خبر القدس في رمضان مدينة تعج بالحياة..!

الساعة 10:10 ص|16 أغسطس 2012

القدس المحتلة

 

شهدت المدينة المقدسة إقبالاً لم يحدث منذ عشرات السنوات... فإذا نظرت ترى أفواجاً تزحف إليها من أقصى الشمال وحتى الجنوب، يهرولون يركضون مبتهجين مكبرين.... تراهم يصطفون على الحواجز منذ ساعات بلهفة لقاء حبيب بعد غياب ....

 

للمرة الأولى منذ سنوات تنتعش القدس وتتنفس هواء محبيها ومغتربيها.... آلاف الفلسطينيون لبوا النداء للعاصمة الخالدة التي تنظر إليها لتجدها تبتسم مضيئة مرحبة بأولادها بعد طول انتظار... تفتح ذراعيها لاحتضانهم مع الحزن على فراقهم بعد ساعات...

 

العديد من المواطنين لم يخف تخوفاتهم حول نية حكومة الاحتلال من استخدمها هذه السياسية، فإعطائها عشرات الآلاف من التصاريح ينظر له الكثيرون بعين الشك والريبة... خاصة أنهم عهدوا الاحتلال وأطباعه وإجراءاته بحقهم.

 

واعتبر المقدسي حسام شويكي أن المعركة الحقيقية والهدف يكمن بإدخال الفلسطينيين جميعا للقدس والأقصى لأنه حقهم الطبيعي، ولا تختصر المعركة على السماح لهم بالدخول أثناء إحدى شهور السنة فقط، قائلا: دولة الاحتلال لا تمن علينا بإدخال الفلسطينيين لأرضهم وعاصمتهم"، مرحبا بالجميع وداعا لهم للحفاظ على النظافة العامة للقدس والخاصة للأقصى وباحاتها.

 

وقال اسماعيل الشيخ من قرية مراح رباح في بيت لحم، انه يقوم بشراء حاجيات العيد الا ان الأسعار مرتفعة جدا والوضع الاقتصادي سيئ للغاية.

 

وكشف احد تجار بيت لحم عن إقبال ضعيف جدا للمواطنين على الشراء بالمقارنة بالسنوات السابقة، عازيا قلت الإقبال لتوجه العديد من المواطنين إلى القدس والتصاريح الكثيرة التي تم إعطائها لهم حيث أنهم محرومون من دخول القدس فاستغلوا تمكنهم من زيارتها وشرائهم من محلاتها ما أدى إلى كساد الوضع الاقتصادي في محالات بيت لحم.

 

وقال التاجر بسام عايش انه وبالمقارنة مع السنوات السابقة هناك تراجع عير مسبوق بنسبة إقبال المواطنين على الأسواق، عازيا ذلك لتأخر رواتب الموظفين وكثرة التصاريح التي أعطتها وتعطيها دولة الاحتلال للمواطنين لدخول القدس.

 

وحسب د. عبد الكريم فالفرضية الأولى ايجابية، قائلا: إذا ذهب المواطن إلى القدس وحصر أنفاقه في القدس ولصالح التجار المقدسيين، فهذا يعتبر بمثابة دعم عربي مقدسي اقتصادي وهو مطلب متجدد حيث يعاني الاقتصاد في القدس من كساد فالإنفاق فيها يساعد على أعمارها وعلى صمود المواطنين فيها.

 

وقال: "إنه إذا أصبح هناك أنفاق في القدس ومحلاتها العربية فهذا سيؤدي إلى دعمها بعشرات أو مئات الملايين".

 

وتابع: فإذا توجه للقدس يوميا ما يقارب 20 ألف مواطن في المتوسط وانفق ما بين مواصلات وشراء حاجيات بمعدل متوسط حجمه 100 شيقل فذلك سيمنح القدس مبلغ 2 مليون شيقل يوميا، مؤكدا انه مطلب ضروري ومهم.

 

أما الفرضية الثانية وهنا الإشكالية، فأوضح عبد الكريم انه في حال ان المواطن الفلسطيني يذهب نفقاته للقدس الغربية ، فبذلك يكون الدعم للاقتصاد الصهيوني بدل دعم الاقتصاد المقدسي.

 

واستبعد عبد الكريم أن تكون التكلفة الاقتصادية في حساب دولة الاحتلال، موضحا أن السبب الذي يجعلها تعطي التصاريح بهذا العدد هو تقديرات الأجهزة الأمنية، حيث كانت تتخذها كذريعة لاتخاذ إجراءات مشددة، أما الآن فيسود جو من الهدوء، ما أدى إلى سلوك صهيوني مختلف اتجاه الفلسطينيين.

 

وأوضح أن دولة الاحتلال لا يمكنها على الإطلاق منع المواطنين من الذهاب للأقصى والقدس، بالعكس فذلك سيساعدها سياسيا واقتصاديا.