خبر شاهد على المجزرة: من يتحمل وزر صبرا وشاتيلا؟

الساعة 01:10 م|15 سبتمبر 2012

وكالات

يكتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك عن مجزرة صبرا وشاتيلا - باعتباره شاهدا على ارتكابها من قبل مليشيات لبنانية بمساعدة إسرائيلية عام 1982، قائلا إن المجزرة ستبقى ذكرى للمجرمين الذين يفلتون من المحاسبة.

ويقول فيسك إنه يشتم رائحة الظلم في كل زيارة يتوجه فيها إلى المكان الذي قتل فيه 1700 فلسطيني قبل ثلاثين عاما دون محاكمات، وهو ما شبهه كاتب إسرائيلي بقتل اليوغسلاف على أيدي متعاطفين مع النازية في الحرب العالمية الثانية، حسب فيسك.

وينقل فيسك في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت عن أبو نور الذي كان في سن المراهقة عندما فر من مخيم شاتيلا إلى الجبال، قوله "لقد طالبنا بالعدالة والمحاكمات الدولية، ولكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث".

واتفق فيسك وأبو نور في أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ما كانت لتحدث ويقتل فيها المئات لو أن منفذي مجزرة صبرا وشاتيلا مثلوا أمام العدالة.

ويتابع الصحفي البريطاني بأن رؤساء دول وحكومات يصطفون في مانهاتن لتأبين ضحايا أحداث 11 سبتمبر، في حين لم يتجرأ زعيم غربي على زيارة القبور الجماعية التي تغطيها أشجار قذرة وصور باهتة للضحايا في صبرا وشاتيلا.

كما أنه لم يحاول أي زعيم عربي على مدى 30 عاما زيارة مقبرة جماعية تضم 600 من أصل 1700 فلسطيني.

ويشير فيسك إلى أن الزيارات المتكررة للمخيم عاما بعد عام، ساهمت في استكمال رواية مذهلة، حيث إن التحقيقات التي قام بها إلى جانب الصحفي النرويجي كارستين تفيت تثبت أن العديد من الرجال (الفلسطينيين) الذين سلمتهم إسرائيل إلى المليشيات اللبنانية أعدموا بعد أيام قليلة من اعتقالهم.

ويقتبس الكاتب بعض الأسئلة التي وصفها بالصعبة بل والخطيرة، من كتاب ألفته بيان الحوت -وهي أرملة سفير لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت- وتساءلت عمن يتحمل المسؤولية قائلة: هل المنفذون هم وحدهم المسؤولون؟ وهل المنفذون هم المجرمون الوحيدون؟ وهل الذين أصدروا الأوامر هم المسؤولون الوحيدون؟ من هو المسؤول الحقيقي؟

ويختم فيسك مقاله بعبارة اقتبستها بيان الحوت في ختام كتابها من الحاخام إبراهيم الذي قال "في المجتمع الحر، البعض يتحمل الذنب، ولكن الجميع يتحمل المسؤولية".