خبر شرطة نموذجية -هآرتس

الساعة 08:08 ص|05 سبتمبر 2012

بقلم: أسرة التحرير

الوسط العربي هو من الاوساط الاكثر ظلما في اسرائيل من ناحية المعاملة السلطوية. فهو لا يحظى بنصيبه المناسب في الميزانيات وفي الوظائف. صورة المرآة للحقوق المنتهكة هي الواجبات المقلصة، عمليا إن لم يكن ايضا نظريا. فاطلالة الى البلدات العربية تظهر صورة مقلقة من تجاهل السكان لاطاعة قوانين الدولة وأنظمة السلطة المحلية. فعرب اسرائيل يقولون لحكومتهم: إن لم يكن من عسلك، فليس من قرصتك أيضا.

        من هذا الواقع القاتم ينشأ شعاع نور أزرق: ميل تحسن في نشاط شرطة اسرائيل. عندما تمتنع وزارات حكومية بل ومحافل عامة وتجارية عديدة عن الدخول الى البلدات العربية خشية أن تصاب بضر، فان الشرطة هي نقطة اتصال نادرة مع المواطنين هناك. فهي ذراع السلطة ولكن ايضا اليد المساعدة. فعند التوتر، مثلما في اضطرابات تشرين اول 2000، اعتبرت السلطة جهة ساحقة وقامعة، ولكن في الايام العادية ايضا يعرف الناس في الوسط العربي بان ليست هي العنوان الحقيقي للشكوى على السلطات. ومثلما في النهج القديم تجاه الصراعات بين اعضاء عصابات الجريمة، في صيغة "فليضرب الواحد الاخر، على الا يضربوا المواطنين الابرياء"، تصرفت الشرطة لفترة طويلة جدا حتى تجاه الوسط العربي بسياسة التدخل الادنى. في ضوء أوج الجريمة، حفظ أدنى للنظام.

        يخيل أن وزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفتش والمفتش العام للشرطة، الفريق شرطة يوحنان دنينو، لا يعتبران هذا الوضع قضاء وقدرا. فحسب المعطيات التي عرضت على الحكومة هذا الاسبوع، سجل في الوسط العربي في السنة الاخيرة انخفاض بمعدل 22 في المائة في حالات القتل – 10 ضحايا أقل؛ ارتفاع 15 في المائة في مظاهر المشاركة في القتل – الى 55 في المائة؛ انخفاض بمعدل 24 في المائة في أحداث اطلاق النار. في حوادث الطرق – 40 قتيلا أقل وانخفاض معدل العرب بين القتلى (من 39 الى 33 في المائة).

 هذا ميل مبارك، ليس فيه ما يكفي. حذار على حكومة اسرائيل أن تختبيء خلف ظهر الشرطة وتكتفي بنشاطها. على سلطات الدولة أن تتعلم من نتائج نشاط الشرطة وتعمل، كل واحدة في مجالها، لاحداث تغييرات مباركة في الوسط المظلوم.