الآتية من سيناء.

وجاء أنه نظرا لطبيعة المنطقة، والتي تتطلب أعمالا وحلولا هندسية مركبة، فإن هذا المقطع لم يتم استكماله بعد، ولا يزال يوجد به ثغرات استخدم المسلحون إحداها يوم أمس.

وبعد أن تناولت الصحيفة الاشتباك الذي استمر عدة دقائق، وانتهى بمقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثان، ومقتل 3 مسلحين، قالت إن قطاع غزة لا يزال مكانا آمنا للكثير من المنظمات والمجموعات السلفية، حيث أن غالبية عناصر هذه المجموعات هم من بدو سيناء، والذين يخططون ويتسلحون ويستعدون في غزة بعيدا عن أعين المخابرات المصرية. بحسب "يديعوت أحرونوت".

كما أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه مشكلة في الحصول على معلومات بشأن المجموعات المسلحة في سيناء، علاوة على أنه في حال توفر معلومات فإن الجيش يجد صعوبة في استخدامها من أجل إحباط عمليات مخططة، وذلك لأسباب سياسية.

وأضافت أن "إسرائيل" غير معنية بالعمل في سيناء خشية أن يتم استخدام ذلك كذريعة بيد الاخوان المسلمين لإلغاء البند الأمني في اتفاقية السلام مع مصر.

وتضيف الصحيفة أنه لا يمكن لأي خط دفاعي أن يقوم بدوره كما يجب إذا لم يتوفر حزام إنذار يوفر له العمق. وتتابع أن عمليات الرصد البرية والجوية لعمق عدة كيلومترات في سيناء تبدو بدون قيمة تقريبا حيال بدو سيناء الذين يعرفون كيف يستغلون جغرافية الأرض. وتشير إلى أن عمليات الرصد الألكترونية (الرادار) لن تكون مجدية، وكذلك السياج الحدودي لوحده لن يوقف المسلحين، فهم اليوم يستخدمون المهاجرين الأفارقة للتمويه، وغدا سوف يقتحمون السياج بمركبة مفخخة، وبعد غد سوف يستخدمون طريقة أخرى.

وتخلص الصحيفة إلى أنه على إسرائيل أن تنهي وبسرعة إقامة جهاز جمع معلومات استخبارية داخل سيناء والذي يوفر العمق للسياج الحدودي، الأمر الذي يتطلب موارد وابتكارات يجب أن يقوم الجيش وباقي الأجهزة الأمنية بتوفيرها.

وتضيف الصحيفة أن الدرس الآخر هو أنه على إسرائيل أن تجد حلا يتيح للجيش استخدام المعلومات الاستخبارية التي يقوم بجمعها من أجل إحباط عمليات وإطلاق قذائف. وتلفت في الوقت نفسه إلى أنه على إسرائيل أن تفكر مرتين قبل أن تعمل في سيناء بقواها الذاتية حتى لا توفر الذريعة للإخوان المسلمين لإلغاء اتفاقية السلام، من باب أن الحفاظ على اتفاقية السلام مع مصر مهم للحفاظ على وضع "لا حرب" أو ما يسمى بـ"السلام البارد"، حيث لا يكون قوات مصرية في سيناء تهدد إسرائيل مباشرة، ولا وضع يجد فيه الطرفان نفسيهما يتدهوران نحو حرب لا يريدانهما.

ولهذا، تتابع الصحيفة، فإن احترام البند الأمني لاتفاقية السلام هو مصلحة إسرائيلية، كما أن ذلك يؤثر على التنفيذ والحفاظ على اتفاقية السلام مع الأردن، حيث أنه إذا قررت مصر إلغاء اتفاقية السلام، فإن الأردن لن تبقى الدولة العربية الوحيدة في حالة سلام مع إسرائيل. وهكذا فإنه يوجد لإسرائيل مصلحة إستراتجية في الحفاظ على اتفاقية السلام مقابل التهديدات التي تبدو تكتيكية ومحدودة حتى اليوم، ولكنها قد تتحول قريبا إلى تهديد إستراتيجي، وبالنتيجة فسوف تتضرر الحياة والسياحة في إيلات بشكل خطير، ويتحول قسم كبير من النقب علميا إلى منطقة عسكرية مغلقة.