لأول مرة منذ 12 عاماً

خبر 150 ألف فلسطيني يستجمون على شواطئ يافا وعكا وتل الربيع

الساعة 03:50 م|22 أغسطس 2012

رويترز

لأول مرة منذ 12 عاما، تمكن عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية من الوصول إلى شواطئ مدينتي تل الربيع "تل أبيب" ويافا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للاستجمام بعد أن منحتهم دولة الاحتلال تصاريح "زيارة" خلال عطلة عيد الفطر السعيد.

وعجّت الشواطئ بالمستجمين من كل الأعمار ونزلت النسوة إلى البحر وهن بملابسهن واغطية الرأس، في مشهد لم تعهده تلك الشواطئ منذ زمن بعيد، بينما وقف الكثيرون لالتقاط الصور أمام معالم مدينة حيفا وفنادق تل أبيب الشاهقة.

وقالت فوزية فرارجه (55 عاما) وهي تسير على شاطىء البحر لـ ( ا ف ب) "انا سعيدة لان احفادي يرون البحر ويرون كم هي جميلة بلادنا".

واضافت "نحن من سكان بيت ساحور شرق بيت لحم. لو نستطيع لجئنا الى هنا كل يوم، لكن "اسرائيل" لم تكن تعطينا تصاريح. لقد فوجئنا بأننا حصلنا على تصاريح هذه المرة".

وصرخ المنقذ "الاسرائيلي" بالعبرية على الشبان ألا يتجاوزوا الكرات الحمراء، أو طلب من آخرين الخروج من الماء.

وقدر طلال التميمي وهو صاحب مكتب سياحي من الخليل عدد الذين وصلوا خلال ايام العيد الى تل ابيب وحيفا وعكا بنحو 150 الف فلسطيني.

واوضح "هذه اول مرة يحصل الناس على هذا العدد الكبير من التصاريح، كان الامر مفاجئا ولا نعرف السبب، ربما لتحسين الوضع الاقتصادي الاسرائيلي".

واضاف ان "مكاتب السياحة في الضفة الغربية استأجرت جميع باصات القدس السياحية لنقل الناس من المعابر الى يافا وتل ابيب وحيفا وعكا" داخل اسرائيل.

واوضح ان هذه الباصات نقلت الاثنين، ثاني ايام عيد الفطر، "اكثر من 25 الف فلسطيني من معابر الضفة الغربية الى شاطىء العجمي لوحده في يافا".

ولا يوجد للضفة الغربية اي منفذ على البحر، ولا يستطيع سكانها البالغ عددهم نحو مليونين ونصف مليون الانتقال خارجها الا بتصريح اسرائيلي.

وانتشرت بعض العائلات الفلسطينية على العشب واوقدت المناقل لشي اللحم، وحمل البعض النارجيلة، في حين بدت الشواطىء خالية من الاسرائيليين، ولم تظهر دوريات او افراد من الشرطة الاسرائيلية بالقرب منها.

وقالت جيهان زيد (22 عاما) الاتية من بلدة دير عمار القريبة من رام الله، "لم ار البحر منذ كان عمري عشر سنوات. سمحوا لنا باحضار كل شيء، الاكل والقهوة ومعجنات".

وعبرت عن فرحتها لرؤية مدينة يافا بقولها "انا سعيدة جدا. حضر كل افراد العائلة ونزلنا الى البحر. لمياه البحر طعم وسحر خاص. ليتهم يسمحون لنا في المستقبل بان نشم رائحة البحر".

وقالت حماتها عيشه زيد (51 عاما) "قدمت للحصول على تصريح في رمضان فرفضوه. ثم سمعنا ان الناس يحصلون على تصاريح بسهولة فقدمنا مرة ثانية وقبل يومين فوجئت بالموافقة في المساء. لم نفكر مرتين وجئنا".

واضافت ان "بناتي ذهبن للتسوق في سوق الكرمل بتل ابيب".

واكد محمد دعيس (18 عاما) الاتي من مدينة يطا جنوب الخليل، وهو يتأمل الماء، "هذه المرة الاولى التي ارى فيها البحر في حياتي. منظر البحر رهيب. لم يسبق لنا ان زرنا مدينة في حياتنا مثل حيفا او يافا او عكا".

وقدر احمد (45 عاما) القادم من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، عدد الذين حصلوا على تصاريح من المدينة بنحو 25 الفا.

واضاف "على الارجح هم يريدون ان ينفسوا عن الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يعيشون في ضغط نفسي واقتصادي حتى لا ينفجروا بانتفاضة ضد اسرائيل. انهم يريدوننا ان ننتفض بالماء، يريدون انتفاضة بحر".

واوقفت اسرائيل منح تصاريح لفلسطينيي الضفة الغربية للدخول الى اراضيها بعد انطلاقة الانتفاضة الثانية في العام 2000، ولم تكن تصاريح الزيارة تعطى الا لعدد محدود من الافراد وللضرورة او في مناسبات خاصة.

ولكن شروق (25 عاما) القادمة من نابلس بدت غاضبة بقولها "هذه اول مرة نحضر واخر مرة، لن نعيدها. لقد اتعبونا على المعابر. لم يفتشونا لكنهم كانوا يصرخون في وجهنا، ويرسلوننا من مدخل الى اخر، لقد ارهقونا".

وتابعت "والان، وصلنا الى هنا ولا توجد مظلات، معنا نساء كبيرات في السن لا يتحملن الشمس، الشاطىء مكتظ ولا يوجد مكان للسباحة حتى في الماء"، مشيرة الى صفحة الماء التي عجت بالسابحين.

وقال مدير الارتباط المدني لمنطقة الخليل محمود المطور لوكالة فرانس برس "لقد حصلت منطقة الخليل على 26 الف تصريح، ولا يحتاج الاطفال حتى 12 عاما الى تصريح. ربما اعطت اسرائيل التصاريح بسبب الوضع الامني المستقر"، في اشارة الى عدم تنفيذ عمليات كبيرة ضد اهداف اسرائيلية منذ بضع سنوات.

واضاف "برايي ان الهدف هو انعاش الاقتصاد، فكل فلسطيني يصل الى تل ابيب سيصرف على الاقل نحو 50 دولارا في اليوم. وهذه الالاف التي تذهب يوميا الى هناك ستنشط الاقتصاد".