خبر فلنعتمد على أنفسنا فقط- معاريف

الساعة 07:55 ص|22 أغسطس 2012

 

بقلم: د. ايلي كرمون

باحث كبير في معهد السياسة ضد الارهاب في مركز متعدد المجالات هرتسيليا

الموضوع المركزي في الجدال الجماهيري في اسرائيل والخلاف بين زعماء اسرائيل والولايات المتحدة على الهجوم على المنشآت النووية الايرانية هو السؤال: هل يمكن لاسرائيل أن تعتمد على وعود الرئيس اوباما في اصدار الامر بعملية عسكرية، قبل أن تحقق ايران قدرة نووية عسكرية؟ الرئيس بيرس قال مؤخرا انه يؤمن بان اوباما سيمنع سلاحا نوويا عن ايران. السجل التاريخي لتصدي رؤساء الولايات المتحدة للتحديات التي فرضها عليهم النظام في طهران يتناقض وهذه الفرضية. فالرئيس كارتر ليس فقط لم يساعد شاه ايران على مواجهة الثورة الخمينية، بل ولم ينجح أيضا في حل أزمة الـ 44 دبلوماسيا امريكيا الذين احتجزوا كرهائن على مدى 444 يوما على ايدي النظام في طهران.

الرئيس ريغان، الذي يعتبر عظيم المقاتلين ضد الارهاب الدولي في عصره، قصف ليبيا ومنزل حاكمها القذافي بسبب جنديين امريكيين قتلا في بار في برلين، ولكنه لم يتجرأ على التصدي لطهران. وقد أمر بسحب قوات السلام الامريكية من لبنان بعد أن فجر حزب الله، بتوجيه ايراني واسناد سوري، السفارة الامريكية في بيروت، وأدى الى موت 270 جندي مارينز في عملية انتحارية واحدة، خطف أو قتل عشرات المواطنين الامريكيين في لبنان وخطف طائرات امريكية في المنطقة.

الرئيس كلينتون عرف بالضبط ما هو دور الاستخبارات الايرانية في العملية ضد مساكن الجنود الامريكيين في الظهران في السعودية في 1996، ولكنه فضل مفاوضات سرية مع حكومة الرئيس "الاصلاحي" خاتمي (من يذكره اليوم؟) وأبقى المعلومات سرا كي لا يضطر الى اتخاذ خطوات عقابية ضد ايران.

الرئيس بوش (الابن)، الذي أمل في أن يساعد احتلال العراق على تشديد الطوق العسكري حول رقبة النظام الايراني العاق، لم يرد على المساعدة الايرانية لـ "جيش المهدي" لمقتدى الصدر وكتله المختلفة، التي قاتلت ضد القوات الامريكية في العراق. وفضل بوش اصدار ضوء اخضر لهجوم اسرائيلي ضد مفاعل البلوتونيوم في سوريا من التصدي بنفسه للتهديد الاقليمي الجديد. تحقق المشروع النووي العسكري الكوري الشمالي هو مثال حي على وعود لم تتحقق من كلينتون وبوش في نزع السلاح المهدد لدى الدولة العاقة لجيرانها.

لا ينبغي لاسرائيل أن تيأس من محاولات اقناع زعماء الولايات المتحدة، اوروبا والدول العربية بضرورة عملية عسكرية ضد المنشآت النووية في ايران. يبدو احيانا أن هؤلاء يفضلون ان تقوم اسرائيل هي "بالعمل الاسود" كي يتمكنوا لاحقا من الحماسة ضدها. ولكن على زعماء اسرائيل ان يقرروا في الهجوم الذاتي فقط في اللحظة الاخيرة تماما لما يصفه وزير الدفاع انه "مجال الحصانة". عليهم أن يصمدوا في وجه الميل لعمل ذلك بسرعة زائدة، ولا سيما قبل انهاء الازمة في سوريا والتي فيها امكانية كامنة ليس فقط لتغيير ميزان القوى الاقليمي ضد ايران، بل لاحداث تحولات سياسية واجتماعية داخل ايران نفسها.