خبر وزير المتفجرات -هآرتس

الساعة 08:26 ص|23 أغسطس 2012

بقلم: أسرة التحرير

يبدو أن وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، قرر تحطيم الصمت الطويل ولم يعد يضن في عرض أفكاره على الجمهور في اسرائيل والجمهور في العالم. رسالته الى الرباعية ("هآرتس" أمس) التي يطالب فيها بتنحية محمود عباس "الدكتاتور"، الذي يعيق بزعمه المسيرة السلمية،  واستبداله في انتخابات في السلطة الفلسطينية، أسكتت بالفعل الخطاب المعتاد عن ايران. فلا معنى حتى لمجادلة هذا الاقتراح الاشوه، الذي لا يعني فقط التدخل الفظ في الشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية بل وبالاساس محاولة بائسة لالقاء المسؤولية عن الفشل بالذات على السلطة الفلسطينية.

        المشكلة التي تثير القلق في موضوع الرسالة هي الشكل الذي يمكن فيه لوزير الخارجية، وليس لاول مرة، الخروج ضد السياسة المعلنة للحكومة وعرض أفكار من شأنها أن تخرب على العلاقات الهشة لدولة اسرائيل مع السلطة الفلسطينية ومع الاسرة الدولية، وكأن به ممثل المعارضة وليس وزيرا رفيع المستوى. ليس غنيا عن الذكر أن ليبرمان اتهم أيضا مصر بانتهاك اتفاقات كامب ديفيد بسبب ادخال قواتها الى سيناء وطالب التشدد معها "حرفيا"، وكأن ليست حكومة اسرائيل هي التي سمحت لمصر بادخال قوات اخرى لمكافحة الارهاب.

        وكما هو متوقع وكالمعتاد، هرع رئيس الوزراء نتنياهو أمس الى اطفاء الحرائق التي حاول اشعالها ليبرمان وصرح، كما ينبغي، بان رسالة الوزير لا تمثل موقف الحكومة. ينبغي العجب: كيف يمكن لوزير خارجية الذي لا يمثل موقف الحكومة ان يواصل أداء منصبه؟ هل سيكون رئيس الوزراء والجمهور متفاجئين مرة اخرى من هجمات ليبرمان على الساحة السياسية؟ من الصعب الاشارة الى دولة اخرى، التي ينبغي لقيادتها أن تخشى من النشاط غير المتوقع لوزير الخارجية. الوزير، الذي تتلخص قائمة انجازاته في مجال العلاقات الخارجية بلا شيء وأضراره آخذة في التراكم. لا يحق لرئيس الوزراء أن يكتفي بالتضارب مع تصريحات ليبرمان. فليس من أقواله يجب أن يتنكر، بل من الوزير نفسه. اسرائيل تستحق وزير خارجية ليس قنبلة موقوتة.