خبر طائرات تجسس أمريكية حلقت في سماء الشرق الأوسط وفوق « إسرائيل »

الساعة 03:29 م|30 أغسطس 2012

غزة

بين تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، نقلا عن مجلة صادرة عن سلاح الجو الإسرائيلي، أن طائرات تجسس أمريكية من طراز "يو 2" حلقت لسنوات فوق إسرائيل منذ سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، وتراجعت تدريجيا حتى توقفت بعد حرب تشرين 1973.

 

وأشار التقرير إلى أن طياري سلاح الجو الإسرائيلي وقفا عاجزين في سنوات الخميسينات مع استمرار تحليق طائرات سوداء مجهولة على ارتفاعات شاهقة في المجال الجوي الإسرائيلي وصلت إلى أكثر من 70 ألف قدم.

 

وأشارت تقارير من سلاح الجو الإسرائيلي إلى أن الطائرات الإسرائيلية لم تصل إلى ارتفاعات تزيد عن 40 ألف قدم في حينه، بينما تواصل تحليق الطائرات السوداء المجهولة المرة تلو المرة في مسارات ثابتة، وخاصة في أوقات التوتر.

 

كما لفتت الصحيفة إلى وجود عدة وجهات نظر في وسط سلاح الجو الإسرائيلي، رجح بعضها أن تكون الطائرات بريطانية، وآخرون قالوا إنها أمريكية.

 

وقال مجلة صادرة عن سلاح الجو الإسرائيلي، هذا الأسبوع، وبعد أربعة عقود، فقد سمح الجيش بالنشر بأن هذه الطائرات كانت طائرات تجسس أمريكية سرية من طراز "يو 2"، وكانت تحلق فوق دول الشرق الأوسط.

 

وأشارت إلى أنه في أيار/ مايو من العام 1960، وبعد إسقاط إحدى هذه الطائرات في أراضي الاتحاد السوفييتي في عهد نيكيتا خورتشوف، تفاخر الأخير بإسقاط الطائرة الأمريكية التي لم تستطع أي طائرة قتالية الوصول إليها. وأشار إلى أن الطائرة الأمريكية حلقت على ارتفاع 20 كيلومترا، وكانت تحمل عتاد تجسس وتصوير دقيق. كما أشار إلى أن الطائرة الأمريكية خرقت قوانين ودولية وخرقت سيادة دول كثيرة أخرى في العالم.

 

ونقلت مجلة سلاح الجو عن نجل الطيار غاري بوارز الذي أسقطت طائرته قوله إن والده نفذ 28 رحلة جوية كهذه، وأن أربع منها كانت فوق الاتحاد السوفييتي، في حين كانت الباقية في "نقاط ساخنة" في الشرق الأوسط.

 

وأشارت المجلة إلى أنه عشية العدوان الثلاثي على مصر، عام 1956، زادت الولايات المتحدة من تحليق طائرات التجسس "يو 2" في الشرق الأوسط، وفوق إسرائيل. كما أشارت إلى أنه في أعقاب تصريحات خورتشوف، بعد 4 سنوات، كشف عناصر استخبارات إسرائيلية عن أهداف التحليق الأمريكي. ونقلت عن الطيار يوفال أفرات قوله إن الطائرات الأمريكية كانت تحلق فوق "منشأة أمنية" في الجنوب كانت لا تزال في مراحل البناء.

 

وفي أعقاب إسقاط الطائرة الأمريكية في الاتحاد السوفييتي توقفت رحلات التجسس الامريكية لمدة سنتين، ومع تجديدها واصل الأمريكيون التحليق في سماء الشرق الأوسط، وفي نهاية "حرب الاستنزاف" تم تحديد مسار ثابت للطائرات الأمريكية بالتنسيق مع وزارة الحرب الإسرائيلية.

 

وبحسب "هآرتس" فإن الطائرات الأمريكية خرجت عن المسار الذي تم تحديده، ,ان وزير الحرب الإسرائيلي في حينه، موشي ديان، هدد السفير الأمريكي في إسرائيل بأن سلاح الجو سيطلق صاروخ جو – جو باتجاه الطائرة الأمريكية في حال خرجت عن المسار المتفق عليه.

 

وتابعت الصحيفة أن فحوى الحديث نقلت إلى وزارة الدفاع الأمريكية، وأدى ذلك إلى إعادة دراسة مهمات التجسس التي تقوم بها الطائرات الأمريكية. وفي حرب تشرين 1973 عادت الطائرات لتحلق مرة أخرى فوق إسرائيل لبناء صورة استخبارية، ولكنها تحليق الطائرات تراجع تدريجيا إلى أن توقف تماما وتوقفت مهمة التجسس الأمريكية.