بقلم: ايلي حزان
(المضمون: لا يجب على الفلسطينيين ان يلغوا اتفاق اوسلو لأنهم قد ألغوه في واقع الامر من البدء بتنفيذ العمليات الارهابية وانتفاضة الاقصى - المصدر).
لشهر ايلول مكان مركزي في التقويم العبري بسبب أعياد "تشري"، لكنه يحتل مكانا مركزيا ايضا في الوعي السياسي الجماعي في اسرائيل، ففي الثالث عشر من هذا الشهر قبل 19 سنة وقع على اتفاقات اوسلو.
وقد علمنا في اثناء العيد ان رئيس فريق التفاوض عن السلطة الفلسطينية، صائب عريقات، أعلن ان "القيادة الفلسطينية تزن الغاء اتفاقات اوسلو لأن اسرائيل أفشلت جهود السلام". والسبب المركزي في زعم قادة السلطة اقتصادي – فالوثيقة الاقتصادية التي وقعت في تلك الايام في باريس وربطت الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الاسرائيلي في مجالات ما هي هي سبب الصعاب ولهذا ينبغي إلغاؤه.
لماذا يُحتاج الى الغاء الاتفاقات بسبب هذا الشأن؟ ألم تُلغَ الاتفاقات مرات كثيرة في الماضي؟ هل قصد الفلسطينيون أصلا احترامها؟ لأنه ما الذي قرره اتفاق اوسلو وغير حياتنا في المنطقة تغييرا حاسما. قضى بأن تعترف اسرائيل وم.ت.ف بعضهما ببعض وقرر سلسلة خطوات يتخذها الطرفان، لكنه "ضمن" في الأساس مستقبلا جديدا للشعبين اللذين يسكنان المنطقة نفسها لأن م.ت.ف برئاسة ياسر عرفات التزمت بأن تتخلى عن طريق العنف. أحقا؟.
بعد توقيع الاتفاقات على أعشاب البيت الابيض برعاية الرئيس كلينتون بعشرة ايام بدأت العمليات الارهابية في الواقع وكان أول من قُتل يغئال فكنين. وبعد ذلك باسبوعين قُتل عيران بحر ودرور فورير، وهكذا أُضيف في كل بضعة ايام الى قائمة العمليات الارهابية قتلى بعد قتلى. وقد سُجلت 15 عملية ارهابية قُتل فيها مواطنون اسرائيليون حتى نهاية سنة 1993 وحدها. واذا كانت الادارة في اسرائيل قد ظنت ان السنة التي تلي ذلك ستكون رمزا الى شيء جديد فقد تبين وهمها لأن العمليات تطورت فقط حينما نفذت منظمات الارهاب الفلسطينية في السادس من نيسان من ذلك العام عمليتها الانتحارية الاولى في العفولة (سقط فيها ثمانية قتلى). ولم يكن يجب الانتظار زمنا طويلا فقد جاءت العملية الانتحارية الثانية بعد اسبوع (ثلاثة قتلى). واذا كان قد زُعم في البداية ان التي تنفذ هذه العمليات هي منظمات الرفض – حماس والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي وغيرها – فقد تبين سريعا جدا ان لـ م.ت.ف إسهاما حاسما في ذلك ايضا. وماذا عن خطبة عرفات في المسجد في جنوب افريقية بلغة انجليزية مكسرة قال فيها لجمهور مستمعيه ان اتفاق اوسلو كان حيلة تكتيكية فقط في معركة أكبر لابادة دولة اليهود؟ وكانت الذروة هي انتفاضة الاقصى المخطط لها. وفي الخلاصة فان اتفاقات اوسلو وما جاء بعدها جبت حياة آلاف القتلى من الجانبين.
حينما نقرأ "خطة مراحل" م.ت.ف في 1974 التي تقرر فيها القضاء على اسرائيل خطوة بعد خطوة ندرك أنه اذا كان هناك جهة لم تحترم الاتفاقات فهي م.ت.ف، وقد اتجهت الى ذلك بنية مسبقة واضحة. لا يجب على الفلسطينيين ان يلغوا الاتفاق لأنهم لم يقصدوا احترامه في الحقيقة من البدء.