خبر المضيفة ليست أهلا -يديعوت

الساعة 08:06 ص|29 أغسطس 2012

بقلم: افرايم هليفي

أثار مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران هذا الاسبوع انتباها كبيرا ولا داعي اليه باسرائيل. فـ "منظمة هذه الدول" ليست موجودة في واقع الامر. وقد أُسس هذا الجسم في حينه ليجمع دول ما سُمي "العالم الثالث" بازاء الكتلتين الكبيرتين برئاسة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي واللتين تنافستا في اطار "الحرب الباردة". وقد انقضت هذه الحرب فلم يعد الاتحاد السوفييتي موجودا، وانفصلت أجزاء كبيرة منه عن روسيا وانشأت دولا مستقلة.

تجتمع دول عدم الانحياز مرة كل بضع سنين في مؤتمر وتختار من جملة ما تفعل أمينا عاما للمنظمة يكون في الأكثر رئيس الدولة المضيفة. قبل ثلاث سنين عُقد المؤتمر في شرم الشيخ في مصر، وأصبح الرئيس مبارك الأمين العام للمنظمة. ولم يفعل مثل أسلافه شيئا منذ انقضى المؤتمر. والآن سيُنتخب معرفتنا احمدي نجاد لمنصب فارغ من المضمون وفارغ من المعنى.

سيأتي رئيس مصر الجديد محمد مرسي الى طهران لينقل مشعل القيادة الى وريثه، وسينسى هذه الواقعة سريعا جدا. ويحضر ممثل منخفض المستوى من العربية السعودية عدوة ايران اللدودة الى ايران الشيعية هو ايضا. أما دولة اخرى ستظهر في نفس المقام وهي كوريا الشمالية وستبرز بأنها تساعد أكثر من كل جهة اخرى على محاولات نشر السلاح الذري ووسائل انتاج واطلاق السلاح البالستي في طائفة واسعة من الدول في الشرق الاوسط. قالوا ذات مرة عن وجود هذه الأجسام ان "أهميتها في مجرد وجودها". ويصح ان نقول في هذا الجسم انه لا أهمية ألبتة لوجوده ولا يوجد اليوم أي قاسم مشترك بين حضور المؤتمر.

مع تأسيس المنظمة تقررت عشر قواعد يجب على كل دولة ان تفي بها شرطا لقبولها للمنظمة وهي: احترام حقوق الانسان الأساسية واحترام مباديء الامم المتحدة؛ واحترام السيادة والحقوق المناطقية لجميع الأمم؛ والاعتراف بحركات التحرر الوطني؛ والاعتراف بالمساواة بين جميع الأعراق وجميع الشعوب الصغيرة كالكبيرة؛ والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة ذات سيادة واحترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بنفسها أو بمشاركة أخريات بحسب ميثاق الامم المتحدة؛ والامتناع عن إسماع أي تهديد أو القيام بأي عمل عدواني على سلامة مناطق كل بلد أو استقلاله السياسي؛ وتسوية كل اختلاف دولي بالوسائل السلمية بحسب ميثاق الامم المتحدة؛ والدفع الى الأمام بالمصالح المشتركة والتعاون واحترام العدل والالتزامات الدولية.

ان ايران المضيفة للمؤتمر ليست أهلا لأن تكون عضوا في المنظمة لكونها تُخل بتسعة من شروط القبول فيها.

ولهذا فليس من الصحيح ان يُصرف انتباه خاص الى الانعطافة في طهران، ومن المؤسف فقط ان الأمين العام للامم المتحدة يضر بمنظمته وبنفسه شخصيا بسبب حضوره المؤتمر الذي يُخل المبادرون اليه بالقواعد الأساسية لسلوك الدول ذات السيادة.

ليس لنا أن نشتكي من مشاركة الرئيس المصري محمد مرسي في المؤتمر. حينما يصافح مضيفيه فمن المؤكد ان تخطر بباله فكرة انه في الوقت الذي يمكث فيه في عاصمة ايران تشارك قواتها المقاتلة بالفعل في ذبح مسلمين في دمشق ومدن اخرى ومنهم اعضاء حركته، حركة الاخوان المسلمين، التي عانت قمعا وذبحا جماعيا قادهما في ذلك الوقت والد بشار الاسد.

سيُسجل مؤتمر طهران بصعوبة على أنه ملاحظة هامشية هازلة في تاريخ الشرق الاوسط. ولن يجدي شيئا على المشاركين فيه ولن يضر اسرائيل بشيء.