خبر جنرال إسرائيلي يدعو لنا ليل نهار أن يحمينا الله .. رموز النخال

الساعة 07:40 م|20 أغسطس 2012

عرفت البشرية أول تاريخ للصراعات و الحروب و النزاعات عندما شب صراع بين الأخوين قابيل و هابيل منتهية بقتل الأول للثاني فكان ذلك مفتاح  لطريق القتل و الحروب النازفة .

و مع التقدم البشرى و الحضاري و التطور الفكري و التكنولوجى مر العالم بأنواع متعددة للحروب تحاكى الفترة الزمنية و التطور الملاحق للحقبات المتتالية و المتعاقبة للعصور.

و لعل الحرب النازفة حرب الدمار و القتل و البتر و الإبادة هي من أكثر الأنواع الشائعة التي استخدمت على مدار العصور بدءا باستخدام الأحجار مرورا بعراك السيوف و الأسلحة البيضاء و السهام و الرماح وصولا إلى عصر النهضة الأوروبية و صنع الأسلحة الثقيلة التي تطورت في عصر الثورة الأمريكية منذ القرن السادس عشر و حتى القرن العشرين و ظهور المدفعيات و الرشاشات الثقيلة التي ساهمت الحرب العالمية الأولى بالعمل على تطويرها مما عاد على العالم بالدمار الهائل .

و باستمرار الحروب النازفة خلال القرن العشرين كالحرب الايطالية الليبية و الحرب العالمية الأولى الثانية و حرب 48 و حرب 1967 .

 أدى الدمار و القتل إلى الصراخ و العويل و المناداة بحماية الإنسان من جميع أنحاء العالم لما تخلفه تلك الحروب من إهدار لكل ما يمت بصلة للإنسانية .

فتم وضع قوانين و تشريعات دولية تحمى المواطنين العزل وقت الحروب و أن من يخالف تلك التشريعات و ينتهكها فهو مدان و يعرض للمحاكمة لأنه قتل أو مارس التعذيب ضد إنسان مثله يتساوى معه بالإنسانية . و حق الإنسان بالعيش حياه كريمة تميزه عن الحيوان وفقا لاتفاقية جنيف التي تعتبر الأبرز دوليا .

 

ليتراجع النوع الأول من الحروب المتسمة بالقتل و التنكيل ليدخل العالم في نوع جديد من الحروب ألا و هو الحرب الباردة .

و هي عبارة عن صراع القوى و التفوق صراع التطور للترسانة العسكرية بين الدولتين العظميتين اللتين كانتا تحكم العالم و هما أمريكا و روسيا .

حيث بدأت الحرب الباردة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ليدخل العالم تحت سيطرة قوة ثنائية القطبية و ليتم شن حروب من نوع آخر مثل الحصار و التنافس على التطور و الحرب ضد دول خاضعة لإحدى القطبين إلى أن انهار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 لتصبح القوة المسيطرة على العالم أحادية القطبية متمثلة بأمريكا .

 

بعد حرب الدمار و الحرب الباردة ظهرت حرب الرصاصة السحرية حيث بدأ استخدام الرصاص السحري في نهاية القرن الماضي و هو يتغلغل بداخلنا و يقتل مبادئنا و فكرنا و قيمنا و هو ما يعرف بحرب الكلمات و صراع الإعلام في زمن عولمة و تقريب العالم من بعضه البعض و هيمنة على الشعوب لينتقل العالم من الإعلام التقليدي إلى  الإعلام  الجديد المبهر الذي يتغلغل بداخلنا دون أن نشعر .

فنجد جنرالات إسرائيل يتبوقون بما يخالف وجههم الحقيقي في صفحاتهم العربية على الفيس بوك و توتير مثل  "أدون شلومو"  و هو أسم مستعار لجنرال إسرائيلي حيث أن "أدون شلومو"  يدعو لنا ليل نهار أن :

 " يحمينا الله"  و أن : " يمن علينا بالخير و البركة في أعيادنا " و أن : "ينتشر التسامح بيننا في شهر رمضان الفضيل " . و يصبح و يمسى علينا نحن المسلمين معبرا عن حب و طيبة و حنان تعجز الأم عن إعطائه لأبنائها .

" أدون شلومو " يوجد على صفحته الناطقة بالعربية آلاف العرب الذين يطلقون وابل من السب و الشتم و يعبرون عن عجزهم الواقعي من خلال استخدام التفريغ النفسي بإطلاق كم هائل من الاهانات  ل "أدون شلومو"  و دولته المزعومة و حكومته دون أن يرد الأخير أو يبرر موقفه أو يفتح بابا للنقاش بل يظل يرحب بالأصدقاء العرب متمنيا لهم دوام الصحة و السعادة و أن يحميهم الله .

و لكن فعليا هل لم يهتم  "أدون شلومو" لمئات الاهانات التي تطلق من العرب في صحفته الناطقة باللغة العربية ؟ أعتقد أن هناك تصورين .

 و الحوار التالي يوضح التصور الأول :

أدون شلومو : " ما ... ما زى ... أنى لو يوديع .... ايش العرب بدهم أنا برحب فيهم و بتواصل معهم في مناسبتهم و بعبر عن وجهة نظر جيش الدفاع و الحكومة و توضيح أسباب الأهداف الموجهة للمخربين و أنو إحنا بندافع عن أنفسنا و هما بيعملوا هيك ! "

" يتسحاق " ضابط المخابرات الإسرائيلي : " شلومو خبيخى اهدى انت لساتك زغير و عضمك طرى انت هيك ماشى صح . و تأكد انك بتنجح كتير لما يكون كلامك رقيق و سلاحك خشن . هادول العرب ما بيقدروا على شى إلا الحكي . و تأكد خبيبى أنو اللي بيحكى كتير بيعمل قليل . انت صفحتك ناجحة و بعدين الكم الهائل من الاهانات اللى بيوجهها العرب إلنا لصالحنا عارف ليش خبيبى لأنو هادا العالم الافتراضي كل شخص من العالم الواقعي بيقدر يشوفو و هيك بيشوفو قديش أحنا متسامحين و قديش هما عنصرين و متطرفين و لما نفذ مخططاتنا حنلاقى دعم و مساندة دولية للقضاء على المتطرفين العرب . "

 

أما التصور الآخر فهو أن صفحة  "أدون شلومو" و جنرالات إسرائيل الناطقة باللغة العربية تتبع للمخابرات الإسرائيلية و لا تمت لهؤلاء بصلة إلا باستخدام أسمائهم و تحقيق أهداف و مخططات تخدم مصالح إسرائيل الموجودة بالحوار السابق .

 

فمنذ إقامة "إسرائيل" على أرضنا و نحن نصرخ و نشتم و نسب و ندعو على اليهود و على إسرائيل و نطلق الأشعار و الأغاني و المسلسلات التي تعبر عن سخطنا منهم و كراهيتنا لهم عبر الوسائل الاتصالية و بمراحلها المختلفة .

و لكن بعد وصولنا للعالم الافتراضي و القرية الكونية في زمن تقارب الشعوب و سهولة التعارف و التوصل إلى المعلومات أصبح يجب أن نبتعد قليلا عن تلقائيتنا و عواطفنا و نستخدم عقلنا عند مواجهة أي إسرائيلي يهودي .

 حيث أن الأفعى عند السيطرة على السم الموجود بداخلها أصبح من السهل القضاء عليها و هذا ما يجب أن نفعله في حرب الرصاص السحري .

فان جنرالات إسرائيل تبخ سم على صفحاتها الاجتماعية و لكن السم مخبأ داخل العسل لذلك يجب أن يكون هناك دورا جادا للإعلاميين و الكتاب و المفكرين و الناشطين و السياسيين للتعامل مع تلك الصفحات و استخدامها لصالحنا عن طريق عرض قضيتنا و نشر الدلائل و البراهين التي تكذب قادة إسرائيل و التعامل بأسلوب يناسب أخطر مرحلة وصلنا إليها و هي مرحلة الكلام المعسول الذي بداخله سم قاتل فتاك .