خبر خبراء: زيارة مرسي لطهران تفتح ملف العلاقات الاقتصادية

الساعة 11:20 ص|26 أغسطس 2012

وكالات

يزور الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي العاصمة الايرانية طهران يوم الخميس القادم  30 أغسطس لحضور قمة دول عدم الانحياز عقب انتهاء زيارته للصين التي تبدأ غدا الاثنين وتستمر ثلاثة أيام.

وتعتبر هذه اول زيارة لرئيس مصري منذ قيام الثورة الايرانية في عام 1979 م والتي اعقبها تجميد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.

وفى الوقت الذي توقع فيه سياسيون ان تقتصر مباحثات مرسى خلال تواجده بإيران على الملف السياسي، قال خبراء اقتصاديون  بارزون في مصر ان العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وطهران قد تكون احد الموضوعات المدرجة على اجندة زيارة مرسى.

من جانبه قال إسماعيل حسن رئيس مجلس ادارة بنك مصر إيران للتنمية والمحافظ السابق للبنك المركزي المصري " أن زيارة الرئيس محمد مرسي ستؤدي إلي تحسن العلاقات  الاقتصادية بين مصر وإيران وزيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة في البلدين".

أضاف محافظ البنك المركزي المصري السابق في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأناضول التركية للأنباء "أن إيران تعد دولة بترولية لديها فائض من العملات الأجنبية يمكن أن تستثمره في مصر ومن الممكن أن يصل حجم استثماراتها في فترة قصيرة إلي 5 مليار دولار كما اعلن مسئولون إيرانيون".

وقال " أن الرئيس المصري يسافر لإيران لحضور قمة عدم الانحياز وليس لزيارة دولة إيران لبحث العلاقات المصرية الإيرانية".

وفسر حسن سبب الزيارة بقوله "أن الرئيس فضل أن يحضر الاجتماع بنفسه ليتعرف علي رؤساء دول عدم الانحياز ويتبادل معهم الآراء المختلفة بنفسه ويمهد الأجواء لترتيب ما ستنتهي إليه العلاقات المصرية الإيرانية وهي فرصة جيدة لتهيئة عودة العلاقات مع إيران".

يذكر أن بنك مصر إيران للتنمية هو بنك مصري يخضع لرقابة البنك المركزي المصري وتشارك فيه إيران بنسبة 40% من راس المال مقابل 60 % لمؤسسات حكومية مصرية ،والعاملون  فيه وعملائه مصريون ويوجد له مكتب تمثيل بإيران لا يقوم بأي أعمال مصرفية.

وارجع حسن أهمية زيارة مرسى لطهران إلى "أن مصر ما بعد الثورة تعيد بناء علاقاتها الخارجية على أساس متوازن ينبع من إرادتها لتحقيق مصالحها القومية ".

وقال " أن مصر وإيران دولتان كبيرتان وان عودة العلاقات بينهما لمصلحة الشعبين ستؤدي إلى تحسن العلاقات الاقتصادية بزيادة الاستثمارات الإيرانية في مصر وتنشيط السياحة الإيرانية لمصر وزيادة التبادل التجاري بين البلدين".

وعن شروط تحسن العلاقات الاقتصادية وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حددها حسن قائلا " تحسن العلاقات الاقتصادية مرهون بعدم تدخل كل دولة في شئون الأخرى وان يكون عائد هذه العلاقات لصالح الشعبين".

وعن مجالات التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين قال رئيس مجلس ادارة بنك مصر إيران للتنمية " مصر تصدر لإيران موالح وملابس وأجهزة منزلية وأدوات كهربية ،وإيران تصدر لمصر قمح وسيارات ،ومن الممكن أن تقوم باستثمارات صناعية بالإضافة إلي تنشيط السياحة بين البلدين والسماح للإيرانيين بزيارة العتبات المقدسة وأولياء الله الصالحين".

ومن جانبه قال خالد أبو إسماعيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية السابق ورجل الاعمال المصرى المعروف" انا متفائل وسعيد بزيارة الرئيس محمد مرسي لإيران لانها ستؤدي لتحسن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيران التي كانت متجمدة بسبب المخاوف الأمنية في العهد السابق".

وطالب " الرئيس مرسي بدراسة الملف الإيراني جيدا قبل الزيارة ووضع المشاكل  أمامه بأمانة  حتي تحقق الزيارة نتائج إيجابية".

يذكر أن أبو إسماعيل كان أول مصدر للموالح المصرية لإيران منذ سبع سنوات وقد بلغت صادرات مصر من الموالح عام 2011 مائة ألف طن لإيران بقيمة 50 مليون دولار أمريكي.

وأضاف أبو إسماعيل الذى شغل في سنوات سابقة رئاسة الغرفة المصرية الإيرانية المشتركة في مكالمة هاتفية لوكالة الأناضول للأنباء "أن شركات السياحة الإيرانية تتوق إلي تحسن العلاقات والسماح للسياحة الإيرانية بزيارة مصر متوقعا وصول عدد السائحين الإيرانيين الذين يزورن أهل البيت والأزهر في مصر إلي 2 أو 3 مليون سائح سنويا".

ارجع سبب تقديره لهذا العدد بقوله "ان هناك مليون سائح إيراني يزورن مرقد السيدة زينب  فقط بدمشق في سوريا سنويا بينما في مصر يوجد العتبات المقدسة ومراقد اغلب أهل البيت".

يذكر أن مصر بها اغلب أضرحة أهل بيت الرسول (ص) وهي تعتبر من الأماكن المقدسة التي يزورها الإيرانيين.

وطالب أبو إسماعيل الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءاتها دون منع السائحين ورجال الأعمال الإيرانيين من الدخول أو التضييق عليهم قائلا " أن علي الأجهزة الأمنية اتخاذ إجراءاتها ومتابعة السائح الإيراني مثله مثل غيره من السائحين لكن بدون تعقيد الأمور وبدون إجراءات مهينة لان امن وأمان مصر لا يعني عدم دخول السائح أو رجل الأعمال الإيراني ".

وطالب بتسهيل الإجراءات قائلا " يجب تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة لرجال الأعمال الإيرانيين والسائحين وعدم التذرع بالمخاوف الأمنية فكم حالة ارهاب في العالم قام بها إيرانيون؟".

وفى اشارة الى توقعات بتدفق السياحة الايرانية لمصر قال " لقد لمست في اكثر من زيارة لإيران انهم يرحبون بالمصريين ويتمنوا عودة العلاقات مع مصر لأنها بلد الأزهر والبلد المدفون فيه أهل بيت رسول الله (ص ) والعلاقات مصرية إيرانية كانت قوية منذ أيام الملك فاروق وبعدها ".

 أوضح أن دول الخليج رغم خلافتها السياسية مع إيران فعلاقاتها بإيران تجاريا ودبلوماسيا اكبر قائلا " أن دول الخليج العربي  التي لديها خلافات سياسية مع إيران نجد ان علاقاتها التجارية والدبلوماسية اكثر من مصر ،فالسعودية لديها تمثيل تجاري ودبلوماسي كبير في إيران".

وعن فرص جذب الاستثمارات الإيرانية لمصر قال رجل الاعمال المصري المعروف "توفير الأمن وبناء نظام سياسي ديمقراطي قائم علي الاقتصاد الحر شروط أساسية لضخ استثمارات جديدة في نصر سواء محلية أو إيرانية".

يذكر أن التبادل التجاري بين البلدين يصل الي100 مليون دولار وان الاستثمارات الإيرانية في مصر تبلغ 360 مليون دولار من خلال14 مشروعا تعمل في مجالات الصناعات الغذائية والمنسوجات والنقل والقطاع المصرفي وذلك وفقا لأرقام وزارة التجارة الإيرانية .

وتتصدر قائمة الصادرات المصرية الموالح ،ثم يأتي فحم الكوك والبصل والدخان ومصنوعات من زجاج الكريستال والأثاث ،بينما تتصدر قائمة الواردات المصرية من إيران السيارات والفستق والعنب المجفف والفول العريض والقطن الخام غير المخلوط وأدوات زجاجية وذلك وفقا لتقرير لجنة التجارة الدولية التابعة لوزارة الصناعة والتجارية الخارجية المصرية.