خبر الموت يتربص بحياة الأسرى المضربين مع دخول البرق يومه التاسع بعد المئة

الساعة 06:24 ص|16 سبتمبر 2012

غزة

يواصل الأسرى الأربعة المضربين عن الطعام داخل سجون الاحتلال معركتهم مع السجان حيث دخل الأسير سامر البرق إضرابه عن الطعام يومه التاسع عشر بعد المئة, ويواصل الأسير حسن الصفدي الذي اضرب لليوم ال89 , في حين يواصل الأسير أيمن الشراونة إضرابه 79يوماً , سامي العيساوي 48 يوماً.

وأكدت طبيبتان زارتا الأسرى المضربين عن الطعام حسن الصفدي، وسامر البرق، وأيمن شراونة أنهم في حالة خطرة للغاية بالامس، وأنهم معرّضون للموت في كل لحظة.

وبعد طلبات متكررة قدمتها منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، سمحت مصلحة السجون الإسرائيلية بزيارة الطبيبتين للأسرى الثلاثة في مستشفى سجن الرملة الثلاثاء الماضي.

وأكدت الطبيبتان العربيتان وهما من مدينة طمرة انتدبتهما المنظمة، عقب زيارتها للأسرى المضربين عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم إدارياً طيلة سنوات، وأن حالتهم الصحية تدهورت للغاية.

ونوهتا إلى أن "قِواهم خارت بالكامل ويعانون من ضمور في الشرايين، وهبوط في ضغط الدم ونبض القلب، وتشوش الرؤية، ونزف في اللثة، وفطريات في الفم وإعياء شديد".

وأوضحتا أن الأسرى ورغم حالتهم المأساوية يضطرون لقضاء حاجاتهم دون مساعدة أحد، وأنه يغمى عليهم ويسقطون أرضاً خلال ذلك.

مكّبلون بالسلاسل

يأتي ذلك بالتزامن مع بيان المنظمة الحقوقية "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، الذي أشار إلى أن الأسرى يكبلون أحياناً بأيديهم وأرجلهم وهم داخل أسرّتهم في مستشفى "أساف هروفيه".

وذكر مدير العيادات الطبية في المنظمة صلاح حاج يحيى، أن الأسرى الثلاثة طلبوا من الطاقم الطبي المذكور تزويد الطبيبتين الزائرتين بكافة ملفاتهم الطبية ولكن دون جدوى.

سامر البرق

ونوهت الطبيبة لينا قاسم لـ دوت كوم إلى أن الأسير سامر البرق (39 عاماً) من غزة الذي دخل إضرابه عن الطعام يومه الثامن عشر بعد المئة، فقد 33% من وزنه، وأنه كان في عداد الموتى لولا حصوله على بعض الفيتامينات والأملاح.

وتوضح أن البرق يشكو من فقدان الإحساس بكفيّ يديه وقدميه، ويواجه نقصاً حاداً في فيتامين "b1" مشيرة إلى أنه مهدّد بالموت كل لحظة.

وتابعت: "بعد 42 يوماً من الإضراب عن الطعام ينبغي أن يبقى البرق تحت المراقبة الطبية الحقيقية، لمتابعة نسبة الأملاح والسكر في الدم، أما مستشفى السجن فهو غير ملائم بتاتاً وغير معّد لمثل هذه الحالات".

حسن الصفدي

وأوضحت أن الأسير حسن الصفدي (34 عاماً) من نابلس والمضرب عن الطعام منذ 88 يوماً ضمن إضرابه الثاني، يعاني من حالة خطيرة مماثلة.

يشار إلى أن الصفدي أضرب قبل ذلك مدة 70 يوماً، وعاد للإضراب مجدداً بعدما أخلّت سلطات الاحتلال باتفاقية الأسرى مع إدارة السجون.

وكان من المفترض أن يفرج عنه في 29 حزيران الماضي حسب الاتفاق ولكن الاحتلال أخل بذلك أيضاً.

وأكدت أن الصفدي يعاني من نقص في الفيتامين الذي يعمل على تخثر الدم، منوهة إلى أنه يعاني جراء ذلك من نزف يصعب توقيفه في لثته، مضيفة أن جهاز المناعة لديه لم يعد قائماً وهو معرض للموت نتيجة سرعة الإصابة بالتلوث.

ضرب وتنكيل

وكشفت عن أن الصفدي يتعرض للاعتداءات الجسدية من قبل السجانين رغم تدهور حالته الصحية، للضغط عليه من أجل وقف الإضراب.

كما أفادت بأن حسن الذي يقبع في الأسر بحكم اعتقال إداري للمرة التاسعة، منذ كان في السابعة عشرة من عمره، تعرض هذا الأسبوع للضرب مجدداً لرفضه الانتقال لقسم الأسرى غير المضربين لكسر إضرابه".

أيمن شراونة

أما أيمن شراونة (38 عاماً) من الخليل، والمضرب عن الطعام لليوم الثامن والسبعين، فإنه يرفض تناول أي شيء عدا الماء لأنه لا يثق بالسجانين.

وأفادت الطبيبة قاسم بأن شراونة فقد 25% من وزنه، ويعاني من ارتفاع في درجة حرارة جسمه، وهبوط في ضغط دمه ونبض قلبه (48 دقة في الدقيقة) ولا يقوى على النوم جراء الأوجاع في خاصرتيه.

وأشارت الطبيبة إلى أن أيمن يتقيأ دماً، وفقد قدرته على النظر بعينه اليمنى، بعد فقدانه الكامل بالإحساس بساقه اليسرى، فيما يلازمه وجع شديد في ساقه اليمنى.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت في بيان لها عن القلق العميق إزاء تدهور صحة ثلاثة مواطنين محتجزين فلسطينيين مُضربين عن الطعام في المعتقلات الإسرائيلية، حيث دخل كل من سامر البرق وحسن الصفدي وأيمن شروانة في إضرابهم عن الطعام منذ عدة أسابيع.

وتتعرض حياة المحتجزين الفلسطينيين للخطر الشديد بعد اضرابهم عن الطعام لمدد طويلة تتراوح من 36 يوماً إلى 100 يوم احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري غير القانونية بحقهم وكذلك الظروف المهينة التي يتعرضون لها خلال عمليات احتجازهم.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي المحتلة خوان بيدرو شايرر "إن هؤلاء الأشخاص سيلقون حتفهم ما لم تجد سلطات الاحتجاز حلاً فوريا، ويجب أن يراعي أي حل يتم إيجاده الحق الذي يملكه المحتجز بموجب القرارات التي اعتمدتها الجمعية الطبية العالمية في الاختيار بحرية إن كان يوافق على تغذيته أو على تلقي العلاج الطبي".

يوم شعبي الثلاثاء

وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين بحكومة رام الله عيسى قراقع أن يوم الثلاثاء المقبل الموافق 18/9/2012 يوما شعبيا للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام بعد أن أفادت تقارير مؤسسة أطباء حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي والمحامين الفلسطينيين عن تدهور خطير في وضعهم الصحي.

وذكر "أن حملات الدعم والدفاع عن حياة وحرية هؤلاء الابطال ستمتد لداخل السجون حيث قرر الأسرى اعلان الاضراب عن الطعام في اليوم نفسه بإرجاع وجبات الطعام لمدة يوم واحد، كما وجهوا رسائل تحذير لمصلحة السجون ودعوها إلى التدخل العاجل للاستجابة لمطالب المضربين ومحذرين من أن أي مكروه يحدث لهم سيترك تداعيات خطيرة في واقع الحركة الأسيرة".

وقال إن "جميع التقرير تؤكد أنهم معرضين للإصابة بالشلل أو الموت الفجائي ورغم ذلك تصر اسرائيل على اعتقالهم وتنفيذ قرار اعدامهم"، موجها نداء للشعب الفلسطيني وكافة احرار العالم والمتضامنين معه لرفع صوتهم عاليا لانقاذ حياة ابطال معركة الحرية.