خبر بالصور.. كيف قضى مرابطو سرايا القدس ليلة القدر على الثغور ؟

الساعة 12:00 م|15 أغسطس 2012

غزة

يتناوبون ما بين الحراسة وقيام الليل ويرتلون القرآن الكريم، ويجهشون بالبكاء ويرفعون اكفهم للدعاء, ينتشرون على الثغور مرتدين بزاتهم العسكرية ممتشقين سلاحهم وبنادقهم بيد ومصحفهم بيد أخرى، لا يكلون ولا يملون من الدعاء والتسبيح والاستغفار وقيام الليل، هكذا قضى مرابطي سرايا القدس على الثغور المقدسة ليلة القدر.

بين أغصان الأشجار تلتف مجموعة من المجاهدين تتضرع إلى الله بالدعاء، ويعلوا منها صوت البكاء والتذلل, ويقف في محيطها ثلةً من المجاهدين يحرسون ويرصدون تحركات العدو, وتتبادل بينهم الأدوار، ما بين الحراسة والرصد وقيام الليل وصلاة القيام إحياءً لليلة القدر المباركة التي صادفت ليلة أمس.

طقوساً روحانية سكنت تلك الليلة الغير عادية التي وصفها الله عز وجل بأنها خير من ألف شهر, فما كان من مرابطي السرايا إلا أن استثمروا هذه الأوقات المباركة، التي تفتح فيها أبواب الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

مراسل موقع الإعلام الحربي لـ"سرايا القدس" بلواء غزة, شارك ليلة أمس مرابطي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في كتيبة الدرج بلواء غزة، ليلة رباطهم في هذه الليلة وعايش معهم تلك اللحظات الإيمانية المملوءة بالخشوع والتضرع والتذلل إلى الله.

فبصوت جهور عذب افتتح "أبو عبادة" مسئول الجهاز الدعوي لسرايا القدس في سرية الشهيد رائد الريفي بكتيبة الدرج صلاة التهجد وتلى على المجاهدين سورة الأنفال, ثم تذلل بالدعاء إلى الله والبكاء ينهار من عيونه خشوعاً وضلوعاً للمولى.

ويقول أبو عبادة لمراسل موقع "الإعلام الحربي" بلواء غزة: "المجاهدين في سبيل الله يجتهدون دوماً بقيام الليل والدعاء والاستغفار خلال رباطهم, ولكن لهذه الليلة خصوصية كثيرة جداً فهي خير من ألف شهر، لذا كان لزاماً علينا أن نستثمر هذه الليلة بالقيام والعبادة".

وأضاف: "كان هناك تناوب ما بين المجاهدين في الصلاة والقيام والرباط ليتقاسموا اجر هذه الليلة المباركة، فكان مجاهدين يقومون بالصلاة ومنهم كان يقوم بالدعاء والاستغفار ومنهم من يحرس الثغور أوقات العبادة".

وزاد بالقول: "لقد خصصنا الدعاء هذه الليلة للمجاهدين والشهداء وللأسرى القابعين في سجون الاحتلال ولشعبنا الصابر المحتسب, ودعونا الله عز وجل أن يطهر فلسطين من دنس الاحتلال المجرم, وان يحرر المسجد الأقصى، وان ينصرنا نصراً عزيزاً على أعداء الله، الصهاينة الجبناء". وتابع: "كما دعونا الله أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يثبت أقدامنا ويسدد رمينا ويجعل ضرباتنا الجهادية نار ولهب تحرق بني صهيون".

بدوره قال "أبو جعفر" أحد مجاهدي سرايا القدس بكتيبة الدرج لمراسل موقع "الإعلام الحربي" بلواء غزة: "هذه الليلة من أروع ليالي الرباط في حياتي فقد شعرت بسكينة وانشراح في صدري واسأل الله أن يتقبل منا وان يستجيب لنا".

وتابع أبو جعفر حديثه قائلاً: "استذكر ليلة القدر في العام الماضي حيث كان بصحبتنا العديد من الشهداء الذين نفتقدهم وسنتذكرهم في هذه الأيام المباركة حيث إنهم كانوا من السباقين للعبادات والطاعات ونسال الله تعالى ان يرحمهم وان يجمعنا بهم في الجنان بإذن الله تعالى".

وختم حديثه بالدعاء بأن يأتي رمضان القادم وقد طهرت فلسطين كاملة من دنس العدو الصهيوني الذي عاث الفساد والخراب في فيها.