خبر نتنياهو أحرق طبيخه- هآرتس

الساعة 02:47 م|13 سبتمبر 2012

ترجمة خاصة

نتنياهو أحرق طبيخه- هآرتس

بقلم: اسرائيل هرئيل

(المضمون: أفسد نتنياهو تدبيره لمواجهة ايران بكثرة كلامه وتسريبه لخططه وتحذيراته - المصدر).

من شبه المؤكد أننا لا نشهد حملة الخداع الكبرى في التاريخ، ولا نشهد ايضا حيلة سير على شفا الهاوية لم يكن لها مثيل من قبل. ان نتيجة التشاجر الذي يؤذي الآذان بين بنيامين نتنياهو وبراك اوباما الذي يشهد أكثر من كل شيء على فقدان ثقتنا بأنفسنا ستكون واحدة وهي ان اسرائيل لن تقصف ايران. ومن المؤكد ان امريكا لن تفعل ذلك، وستركب ايران قنبلة ذرية وتُحدث ثورة جغرافية استراتيجية جوهرية في المنطقة، وفيما يتعداها كثيرا ايضا.

ليس اوباما هو المذنب الرئيس، وليس النفاق والاستكانة الاوروبيان هما المذنبين الرئيسين ايضا، بل ان سلاح الجو لن يُقلع لا بسبب اعلانات عظماء الاخلاق والضمير الاسرائيليين. ان شخصا واحدا هو نتنياهو، هو المذنب، وهو الذي يجب عليه ان يحاسب نفسه وان يقول لنفسه: أنا الذي أفهم أكثر من كل شخص آخر ماذا ينتظرنا اذا أصبح لايران قنبلة ذرية؛ أنا المسؤول عن ان هذا المستقبل المنتظر لن يحدث أبدا؛ وأنا الذي أوضحت للعالم أنني سأمنع ايران من الحصول على السلاح الذري حتى لو اضطررنا الى تنفيذ العمل العسكري وحدنا – قد أحرقت طبيخي. ان سلوكي نحو الخارج ونحو الداخل هو الذي أحدث الشرك الذي يمنعني من القدرة على ان آمر بعمل عسكري هو الاجراء الوحيد الذي يمكن ان ينقذ شعب اسرائيل من المصير الذي ينتظره من ايران الذرية بحسب أفضل اعتقادي.

كان أحد أكبر الأخطاء في ادارة المعركة هو الاعلان الذي عُظم واستمر وقتا طويلا وأدار فيه نتنياهو حملة الضغوط (على اوباما) والتهديدات (لايران). وبرغم فصاحة نتنياهو وبرغم "القضية" القوية التي لا لبس فيها فان شخصية نتنياهو يعوزها العامل القيادي الذي يستطيع من كان يتمتع به فقط ان يجمع حلفا دوليا موثوقا به ورادعا لايران حقا. ان الصراخ المتواصل – برغم انه لا يمكن اضافة عوامل جديدة الى النقاش العام – بدل ضبط النفس الجليل الذي يشهد على أعصاب قوية، يُبرز هذا النقص. وان التحذيرات التي لا تنقطع على هيئة إحذروا الذئب، عملت على تلاشي الاستعداد الوطني وجعلت النقاش مبتذلا في حين ان الوضع بعيد جدا عن ان يكون مبتذلا.

ان الاعلان الكثير أفسد الجدية المناسبة. ويدرك الصحفي المُطرى الذي يُدعى الى حديث "بأربع أعين" مع نتنياهو أو مع اهود باراك أن حديث الاقناع ينبع من عدم ثقة الموجه بنفسه. لأن جميع السوابق في مثل هذه القضايا تقول انه ينبغي التنفيذ أولُّ وبعد ذلك يتم البيان. فمناحيم بيغن لم يُسرب الحديث عن تدمير المفاعل الذري في العراق، وما يزال اهود اولمرت لا يتطرق الى اليوم رسميا الى تدمير المفاعل الذري في سوريا. وكان ينتظرنا من سوريا خطر رد أكبر مما ينتظرنا من ايران. فهم يوجهون آلاف الصواريخ على مدننا وبنيتنا التحتية الاستراتيجية من مسافة أقصر وفيها صواريخ ذات رؤوس كيميائية وبيولوجية.

ان الجانب "القوي" خاصة في نتنياهو، أي قدرته الخطابية، كان ثقلا عليه. فلو أنه دبر أموره سرا كأسلافه لكان التأثير الاستراتيجي – والسياسي ايضا – عظيما. ولم تكن الادارة الامريكية ستضطر الى ان تقوم علنا وبصورة سافرة وتعترض على عملية اسرائيلية، وما كان باراك المخلص دائما ليبحث عن كرسي هرب من هذا المطبخ الذي كان من رؤساء طباخيه.

ماذا سيكون رد اوباما (والعالم) على عملية اسرائيلية مباغتة؟ تذكرون ان شمعون بيرس كتب الى بيغن أننا اذا قصفنا العراق فسنصبح مثل عرارة في سهب قاحل (كان بيرس دائما قويا في التنبؤات السياسية والكلمات ايضا). أما في واقع الامر فقد أصبحت اسرائيل التي نفذت الشيء الذي لا يُصدق، تُرى غير قابلة للهزيمة. وتعلمون ان امريكا تُحب (وتحترم) اسرائيل حينما تكون جريئة منتصرة.