خبر الأمن المصري تؤمن السفارة الأمريكية خشية مهاجمتها من قبل المتظاهرين الغاضبين

الساعة 10:27 ص|14 سبتمبر 2012

القاهرة

نجحت قوات الأمن المركزى فى إبعاد المتظاهرين عن محيط السفارة الأمريكية بجاردن سيتى حتى ميدان التحرير، لساعتين فقط، لبناء الجدار العازل حول السفارة، ثم يتراجع الأمن إلى مواقعه في ميدان سيمون بوليفار مرة أخرى، وسيطر المتظاهرون على شارع عمر مكرم.

ولكن ساعتين كانت غير كافية لبدء بناء جدار خرسانى جديد يحيط بميدان التحرير، الذي بدا أنه الحل الأمثل لفض الاشتباك بين المتظاهرين الغاضبين والأمن خلال الأحداث التى لجأ لها المجلس العسكرى من قبل فى أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، ثم وزارة الداخلية، الحاجز أوقف الاشتباكات، ولكنه زاد الحوائط فى منطقة حيوية من وسط البلد تتحكم فى محاور مرورية مهمة وتزيد عزلة منطقة جاردن سيتى، التى تضم سفارات دول كبرى مثل أمريكا وبريطانبا وهولندا والنمسا والدنمارك.

توقفت الاشتباكات فجر الجمعة بعدما استمرت ليومين أرهق فيها الأمن من غازات القنابل المسيلة للدموع التى تعود إليه بسبب تغير اتجاهات الرياح أكثر من المتظاهرين، الذين يزيد أعدادهم فى بعض الفترات احتجاجاً على عرض الفيلم المسىء للرسول الكريم، "صلى الله عليه وسلم"، ثم تطور ليصبح تصفية حسابات مع الأمن المركزى.

قبل أن يتمكن الأمن من دخول إلى ميدان التحرير وإبعاد المتظاهرين منه، ومطاردة الذين لاذوا بالفرار أمام ضغط قوات الأمن فى الشوارع الفرعية من الميدان والذين تابعوا مطاردتهم والقبض عليهم.

تفوق الأمن بعدما دفع بعناصر أمنية بملابس مدنية بين المتظاهرين لمعرفة تحركاتهم، وتم تقسيم الأمن إلى 3 مجموعات، كل مجموعة منهم تضم 25 إلى 30 فرداً، تواجدوا بين المتظاهرين فى اتجاه شارع قصر العينى وأخرى باتجاه الكورنيش والثالثة إلى محيط مسجد عمر مكرم، للتعرف على مخططاتهم وتحركاتهم ونقل المعلومات إلى القيادات الأمنية المسئولة عن التأمين، ثم استدراج العناصر المشبوهة والقبض عليها.

هجوم الأمن المباغت جعلهم يسيطرون على الميدان حتى أنهت القوات الهندسية إنشاء الحاجز الخرسانى المدعوم بأسلاك شائكة، ثم كثفت قوات الأمن المركزى من هجومها بالقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين بالميدان، واستطاعت أن تجبرهم على الهروب إلى منطقة وسط البلد، مدعمين الأفراد بالعديد من العربات المصفحة، فيما ردد المتظاهرون خلال هروبهم من الميدان هتافات، "بلطجية بلطجية" و"يسقط يسقط حكم المرشد".

وعلى الجانب الآخر، بدأت قوات الأمن فى تطهير وتنظيف الميدان، من الخيام التى انتشرت فى جميع أرجائه، وتكسير خيام الباعة الجائلين التى شوهت مظهر الميدان، بالإضافة إلى القبض على العديد من المتظاهرين والباعة.

وأثناء عودة قوات الأمن إلى محيط السفارة مرة أخرى من اتجاه شارع قصر العينى، لاحقهم عدد من المتظاهرين وقاموا بقذفهم بالحجارة.

وأثناء تطوير هجوم قوات الأمن على ميدان التحرير خرجت 6 سيارات "فان" من جهة السفارة الأمريكية من اتجاه شارع الشيخ ريحان مسرعة فى طريقها إلى شارع قصر العينى، هاجمها المتظاهرون الذين عادوا إلى ميدان التحرير مرة أخرى، وألقوا الحجارة على السيارات أثناء هروبها، وذلك بعدما تقهقرت قوات الأمن المركزى باتجاه ميدان سيمون بوليفار، والاكتفاء بتأمين محيط السفارة الأمريكية.

وحاول "اليوم السابع"، الوصول إلى أية تفاصيل إضافية حول تلك السيارات، وإذا ما كانت تنقل أفرادا أو مستندات من داخل السفارة، فيما أكد مصدر أمنى من قوات الأمن المركزى المتواجدة فى محيط السفارة، أنهم ليس لديهم أى معلومات عن هذه السيارات أو ما تقوم بنقله.

وقد حضرت أربع سيارات محملة بالكتل الخرسانية، وبدأ أحد الأوناش الضخمة فى بناء الجدار عند مدخل السفارة الأمريكية بالقرب من ميدان سيمون بوليفار، تحت حراسة قوات الأمن المركزى المحتشدة فى صفوف للتصدى للمتظاهرين.

وناشدت قوات الأمن المركزى المتواجدة فى ميدان سيمون بوليفار فجر اليوم، الجمعة، من خلال مكبرات الصوت، المتظاهرين بوقف الاشتباكات، وتراجعت للخلف وأوقفت إطلاق القنابل المسيلة للدموع.

ولكن واصل المتظاهرون قذف القوات بالحجارة والمولوتوف وإطلاق العديد من أعيرة الخرطوش، الأمر الذى أدى إلى إصابة العديد من قوات الأمن المركزى بعدة طلقات من الخرطوش، حيث أصيب أحد المجندين بأكثر من 25 طلقة خرطوش، وتم نقله إلى المستشفى بواسطة إحدى سيارات الإسعاف.